"النباشة" .. سياحة من نوع آخر وأمانة منقطة النظير رغم الفقر المدقع في العراق - عاجل
بغداد اليوم-ديالى
قرب الطريق السياحي في اطراف ديالى الشرقية يقع اكبر مطمر للنفايات في المحافظة والذي تحول الى نقطة جذب للعشرات ممن يطلق عليهم "النباشة" واغلبهم شباب وصبية واطفال لجمع بعض المواد واللدائن من اجل بيعها مقابل مبالغ مالية زهيدة لتامين لقمة الخبز.
مدير مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي اكد في حديث لـ(بغداد اليوم) أن "النباشة يأتون من بغداد ومناطق اخرى للعمل في مطمر النفايات المركزي في اطراف بعقوبة وهي بالاساس بيئة خطيرة جدا من الناحية الصحية ووجود اطفال وصبية في داخلها كارثة لكن الفقر هو من يدفعهم للامر".
واضاف مهدي أن "المفوضية اعدت سلسلة تقارير عن النباشة وخطورة عملهم في المطامر وتداعياته على صحتهم خاصة وان اغلبهم يعاني بالاساس من امراض متعددة"، مؤكدا بان "المطامر رغم قسوة المشهد داخلها لكنها تحولت الى مصدر رزق لعشرات الاسر الفقيرة".
أما جعفر خليل وهو شاب عمره 26 سنة قال: "أعمل منذ 7 سنوات في المطامربسبب الفقر الحاد لافتا الى انه يعتبر نفسه احد افراد بدون العراق الذي ليس له اي حقوق في دولة غنية بالنفط"، مضيفاً أن "كل الوعود الحكومية بدعم النباشة حبر على ورق لذا نواصل عملنا رغم خطورته على امل ان ياتي يوم وتنتبه الدولة وتنقذنا".
ولفت إلى ان "أغلب العاملين في المطمر يعانون من امراض تزداد قساوتها مع السنوات".
أما أبو صبحي وهو نباش قضى 16 سنة في هذه المهنة فقد قال "قبل 8 سنوات عثرت على مبلغ مالي يقدر ب40 مليون دينار في كيس وسط المطمر واعدته الى صاحبه وهو طبيب انذاك دون اي مقابل رغم اني بحاجة ماسة للمال لتغير وضعي لكن دينار حلال افضل من مليون حرام والحمد لله على كل حال".
واضاف انه "يشعر بالأسى على مستقبل الشباب والصبية والاطفال النباشة الذي ولدوا لعيشوا احلى سنين عمرهم وسط النفايات مؤكدا بان هولاء وهو منهم يدركون بان الامراض ستلتهم اجسادهم في نهاية المطاف ولن يعمروا كثيرا".