مراقبون: القمة الثلاثية في بغداد ليست ضد طهران
من المقرر ان تنطلق في العاصمة الاتحادية بغداد يوم غد الاحد اعمال القمة الثلاثية التي تجمع رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لمناقشة ملفات اقتصادية وسياسية.
وحسب تقرير لصحيفة الصباح البغدادية فإن القمة الثلاثية ستناقش تفعيل جميع الإتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الدول الثلاث خلال الفترات الماضية في مصر والاردن في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة والنفط والكهرباء بين الدول الثلاث.
المحلل السياسي عدنان السراج اعتبر في حديث لـ PUKmedia، ان القمة هي نتاج السياسة الخارجية التي حاول الكاظمي انتهاجها، لافتا الى ان من يعتقد ان اللقاء سيكون محسوبا على اساس التكامل الاقتصادي والمالي والثقافي وغيرها مخطئ، مضيفا "بالعكس ظاهره هذا العنوان لكن العراق سيكون الخاسر الاكبر من هذا التحالف الثلاثي".
واضاف السراج ان الحاجة انتقت لعقد هذه القمة ففي السابق كان هذا التحالف نتيجة لسياسة التطبيع الاسرائيلية مع الدول العربية، وسياسة التقارب بين الدول العربية وادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب والتي كانت تريد ان تجعل من بعض الدول العربية ادوات للضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية، وفي الوقت نفسه تأييد سياسة الكاظمي العربية وان العراق يعتبر من الدول الداعمة للنشاطات الامريكية في المنطقة مثل السعودية وغيرها.
وتابع السراج ان العودة الى هذه القمة فقد اهم المقومات فالادارة الامريكية تغيرت والادارة الجديدة تفتش عن الحرب النائمة وحل المشكلات والانسحاب من الشرق الاوسط وافغانستان، كما سحبت منظومات صواريخ الباتريوت من بعض الدول مثل السعودية، وعدم الدعوة الى زيادة القوات الامريكية في تلك المنطقة والعودة الى سياسة (5+1) فيما يتعلق بالملف النووي الايراني، اي ان السياسات الامريكية تغيرت وكل هذه تغيرات جيوسياسية ولا يمكن للقمة الثلاثية تحقيق نتائج سياسية الا بنطاق محدود كربط انابيب خط النفط وهو لا يمكن تنفيذه في هذا الوقت لان الكاظمي على وشك مغادرة رئاسة الوزراء خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
على النقيض من السراج، يرى المحلل السياسي باسم الشيخ ان اي تقارب بين دول المنطقة يلقي بظلاله الايجابية على الوضع العراقي.
وقال الشيخ في حديث لـ PUKmedia، هذه القمة لا اعتقد انها جزء من اللقاءات المرحلية فهي تأتي ضمن سلسلة لقاءات وهناك اسس واستراتيجيات الانفتاح الاقتصادي والتعاون التجاري والسياسي والامني المتبادل بين هذه الدول، اعتقد ان الموضوع غير مرتبط بسياسات ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، وهي مرتبطة بالمصالح الاستراتيجية لهذه الدول، فهي وجدت ان مشروع التقارب بين دول كبيرة مثل العراق ومصر والاردن يمكن ان يخلق تكاملا من ناحية الموارد الاقتصادية والبشرية ووضع استراتيجيات مختلفة فيما يخض الامن في المنطقة ومحاربة الارهاب، وكذلك فتح باب التعاون الاقتصادي على مصراعيه بين هذه الدول.
ورفض الشيخ اعتبار هذا التقارب بين الدول الثلاث موجها ضد ايران او اي دولة اقليمية، حيث قال "حاولت بعض الجهات ان ترسل رسائل بأن هذا التقارب يمكن ان يكون بمواجهة الحضور الايراني في الساحة العراقية، الا اني لا اعتقد ذلك، لان الاهداف الكبيرة والمرسومة غير معنية بما يحدث في الداخل العراقي سواء كان على مستوى التدخلات الايرانية او علاقة ايران بالعراق، ولا يمكن تفسير الموضوع بهذه الطريقة ولا وضعه في هذا الاطار".
PUKmedia / فائق يزيدي