مؤشرات “إكتفاء العراق”.. هل سيكون الإعفاء الامريكي لاستيراد الطاقة من إيران هو الأخير أم سنحتاج لـ15 إعفاء آخرًا فقط؟
يس عراق: بغداد
تمديد جديد للاعفاءات عن استيراد الطاقة من ايران منحتها واشنطن إلى بغداد لفترة 4 أشهر إضافية، تنتهي في كانون الأول المقبل، أي في فصل الشتاء، وهي الفترة التي تعتبر الاقل استهلاكًا للكهرباء في العراق وبكمية قد لاتتجاوز الـ18 ألف ميغا واط، في الوقت الذي ينتج العراق في الوقت الحالي اكثر من 20 ألف ميغا واط بقليل.
وتعيش المحافظات العراقية تجهيزًا جيدًا نسبيًا وفق الانتاج الحالي، فضلًا عن عدم الاعتماد على أي طاقة كهربائية قادمة من إيران، حيث خفضت ايران منذ اشهر الطاقة المصدرة للعراق من 1200 ميغا واط إلى 200 ميغا واط فقط، فيما كشف وزير الكهرباء وكالة عادل كريم إن “العراق لم يستلم أي طاقة كهربائية من إيران منذ شهر”، وهو مؤشر واضح على انعدام الطاقة الكهربائية القادمة من ايران ولم يشكل فرقًا كبيرًا وتعتمد وزارة الكهرباء في الوقت الحالي على الانتاج الداخلي للمحطات العراقية فقط.
فضلًا عن ذلك وبينما لايحتاج العراق الى طاقة كبيرة خلال فصل الشتاء، فأنه عند قدوم الصيف المقبل سيدخل الربط الخليجي الى الخدمة رسميًا وبواقع 500 ميغا واط من الكويت الى البصرة، ليكون مؤشرًا ثانيًا على احتمالية عدم الحاجة لاستيراد الكهرباء من ايران مجددًا.
ولكن تبقى المشكلة الحقيقية فيما يتعلق بالغاز، حيث مازال العراق بحاجة إلى الغاز الايراني رغم انخفاض التجهيز من 50 مليون متر مكعب إلى مايقارب الـ24 مليون متر مكعب فقط في الوقت الحالي.
وتعمل وزارة النفط على استثمار الغاز المحروق في الحقول النفطية حيث احيلت العديد من العقود إلى شركات عالمية وعلى رأسها مشروع غاز ارطاوي، فضلا عن العمل على ادخال نحو ألف ميغا واط للمنظومة الوطنية عبر الطاقة الشمسية.
كل هذه المؤشرات تطرح تساؤلات عما إذا كان الاعفاء الجديد من الجانب الاميركي سيكون الأخير أم لا، كون العراق حتى صيف العام المقبل قد لايحتاج إلى استيراد شيء من الطاقة من الجانب الايراني ولاسيما فيما يخص الكهرباء الجاهزة، إلا أن المؤشرات لاتزال تشير استمرار حاجة العراق للغاز الايراني فقط، والذي تتأمل وزارة النفط ان تنقطع الحاجة له بالكامل خلال 5 سنين، مايعني حاجة العراق لـ15 اعفاء جديدًا فقط بفترة 4 أشهر لكل إعفاء.