كواليس الزيارة الأخيرة.. إسماعيل قاآني تدخّل في قضية قاسم مصلح
الترا عراق - فريق التحرير
أعلن السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، موقف بلاده من الاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية من العراق بنهاية العام، فيما كشف معلومات عن تحركات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني في العراق.
أكّد السفير الإيراني أنّ الزيارة الأخيرة لقائد فيلق القدس إلى بغداد سبقت المفاوضات بين بغداد وواشنطن
وقال مسجدي في مقابلة مع قناة تلفزيونية إيرانية، إنّ "الحكومة الإيرانية الجديدة ستعزز العلاقات مع العراق"، مبينًا أنّ بلاده "ترحب بأي خطوات وإجراءات تؤدي إلی خروج القوات الأمريكية من المنطقة، وهذا الأمر ینطبق علی العراق".
"ندين هجمات الفصائل"!
وعلق مسجدي على موقف الفصائل المسلحة من نتائج المفاوضات بين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي والإدارة الأمريكية ورفضها استمرار وجود عسكريين أمريكيين بصفة "مستشارين"، موضحًا أنّ "هذا الأمر یتعلق بالشؤون الداخلیة للعراق، وإيران لا تتدخل في مثل هذه المواضیع".
وأضاف السفير الإيراني، أنّ الموقف الرسمي لبلاده "يجزم بأنّ وجود القوات الأجنبية يسبب المشكلات في المنطقة، وعليها العودة إلى بلدانها، بینما یجب علی الدول الإقلیمیة ضمان أمنها وتعزیزها بالکامل بالاعتماد علی قواتها العسكرية".
اقرأ/ي أيضًا: القضاء يعلن أسباب إطلاق سراح قاسم مصلح وأقواله حول اغتيال إيهاب الوزني
ورأى مسجدي، في قرار الجانب الأمريكي تخفیض قواته في العراق أو نقل القوات القتالیة "خطوة نحو الانسحاب بدون أدنی شك، وخطوة نحو الأمام"، مؤكدًا أنّ "المفاوضات بین العراق وواشنطن بهذا الصدد أمر یخص الجانبین".
وشدد السفير، أنّ إيران "ترفض وتدين الهجمات تجاه السفارات والمراکز الدبلوماسیة"، في رد على سؤال حول موقف طهران من تصعيد الفصائل المسلحة للهجمات على الرغم من إعلان نهاية المهام العسكرية للقوات الأمريكية.
وقال مسجدي، إنّ "أي خطوة عدوانیة لیس فقط لا تحظی بالقبول من جانبنا بل إننا ندینها ونندد بها بأشد المواقف والعبارات. شخصیًا أعتقد أنّ مثل هذا العمل لن يكون له أيّ تأثیر إیجابي، بل یمكن أن يكون بمثابة عذر للقوات الأجنبیة لاستمرار تواجدها في المنطقة".
وأضاف، أنّ "الحكومة العراقية تعتبر مسؤولة عن تنفیذ قرار مجلس النواب العراقي الخاص بخروج القوات الأجنبیة من البلاد ومتابعة تنفیذ القرار، وعلی الجمیع مساندة ودعم الحكومة في مسعاها هذا".
وأكّد مسجدي، أنّ "الموقف الرسمي للجمهوریة في إيران هو دعم ومساندة قرار خروج القوات الأجنبیة من المنطقة، سواء الموجودة في العراق أو خارج العراق، ودعم أيّ عمل یؤدي إلی تنفیذ قرار المفاوضات العراقیة - الأمريكية الخاص بخروج القوات الأجنبیة".
آخر زيارة لقاآني..
وكشف السفير الإيراني خلال المقابلة، عن آخر زيارة لقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد، مبينًا أنّ قاآني هو المسؤول عن ملف العراق خلفًا لقاسم سليماني الذي قتل بضربة جوية أمريكية مطلع العام الماضي.
وقال مسجدي، إنّ "زیارات اللواء قاآني في أي زمان هي زیارات رسمیة لإجراء محادثات مع المسؤولین العراقیین، وکل هذه الخطوات والأنشطة تصب في اتجاه واحد، هو تعزیز العلاقات والتعاون بین البلدین ومساعدة العراق وتقویة العلاقات والصلات في مختلف المیادین، وعلی الأخص البعدین الأمني والعسكري، إلی جانب البعد الدفاعي ومسائل مشترکة أخری".
وأضاف مسجدي، أنّ "قاآني وعلى هذا الأساس، يستطيع أنّ یجري محادثات مع مسؤولین مختلفین أو رؤساء أحزاب، ولكن کل ما سبق ذکره یتم بالتنسیق الكامل مع الحكومة العراقیة وعلمها بهدف مساعدة العراق من أجل دفع العلاقات بین البلدین إلی الأمام".
إيران تدخلت في قضية قاسم مصلح..
وتابع بالقول، "یحدث أحیانًا أن یواجه الأخوة العراقیون من أطیاف وتیارات مختلفة مشكلات وصعوبات، فیقوم قاآني بتقدیم النصح والمشورة، ولهذا فإنّ هذه الزیارات تعتبر ناجحة وموفقة وتتم بناء علی دعوات من مسؤولین عراقیین"، مشيرًا إلى أنّ "قاآني لم يقم بزيارة إلى العراق بعد المفاوضات بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية".
وأكّد مسجدي، أنّ قاآني قد تدخل في قضية اعتقال قاسم مصلح قائد عمليات الأنبار في الحشد الشعبي، والتي انتهت بإطلاق سراحه، موضحًا أنّ قاآني لعب هذا الدور "بصفته محبًا للخير ولمساعدة حكومة العراق ومختلف القوی العراقیة العاملة علی الساحة العراقیة".
وبيّن بالقول، "من الطبیعي أن تحمل زیارات اللواء قاآني صفات التعاون والمساعدة وتعزیز العلاقات الثنائیة بین البلدین".
المفاوضات في بغداد
من جانب آخر، أكّد السفير الإيراني أنّ جولات المفاوضات مع السعودية على الأراضي العراقية سوف تستمر، مبينًا أنّ "توقفها يعود إلى تزامنها مع تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة".
وقال مسجدي، إنّ "قرارًا سيصدر بشأن المفاوضات بعد انتهاء الإجراءات الرسمية لتشكيل حكومة إبراهيم رئيسي"، نافيًا وجود "سبب خاص لتوقف المفاوضات".
وأضاف مسجدي، "نحن نعتقد بسبب رغبتنا نحن وکذلك السعودیة في حلّ المشكلات الثنائیة، أنّ المفاوضات ستحمل نتيجة إيجابية"، مؤكدًا أنّ الطرفين يسعيان إلى حلّ المشاكل العالقة.
وكشف السفير الإيراني، أنّ المفاوضات "شملت مجمل القضایا؛ منها العلاقات الثنائیة وحل المشكلات العالقة بین البلدین إلی جانب المشكلات الإقلیمیة بما فیها موضوع الیمن ومواضیع متفرقة أخری"، مشيرًا إلى أنّ "أحد المواضیع یتمثل في إعادة افتتاح سفارتي البلدین والذي تم طرحه بین الوفدین وسوف یستمر لاحقًا"، لكنه رأى أنّ "من السابق لأوانه الحدیث عن هذه القرارات الآن".
اقرأ/ي أيضًا: