تناقضات محيرة بملف ابراج الكهرباء: تضارب بشأن كلفة الصيانة.. واعتماد على حديد مخزون بالرغم من استلام 250 برجًا جديدًا
يس عراق: بغداد
جملة معلومات متضاربة وغير مفهومة صدرت من عدة جهات رسمية تنفيذية واخرى تشريعية، تتعلق بأبراج طاقة الكهرباء والتحذير من نفاد الحديد الستراتيجي لدى وزارة الكهرباء وكم تكلف صيانة البرج الواحد.
منذ فترة ووزارة الكهرباء تطلق تحذيرات خطيرة تتعلق باقتراب نفاد المخزون الستراتيجي لدى وزارة الكهرباء والمستخدم في صيانة الأبراج التي تتعرض لعمليات تفجير وتخريب، قبل أن تعلن الوزارة عن توجيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتوفير النقص من الحديد.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى العبادي، في تصريح للوكالة الرسمية وتابعته “يس عراق”، إن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أوعز للجهات المعنية بتوفير النقص من مادة الحديد المستخدمة في عمليات إعادة تأهيل أبراج نقل الطاقة التي تتعرض لعمليات تخريب”.
هل استهداف الأبراج غير مكلفة ماديًا؟
إلا أن الملفت قول المتحدث باسم الوزارة بأن عمليات إعادة التأهيل للأبراج غير مكلفة طالما تتم من خلال الجهود الذاتية، وهذا هو مايحدث حيث يتبين من تصريحات وزارة الكهرباء بان عمليات الصيانة تتم عبر كوادر الوزارة الفنية وباستخدام الحديد الموجود في مخازن الوزارة، حيث يشير العبادي إلى أن “الخسائر من مادة الحديد يمكن تعوضيها من المخازن الاستراتيجية كما أن خسائرها بسيطة مقارنة بأحمال المنظومة”.
ولفت إلى أن “خسائر وزارة الكهرباء للطاقة الكهربائية أكبر من المادية في عمليات التخريب التي تتعرض لها الأبراج وأثرها في انقطاع الطاقة عن المواطنين وحرمان المشاريع الاستراتيجية من خدمة الكهرباء”.
هذا التصريح يذكّر ويتناقض مع تصريح سابق للجنة الطاقة النيابية عندما بدأت عملية استهداف الأبراج، حيث اوضح عضو اللجنة حينها امجد العقابي أن “تصليح واعادة برج واحد يكلف 25 مليون دينار ويحتاج لـ4 ايام عمل لإعادة تأهيله”.
ومن غير المعروف ما اذا كان الحديد المستخدم واعمال الصيانة المرافقة له تكلف 25 مليون دينار أم أن البرج بالكامل يكلف 25 مليون دينار، ومن غير المعروف ايضا ما اذا كان هذا الرقم صحيح الا ان وزارة الكهرباء تعتبره بسيطًا مقارنة باحمال المنظومة او حجم ضرر قطاع الطاقة جراء الاستهداف.
250 برجًا جديدًا.. لماذا الحديث عن مخزون الحديد؟
في الوقت الذي بينت وزارة الكهرباء بحسب اخر احصائية ان عمليات الاستهداف منذ أن بدأت بلغت 71 عملية حتى الان، وان عدد الابراج المستهدفة منها بلغ اكثر من 174 برجًا، مما ادى الى نفاد الخزين الستراتيجي من الحديد بفعل قيامها بالصيانة عبر كوادرها ومخزونها من الحديد، اعلنت شركة الصناعات الفولاذية انها زودت شركة التوزيع الكهرباء للمنطقة الشمالية بـ250 برجًا خلال الاسبوعين الماضيين.
مدير شركة الصناعات الفولاذية علاء ناصر قال في تصريحات صحفية إن “الأخيرة أكملت التجهيز قبل نحو أسبوعين وبواقع 3 آلاف و 250 طن أي بحدود 250 برجًا”، مبينًا أن “حسب معلوماتنا فأنه تم الاستفادة منها في تعويض الأبراج المستهدفة في المنطقة الشمالية”.
وأوضح أن طاقة الإنتاج التصميمية للشركة لا تغطي حاجة وزارة الكهرباء الكاملة من الأبراج ما يدفع الأخيرة للاستيراد من دول الجوار.
من هنا تطرح تساؤلات عما اذا كانت وزارة الكهرباء تستخدم هذه الأبراج التي تفوق عدد الابراج المستهدفة كليًا، باستبدال الابراج المستهدفة، أم ان هذه الابراج ستكون لمد خطوط جديدة بمسارات جديدة ولاعلاقة لها بالابراج المستهدفة.
شارك هذا الموضوع: