دعوة لمواجهة الشعب بمايحصل في اقتصاد العراق.. عماد عبداللطيف
الى البنك المركزي العراقي .
الى وزارة المالية .
إلى كُلّ من يهمّهُ الأمر.
نحنُ نعيش في العراق الآن مظاهر ما يُعرف في الإقتصاد بـ “التضخم الركودي” Stagflation .. أي وجود ظاهرتين متناقضتين في الإقتصاد ، هما التضخّم(ارتفاع الأسعار الدائم والمتصاعِد) .. وركود السوق( تباطؤ الأنشطة الإقتصادية ، وتراجعها ).
هيّا .. شمرّوا عن سواعدكم ، وأوراقكم “البيضاء” ، و “الخضراء” .. وعن “نظريّاتكم” المُصابةِ بـ “التوحّد” ، وعن يطولات “منظرّيكم” الأشاوس … وقولوا للعراقيّين (بكلّ صراحة ، وشجاعة) ، عمّا يمكنُ لكم أن تفعلوه بالضبط ، وعمّا ما لا يمكنُ فعلهُ .. ولماذا لا يمكنُ فعله؟
أتحدّاكم أن تقولوا للعراقيين ، لماذا ليس بوسعكم بناء اقتصادٍ صحيح ، و مُعافى .. ولماذا (بدلاً عن ذلك) تتحدّثون عن “الإصلاح الإقتصادي” و ” سعر الصرف” ، و “البرنامج التنفيذي” للأوراق متعددة الألوان ، والدين العام ، وكلفة الرواتب الهائلة ، وعجز الموازنة العامة ، والاقتصاد الريعي ، واشتراطات المنظمات الدولية (وغيرها من الحماقات ، والبذاءات .. و “الكلاوات” الإقتصاديّة) .
هذا شعبكم يئِنُّ من الفقر والغلاء ، وانعدام الحيلة ، وقلّة فرص الرزق الحلال.
قولوأ له لماذا يحدثُ له كُلّ هذا .
اخبروهم لماذا أسعار العقارات هنا أعلى منها في ايّ بلد في العالم (الغنيّ والمتقدّم) .. ومن “يغسلُ” بها أموالنا المسروقة ، ومن يجعلُ من “الطماطة والبتيتة” المحليّة (والمُستوردّة) ، حسرةً على العباد .
خلاف ذلك .. أعتذِروا .. واستقيلوا .. وأعتَزِلوا.
بائع “البسطيّة” ، وسائق “السايبا” ، وفقراء “العشوائيّات” .. وكُلّ “البسطاء” من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتناهية الصِغَر في القطاع الخاص ، ليسوا من انصار مدرسة شيكاغو في الإقتصاد ، ولا يعرفون شيئاً عن ملتون فريدمان ، ولا عن جون مينارد كينز .
دعوا وزرائكم (ومن هم بدرجتهم) ، و مدرائكم العامين(ومن هم بدرجتهم) ، في دوائركم التنفيذية العليا يواجهون هؤلاء الناس بما يجهلونه .. هذا إنّ كان هؤلاء ، هم بدورهم ، يعرفون ما يحدث ، ولماذا يحدث ، وكيف يحدث ، ومن أولئك الذين يدفعون ثمن ما يحدث في نهاية المطاف.