كنيسة شاخصة في صحراء كربلاء بنيت قبل البعثة النبوية بـ120 عامًا.. هل تشير إلى وجود مدينة قديمة؟
يس عراق: بغداد
تشخص مجموعة من الاحجار المتراكبة وسط صحراء كربلاء في البادية الغربية، لتشير الى اخر اثار لمدينة قديمة قد تكون وجدت على هذه الأرض قبل اكثر من ألفي عام.
وعلى بعد 70 كم عن مدينة كربلاء في قلب البادية الغربية تقع أطلال أقدم كنيسة في العراق، حيث بقيت كنيسة الأقيصر او القصير، التي تحتضنها صحراء كربلاء، أطلالًا مدمرة ومنهوبة بعد أهمال على مرّ السنين، رغم كونها كنيسة أثرية تعد من أقدم الكنائس المسيحية في العراق.
ويرجع تاريخ هذه لكنيسة التي تبعد ٥ كم عن حصن الأخيضر في قضاء عين التمر الى القرن الخامس ميلادي، وتتميز بوجود كتابات آرامية اضافة الى المذبح الذي يتجة نحو القدس.
وتشير موسوعة ويكيبيديا على شبكة الانترنت الى ان أصل تسمية الكنيسة محلية وهي تصغير لكلمة قصر بسبب كثرة الابنية القديمة الشاخصة والتي تسمّى قصورا في المنطقة وما يجاورها مثل(قصر الاخيضر, قصر البردويل، وقصر شمعون )..ولأنها كنيسة صغيرة فقد عمد السكان المحليون في حينها إلى اطلاق تسمية القصيّر بمعنى تصغير القصر لأنهم لم يدركوا ماهيتها سوى انها بناية عالية اثارية بل يذهب بعض المؤرخين إلى ان التسمية جاءت من انها القصر الصغير.
بنيت الكنيسة من الطابوق المفخور أو الفرشي ، وهذه القيمة البنائية تثبت انها اقدم كنيسة شرقية في التاريخ لأنها وحسب دراسات بنيت في منتصف ستينات القرن الخامس الميلادي اي قبل البعثة النبوية بـ 120سنة ، وان الاستدلال على هذا الامر عبر العناصر المعمارية المنفذة في بناء الكنيسة والتي لم يتم العمل بها في العصر الاسلامي وهي العقود البيضوية عند مداخل الكنيسة.
ونظرا لوجود العديد من التلول في محيط الكنيسة فأن هناك إحتمال انها كانت قريبة من أطلال مدينة كاملة اصبحت مطمورة تحت الرمال . حيث ان هذه المنطقة كانت تضم قبائل مسيحية عند أنتشار الاسلام فيها بعد 50 عاما من ظهوره العام 622 للميلاد
وتتبع للكنيسة مقبرة أثرية و كانت المسيحيون الكلدان يزورون الكنيسة سنويا في فترة عيد الميلاد لإحياء قداديس فيها و ذلك بعد اكتشافها على يد بعئة تنقيب في فترة السبعينيات.