لانهاء الازمات في المنطقة.. كيف رسخت الإمارات الدبلوماسية الإيجابية في العراق وافغانستان؟
بين الإنسانية والسياسة، كان الدور الإماراتي حاضرا بفعالية في أزمات الإقليم المختلفة، وإخماد الصراعات المشتعلة، عبر المساهمة في إيجاد الحلول السلمية وطرح الأفكار والرؤى الجديدة.
ولعل آخر ذلك المشاركة رفيعة المستوى في قمة دول الجوار الإقليمي للعراق، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وقال الشيخ محمد بن راشد في تغريدة له عبر تويتر، "وصلنا بحمدالله بغداد، عاصمة الرشيد والمأمون وعاصمة العالم، دار السلام، بيت حكمة البشر، بغداد الشعراء والأدباء والعلماء.. بغداد دجلة والفرات.. رغم جراحها متفائلين بعودتها ونهضتها ومجدها بإذن الله".
وفي ذات الصدد، وخلال كلمته أمام قمة دول الجوار الإقليمي للعراق، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن قمة بغداد خطوة مهمة على طريق عودة العراق لدوره الطبيعي في محيطه الإقليمي.
ووصف المزروعي قمة بغداد، بأنها "مبادرة شجاعة لتعزيز أسس التعاون والشراكة في المنطقة"، مشددا على أن موقف الإمارات الثابت وهو دعم العراق والوقوف إلى جانبه في كل الخطوات لما فيه مصلحة شعبه.
وأضاف أن القيادة الإماراتية ترى أن العراق المستقر والموحد يعزز أركان السلام الإقليمي، كما تؤمن دولة الإمارات بأهمية التعاون والعلاقات الإيجابية والشراكات التنموية بين الدول، كما أن حل النزاعات بالطرق السلمية هو الطريق لمستقبل أفضل.
مبادئ راسخة
ويرى خبراء في العلاقات الدولية ومحللون سياسيون، أن السياسة الخارجية الإماراتية تعتمد على مبادئ راسخة تضم في أولوياتها تسوية النزاعات بالطرق السلمية، والحرص على أن تكون الحلول السياسية في المقدمة، على أن تتسق تلك التسويات السياسية في الأزمات مع القوانين والتطلعات المشروعة لشعوب الدول، مدللين على ذلك بالمساهمة في رفع المعاناة عن الشعب الأفغاني وتقديم يد العون للرعايا الأجانب خلال هذه الأزمة.
وقبل أيام، برز الدور الإماراتي في الأزمة الأفغانية، بمساعدة البلاد في إجلاء رعاياها من العاصمة كابل، واستقبال 5 آلاف مواطن أفغاني، بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة، لتعزز الإمارات دورها الرائد والإنساني على المستوى العالمي.
وسهّلت الإمارات عمليات الإجلاء لنحو 39.827 من الأجانب والأفغان من كابل، باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.
وتتحرك دولة الإمارات مؤخرًا في عدد من الملفات الشائكة، لعل على رأسها السعي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتلبية المبادرات الدولية العادلة والعمل مع الشركاء لإيجاد حل حاسم للقضية الفلسطينية، فضلًا عن تدخلها لوقف إطلاق النار وتعزيز الحل السياسي في منطقة تيغراي الإثيوبية، بخلاف أزمات عدة أخرى.
مواقف معتدلة وتحركات ذكية
ويوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية طارق فهمي لوسائل اعلام عربية، أن الإمارات تتحرك بذكاء شديد في الأزمات الدولية؛ اعتمادا على ما تملكه من قدرات وإمكانيات، بخلاف أن هناك جزء مرتبط بالبعد الإنساني والأخلاقي، ولذا قدمت الإمارات أدوارا جيدة في هذا الإطار.
وأضاف فهمي أن هذه الأدور ليست غريبة على دولة الإمارات، لأنها قامت في أوقات سابقة بعمليات إغاثة وإمداد لعدد من الدول سواءً في أفريقيا أو بدول أخرى شهدت أحداثا وظروفا استثنائية، وبالتالي هذا يعبر عن الدبلوماسية الحكيمة التي يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا التوقيت.
وأشار إلى أمر آخر متعلق بدور الإمارات، يتمثل في الموقف المعتدل والمتوازن للسياسة الإماراتية في الإقليم سواءً في المنطقة العربية أو بقاع أخرى من العالم، والذي يتسم بالرشادة السياسية وتنويع ذروعها سواء في التحرك أو الإمداد أو التعامل الإنساني أو السياسي.
واستكمل، "موقف الإمارات في الأزمة الأفغانية مؤخرا يعطي مثالا جيدا بأن تلتزم الدول الأخرى بتلك الأبعاد".
شعار الإنسانية أولا
يرى الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير، أن الدور الإنساني والسياسي للإمارات في كافة الأزمات، لا ينفصل عن الدور الإنساني والسياسي الذي أرساه مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، لأنه منذ تأسيس دولة الإمارات ولها أيادٍ ممدودة وبيضاء بالخير والسلام ودائمًا ما تسعى وتدفع نحو الاستقرار ومكافحة الإرهاب والأفكار الظلامية والمتطرفة.
وأضاف سمير في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن دور دولة الإمارات يضع على رأس أولوياته إنقاذ الأرواح، ومساعدة الدول والشعوب المستضعفة التي تمر بأزمات، مؤكدا أن الإمارات تبذل كل جهد من أجل أن يكون هناك سلام واستقرار.
وأوضح أن الأدوار الإماراتية في الأزمات الدولية كانت محل تقدير دولي كبير، ولذا حظيت في يونيو الماضي، بعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانتها الدبلوماسية الكبيرة.
N.A