نداء النجف: المرجع السيستاني ينهي مقاطعة 2018 ويفتح الباب لانتخابات تقلب المعادلة
بغداد – ناس
يفتح بيان مرجعية النجف، المجال أمام فرصة لإجراء تغيير جذري على المعادلة السياسية، قد يقود إلى استبدال معظم وجوه الطبقة المهيمنة على السلطة في العراق، وذلك عبر الكلمات القاطعة التي استخدمها البيان في شأن الدعوة للمشاركة في الانتخابات.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
ورغم تأشير المرجعية وجود "نواقص" تشوب العملية الانتخابية، إلا أنها اعتبرت الانتخابات "الطريق الأسلم للعبور بالبلد إلى مستقبل أفضل".
وتُمكن ملاحظة اللغة الحاسمة التي وردت في بيان مكتب المرجع علي السيستاني (29 أيلول 2021) قبل 10 أيام من موعد الانتخابات المقرر في العاشر من تشرين الأول المقبل.
بيان 2018
بالعودة إلى توجيهات المرجع قبل انتخابات العام 2018، فقد أفسح المجال للناخبين في الاختيار بين المشاركة أو العزوف عن الانتخابات، كما في بيان المرجع السيستاني الذي تلاه وكيله عبدالمهدي الكربلائي في خطبة الجمعة (4 أيار 2018) والذي جاء فيه إن "المشاركة في هذه الانتخابات حق لكل مواطن، وليس هناك ما يُلزمه بممارسة هذا الحق، إلا ما يقتنع هو به من مقتضيات المصلحة العليا لشعبه وبلده" وأن "قرار المشاركة أو عدمها متروكٌ للمواطن وحده، وهو مسؤول عنه".
ورغم أن السطور اللاحقة في البيان قد حذرت من أن "تخلي الناخب عن حقه في التصويت، يمنح فرصة إضافية للآخرين في فوز مرشحيهم بالمقاعد البرلمانية، وقد يكونون بعيدين جداً عن تطلعات العراقيين" إلا أن الشريحة الواسعة المتأثرة بتوجيهات مرجعية النجف، قد التقطت إشارة "السماح بعدم المشاركة" وتم ترجمتها على أنها تدعم بذور حراك ناشئ آنذاك يدعو لمقاطعة العملية الانتخابية، وبالفعل، وصلت نِسَب المشاركة في انتخابات العام 2018، إلى أدنى مستوياتها، حيث تشير تقديرات إلى أنها ربما لم تتجاوز 20 بالمئة من عدد مَن يحق لهم التصويت.
بيان 2021
في البيان الذي يسبق انتخابات العام 2021، بدا أن خيار مقاطعة الانتخابات، أو العزوف عنها، ليس خياراً مطروحاً بالنسبة لتوجيهات المرجعية، فالعبارات التي استُخدِمَت كانت قاطعة وحاسمة، كما في مستهل البيان "إن المرجعية الدينية العليا تشجّع الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات القادمة، فإنها وإن كانت لا تخلو من بعض النواقص، ولكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل يرجى أن يكون أفضل مما مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي" وكذا في التشديد على أهمية أن "يعتبر الناخبون من التجارب الماضية ويعوا قيمة أصواتهم".
دعوة صريحة للتغيير
وبعبارات لا ينقصها الحسم ولا يشوبها الغموض، يدعو بيان المرجعية إلى إحداث تغيير في إدارة الدولة، كما في الدعوة إلى استغلال "الفرصة المهمة لإحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها الرئيسة، وهو أمر ممكن إن تكاتف الواعون وشاركوا في التصويت بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك فسوف تتكرر اخفاقات المجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها، ولات حين مندم".
قلب المعادلة
وأسست الأحزاب التقليدية، حساباتها الانتخابية على افتراض أن نِسَب المشاركة ستكون مقاربةً لنِسَب المشاركة في انتخابات 2018، ووفق معادلة رقمية تزيد وفقها مقاعد الأحزاب كلما تناقصت نسب المشاركة في الانتخابات واتسعت قاعدة المقاطعين.
وقد استفادت تلك الأحزاب من زيادة مقاعدها في البرلمان في تعظيم حصصها في مواقع الدولة، إلا أن دخول مرجعية النجف –بثقلها الاعتباري المعروف- وتشجيعها العراقيين على المشاركة في الانتخابات، وامتثال شريحة من العازفين لتلك التوجيهات، سيعني أن حصول انقلاب في معادلة القوى السياسية الحاكمة لن يكون أمراً مستبعداً، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار، أن شريحة مقاطعي الانتخابات التي ستمتثل إلى نداء النجف، هي –حكماً- ليست من جماهير الأحزاب التي سبق أن حسمت أمرها بالمشاركة.
إقرأ/ي أيضاً: النص الكامل للبيان