مسيرات جماهيرية في الشوارع العراقية تسبق الانتخابات
يتوجه "عراقيو الداخل"، خلال الساعات القليلة المقبلة، إلى مراكز الاقتراع للتصويت على مرشحيهم، حيث يحق لأكثر من 14 مليون عراقي التصويت في الانتخابات المبكرة في دورتها الخامسة، والتي حجبت المشاركة الخارجية للعراقيين المقيمين خارج بلاد الرافدين، وسيصوت "عراقيو الداخل" لاختيار 329 نائباً من بين 3243 مرشحاً ضمن 83 دائرة انتخابية، وفق النظام الانتخابي الجديد.
وعلى الرغم من دخول العراق الصمت الانتخابي تجوب جماهير مرشحي الأحزاب والكتل السياسية والمستقلين بالعاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، شوارعها، لتقديم الدعم والإسناد للمرشحين قبل ساعات من انطلاق "الاقتراع العام"، وهو اليوم الثاني من الانتخابات العراقية في دورتها الخامسة، التي تقام بعد الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ومطلع العام الماضي.
وشهدت شوارع العاصمة بغداد خلال الساعات والأيام الماضية، مسيرات نظمتها جماهير القوى السياسية والمرشحين المستقلين المشاركين في هذه الانتخابات، حيث رفعت الأعلام العراقية والكتل وصور المرشحين مع أغانٍ وطنية وداعمة للمرشحين.
تشديد أمني
وبالقرب من مراكز الاقتراع، شددت الأجهزة الأمنية إجراءاتها قبيل ساعات من انطلاق التصويت العام، وأعلنت قيادة عمليات بغداد، اليوم السبت، مواصلتها لعملية تأمين المراكز الانتخابية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت القيادة في بيان، إنه "تواصل قطعاتنا الأمنية وبجهود حثيثة لتأمين الحماية للمراكز الانتخابية وتعليق الزينة، والبوسترات التثقيفية لغرض توعية وحث المواطنين على الالتزام بالتوجيهات الصادرة من اللجنة الأمنية العليا للانتخابات من أجل نجاح العملية الديمقراطية واختيار مرشحيهم للانتخابات".
لا حظر في يوم الاقتراع
في المقابل، أكد رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، الفريق أول ركن عبدالأمير الشمري، عدم فرض حظر تجوال خلال الاقتراع العام. وقال الشمري في مؤتمر صحافي، إنه "تم اتخاذ إجراءات تسهل عملية الانتخاب في الاقتراع العام".
وفي شأن الخروق، يشير الشمري إلى أنه "لا يحدد الخرق الانتخابي إلا بوجود شكوى مقدمة"، مشدداً على أنه "ستكون البيئة الآمنة متوفرة خلال الاقتراع العام كما توفرت في الاقتراع الخاص".
رسائل الـSMS
ويترقب الشارع العراقي نتائج الانتخابات على الرغم من تباين مواقف الناخبين حول المرشحين والتحفيز السياسي والديني للمشاركة الواسعة في الانتخابات، وعبر رسائل الـ"SMS" دعا رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، العراقيين، إلى المشاركة بالانتخابات.
وقال في رسالة قصيرة وجهها للمواطنين المشتركين في شبكات الهاتف المحمول، "شارك في الانتخابات العامة واختر الأصلح والأنزه ومن يخدم العراق والعراقيين".
وختم الكاظمي الرسالة بالقول، "العراق ينتخب".
انتخابات مفصلية
وفي هذا الإطار، اعتبر الرئيس العراقي، برهم صالح، انتخابات الغد، من أهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث، مبيناً أنها انتخابات مفصلية مصيرية وتأسيسية، وتأتي في ظرف دقيق ولحظة وطنية فارقة.
وقال صالح في كلمة للشعب العراقي حول الانتخابات النيابية، إن "اقتراع الغد فرصة لبناء دولة قادرة ومقتدرة، لتصحح المسارات الخاطئة وتضرب الفساد وتعمل على مراجعة الدستور عبر عقد سياسي واجتماعي جديد".
وأضاف، "لا نتردد في الإقرار بوجود خلل بنيوي رافق منظومة الحكم بعد عام 2003، ونقدر المنجز المتحقق بالتحول ببلدنا من الاستبداد إلى نظام دستوري".
وتابع الرئيس العراقي، "يوم غدٍ أعين العالم بأجمعه ستتوجه إلى العراقيين، والانتخابات يجب أن تكون لحظةً وطنيةً لاستعادة البادرة العراقية"، مردفاً، "لتكن الانتخابات سور الوطن وسياجه المنيع... والتاريخ يعلمنا أن صوت الشعب أقوى، وإرادته هي الأمضى".
ويشدد الرئيس العراقي على أن "المشاركة الواسعة في الانتخابات ستكون نقطة تحول في مصير بلدنا، وستحقق التمثيل الحقيقي للشعب، وتقطع الطريق أمام المتربصين ومن يحاول التلاعب بمصير البلد ومستقبل أبنائه".