6 مخاطر تهدد الأمن القومي العراقي مع بدء مؤشرات الجفاف الفعلي
يس عراق: بغداد
مازالت خطوة وزارة الزراعة بتقليص المساحات المزروعة للموسم الشتوي القادم بـ50%، تنمّي المخاوف بما يفوق مسألة نقصان المساحات المزروعة وقلة الانتاج الزراعي المتوقع، بل تتعداها إلى كونها مؤشرا واضحا على اقتراب الجفاف الفعلي واثاره على العراق، خصوصا مع توقعات بنفاد الخزين الستراتيجي من المياه الذي تم جمعه عام 2019 بسبب الامطار الغزيرة، وتم استخدامه في الخطتين الصيفية والشتوية.
ومع قرب نفاد المخزون الستراتيجي من المياه، وتوقعات بموسم مطري حول او اقل من المعدل، أي عدم تسجيل مستويات مطرية عالية لتعويض النقص الستراتيجي، فان المخاوف من الجفاف المحتمل تنبئ بـ6 مخاطر قريبة ستشهدها البلاد.
يقول المهتم بالشأن الاقتصادي رامي جواد في إيضاح تابعته “يس عراق” إنه “يعد انخفاض مناسيب المياه المتدفقة من الانهر القادمة من تركيا وايران أحد أكبر المخاطر التي تواجه العراق حالياً والتي تسببت مؤخراً بإعلان وزارة الزراعة تقليص الخطة الزراعية للموسم الشتوي بمقدار 50% من الاراضي التي تم زراعتها سنة ٢٠٢٠”.
واضاف أن “وزارة الخارجية تعمل حالياً على تدويل شكوى دولية ضد أيران لدى محكمة العدل الدولية تتعلق بقيامها بتحريف مسارات الانهر الطبيعية ضمن اراضيها مما تسبب في قطع المياه المتدفقة بشكل كامل تجاه الاراضي العراقية، في حين لايزال موقف العراق ضعيف تجاه الجانب التركي في المطالبة بزيادة حصة المياه المتدفقة لنهري دجلة والفرات”.
واضاف انه “قد يتسبب أستمرار انخفاض مناسيب المياه بعدة مشاكل على الامن القومي للعراق من ابرزها ارتفاع نسبة البطالة بمعدل ١٠% حيث توظف الزراعة ٢٠% من اجمالي القوى العاملة وبالتالي ارتفاع نسبة الفقر”.
فضلا عن زيادة الهجرة الجماعية للمتضررين نحو مراكز المدن بحثاً عن فرص العمل والضغط على الحكومة لتوسيع فرص التعيين لاستيعاب البطالة،وزيادة النزاعات العشائرية في المناطق الزراعية نتيجة عدم السيطرة على التوزيع العادل للمياه،بالاضافة الى زيادة تدفق العملة الصعبة نحو الخارج والاعتماد على استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية من دول الجوار خصوصاً مع انخفاض قيمة عملاتهم المحلية.
بالاضافة الى أنخفاض الانتاج المحلي لمنتجات (اللحوم والدواجن ومشتقاتها) وتقليص الثروة الحيوانية، وارتفاع نسبة التلوث والأمراض خصوصاً في المناطق الجنوبية.
وبين انه “بالرغم من كثرة التهديدات التي تشكلها انخفاض مناسيب المياه ألاّ ان العراق لم يستخدم الجانب الاقتصادي كأحد وسائل الضغط على دول الجوار لتقليل تلك المخاطر والتي تتطلب التحرك السريع والعاجل لتداركها، كما يتطلب من الحكومة أتخاذ اجراءات سريعة بالتوعية بمخاطر انخفاض مناسيب المياه والحد من تبذيرها وتقديم التسهيلات اللازمة لاتباع الطرق الحديثة في الزراعة وترشيد أستخدام المياه.
شارك هذا الموضوع: