العراق يلوح بتقديم شكوى ضد إيران بسبب السدود على نهر سيروان
دفع القلق الناتج من تراجع منسوب نهر سيروان في شمال شرق العراق، بفعل قلة الأمطار وسدود خلف الحدود في إيران من حيث ينبع النهر، وزير الموارد المائية العراقي، مهدي الحمداني، إلى التلويح بتقديم شكوى ضد طهران أمام محكمة العدل الدولية.
ويؤثر تراجع المنسوب في الزراعة والإنتاج الكهربائي في العراق الغارق في الأزمات، ويعتمد على إيران لتأمين ثلث استهلاكه من الغاز والكهرباء.
وينبع نهر سيروان، أحد روافد نهر دجلة، من إيران ويغذي سد دربنديخان في محافظة السليمانية في إقليم كردستان، قبل أن يواصل مسيره إلى محافظة ديالى الزراعية، لكن مستواه قد انخفض كثيراً.
وقال رحمن خاني، مدير السد، لوكالة الصحافة الفرنسية "هناك فرق في منسوب المياه بين العام الماضي وهذا العام بحدود سبعة أمتار و50 سنتيمتراً"، مشيراً إلى أنه "انخفاض غير مسبوق".
وأوضح أن ذلك الانخفاض يعود إلى "قلة الإيرادات المائية من المصادر الرئيسة للسد، من قلة هطول الأمطار والثلوج"، لكن أيضاً "بسبب إنشاء سدود من الجانب الإيراني على روافد النهر وحجز المياه خلف السدود الإيرانية وتحويل مجرى النهر".
وأدى ذلك إلى "انخفاض منسوب المياه بشكل لا مثيل له منذ بناء السد في عام 1961"، وفق المسؤول.
وشرح المسؤول المحلي أن ما وصل إلى السد هذا العام "من الواردات المائية هو 900 مليون متر مكعب، في حين أن معدل إيرادات السد السنوية"، خلال السنوات السابقة "كان أربعة مليارات و700 مليون متر مكعب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسبب الانخفاض وفق المسؤول في "تقليل توليد الكهرباء بنسبة 30 في المئة مقارنة مع العام الماضي"، مضيفاً أن لذلك أيضاً "تأثيرات كبيرة في الرقعة الزراعية في مناطق ديالى التي تعتمد على مياه السد".
وبات لملف المياه أهمية كبرى في البلاد، لا سيما بسبب التغير المناخي والجفاف المتكرر وارتباطه بملفات جيوسياسية متعلقة بتقاسم مياه نهري دجلة والفرات خصوصاً مع تركيا وسوريا وإيران.
وقال مستشار وزارة الموارد المائية، عون ذياب، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "مياه نهر سيروان انقطعت بالكامل".
في الأثناء، أعلن المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، حميد النايف، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، الأحد 24 أكتوبر (تشرين الأول)، أنه "تمَّ استبعاد محافظة ديالى من الخطة الزراعية نتيجة قطع الروافد المائية من الجانب الإيراني".
وتعاني إيران قلة الأمطار. وقد انخفضت مستويات البحيرات والأحواض المائية فيها إلى النصف بسبب الجفاف القوي الذي يضرب البلاد والمنطقة، وفق ما أفاد تقرير لوكالة الفضاء الإيرانية نقلته وكالة "مهر" للأنباء.