"الوجوه غير رادة للسلام".. صحافي صور أنصار الحشد واختفى
"الوجوه غير رادة للسلام" هذه كانت آخر الكلمات التي تلفظ بها الصحافي، باسم الزعاك، وسط خيم أنصار الحشد والفصائل الرافضة لنتائج الانتخابات في بغداد.
فبعد أن استل هاتفه وخرج فجر الأحد ليصور "لايف" على فيسبوك أنصار الحشد المعتصمين منذ أكثر من أسبوع في العاصمة العراقية، أتته مجموعة وسألته "أين تعمل أنت؟" لينقطع بعدها البث، ويختفي الرجل وكأنه "فص ملح وذاب!".
مادة اعلانية
ومنذ تلك اللحظة وعائلته تبحث عنه دون مجيب، حاله حال العشرات من الناشطين الذين خطفوا سابقا خلال الاحتجاجات ولم يعرف عنهم شيء.
وفي هذا السياق، أوضح المرصد العراقي للحريات الصحافية أن "صحافيين أبلغوه بأن زميلهم الزعاك، الذي يعمل لدى وكالة أنباء كل العرب مقرها باريس اختفى منذ مطلع الأسبوع في بغداد".
"انقطع البث"
كما أضاف أن ذوي الصحافي المختطف أبلغوا الشرطة عن اختفائه، لكنهم لم يحصلوا على أي جواب بعد.
في حين، أكدت الصافية أفراح شوقي وهي على تواصل مع شقيقته للعربية.نت أن الزعاك كان مواكبا لتظاهرات تشرين التي انطلقت قبل عامين، وكان يرفد القنوات الفضائية والمواقع الخبرية العالمية بالفيديوهات وبالصور.
كما أوضحت أنه توجه إلى الاعتصام لاسكشاف ما يجري، وراح يصور لايف، قبل أن يسأله أحد الأشخاص" أنت لمن تنتسب؟ وينقطع البث بعدها" وأكدت أنها اتصلت به مرارا في تلك اللحظة لكنه لم يرد، لتتفاجأ بعد ساعات بأن صفحته حجبت.
من اعتصام أنصار الحشد في بغداد (أرشيفية- رويترز)
"لا جواب"
فيما نقلت على أخته قولها إن العائلة بحثت عنه ولا تزال في كل مكاك ببغداد، من مراكز الشرطة والأمن الوطني، مرورا بأمن الحشد الشعبي، وصولا إلى المستشفيات لكن دون جدوى.
كما كشفت أن أحد مراكز الشرطة قال لذويه إن القضية عند الحشد وفذهبوا لقاضي الحشد دون حتى أن يحرر محضر اختفاء.
إلى ذلك، أفادت بأن عائلته تلقت تطمينات لكنها أيضا حُذرت من عدم التحدث للإعلام. واعتبرت أن آخر فيديو بثه من مكان الاعتصام لخير دليل على تواجده لدى أنصار الحشد، محملة إياهم مسؤوولية اختفائه.
من اعتصام أنصار الحشد في بغداد (أرشيفية- رويترز)
بدوره، أكد زميل الزعالك الصحافي، هادي جلو مرعي، للعربية.نت أنهم حاولو مرارا الاتصال به دون جدوى.
خسارة تحالف الفتح
يذكر أن أنصار تحالف الفتح الذي يعتبر الممثل السياسي للحشد والفصائل الموالية لإيران كان حاز على نحو 15 مقعداً فقط في انتخابات العاشر من أكتوبر، بعدما كان القوة الثانية في البرلمان السابق مع 48 مقعداً.
فيما رأى مراقبون أن الخسارة التي سجلها الحشد الشعبي تعود إلى خيبة أمل ناخبيه من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، بالإضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل الموالية لطهران.
ومنذ الأسبوع الماضي، صعدت تلك الفصائل حملتها ضد نتائج الاستحقاق الانتخابي معتبرة أنها مزورة وغير نزيهة. وعمد أنصارها إلى نصب خيم وسط بغداد، مطالبين بإعادة فرز كافة الأصوات.