“غرب القرنة 1”: هيمنة الصين تتزايد والتواجد الاميركي يتضاءل
يس عراق:بغداد
تناول موقع “أويل برايس” البريطاني المتخصص بقضايا الطاقة كيفية خسارة الولايات الولايات السيطرة على حقل نفط عراقي، يعتبر من بين الأضخم في العالم.
وأشار الموقع في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى أنه قبل الزيارة التي قام بها الى واشنطن في آب/اغسطس العام 2020، وعد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب، بالمضي قدما في مجموعة كبيرة من العقود المتفق عليها أوليا، مع شركات امريكية، مع وجود كبير من أفراد الأمن الأمريكيين لحمايتها.
ولفت الموقع إلى أن النية المعلن عنها لهذه المبادرة من جانب الولايات المتحدة، هو رسم خط امام التقدم الكبير لكل من الصين وروسيا، باتجاه ما كان مناطق النفوذ الأمريكي في الشرق الاوسط.
وبالنسبة الى العراق، فإنه كان يسعى من خلال تعهده هذا الى تسريع حصوله على إعفاء امريكي جديد لمواصلة استيراد الغاز والكهرباء من إيران وتجنب قيام واشنطن بقطع المساعدات المالية عنه وفرض عقوبات كانت تلوح بها ضد بغداد.
واعتبر التقرير؛ ان المصادقة في الاسبوع الماضي على صفقة بقيمة 480 مليون دولار أمريكي لـ”شركة شلمبرجير” العملاقة لخدمات حقول النفط الامريكية، لحفر 96 بئرا نفطيا في حقل “غرب القرنة 1” العملاق يتلاءم تماما مع هذا الاطار من التلاعب الدائم من جانب العراق مع الولايات المتحدة والصين.
وتابع أن ذلك ينطبق أيضا مع الأنباء التي تتحدث عن أن “شركة هاليبرتون” الأمريكية تجري مفاوضات بشأن تقديم عطاءات لشراء الحصة المزعجة منذ فترة طويلة لـ”اكسون موبيل” في هذا الحقل.
ولفت إلى أن حقل “غرب القرنة 1” يقع على بعد حوالي 65 كيلومترا من مركز البصرة الرئيسي للنفط والتصدير في جنوب العراق، ويحتوي على جزء كبير من الاحتياطيات التي تقدر بحوالي 43 مليار برميل الموجودة في حقل غرب القرنة العملاق بأكمله.
وبين ان الاعتقاد من قبل كان بان “غرب القرنة 1” يحتوي على حوالي 9 مليارات برميل من هذه الاحتياطيات، ولكن في وقت سابق من هذا العام، ذكرت وزارة النفط العراقية أن لديها خططا لزيادة قدرة انتاج الحقل من النفط الخام إلى أكثر من 700 ألف برميل يوميا على مدى الأعوام الخمسة المقبلة على اساس ان لدى الحقل احتياطيات قابلة للاستخراج تزيد عن 20 مليار برميل.
واوضح التقرير؛ انه رغم ان الحقل ينتج حاليا حوالي 380 ألف برميل يوميا فقط، غير أن وزارة النفط تقول ان طاقته الحالية لا تقل عن 500 ألف برميل يوميا، وان الآبار الجديدة التي ستحفرها “شركة شلمبرجير” تستهدف زيادة حوالي 200 ألف برميل يوميا الى هذا الحقل.
اضاف التقرير؛ ان “غرب القرنة 1″، على غرار العديد من حقول النفط العراقية، يستفيد من مما يعتبر اقل تكاليف الاستخراج في العالم (حوالي 1-2 دولار أمريكي لكل برميل) كلفة تشغيل (باستثناء النفقات الرأسمالية)، وهو يتساوى مع افضل الحقول في السعودية وإيران.
لكن التقرير لفت إلى أن الحقل يعاني من عجز في ضخ المياه الكافية لزيادة ضغط الخزان. مشيرا إلى أن الخطوات التي جرت من اجل اصلاح الضغط المتناقص في الخزان من خلال تنفيذ “مشروع الإمداد المشترك بمياه البحر” (CSSP) لم تحقق النتائج حتى الان، مشيرا الى انه يمكن القول ان “اكسون موبيل”، وهي الشركة الوحيدة في العالم القادرة على اكماله بشكل صحيح، لم تعد مهتمة بذلك على ما يبدو، كما أنها لا تسعى للاستمرار بحصتها البالغة 32.7 % في “غرب القرنة 1” ايضا.
كما اشار التقرير الى ان عدم رغبة “اكسون موبيل” في الاستمرار، لا تتعلق فقط بقيام العديد من شركات النفط الغربية الكبرى بفعل الأمر نفسه في الاشهر الاخيرة، وانما ايضا بشكل محدد انه لا اساس من الصحة لفكرة ان لدى الولايات المتحدة فكرة استخدام عقد “شلمبرجير” في “غرب القرنة 1” لاعادة تأكيد نفوذها على حقول النفط في العراق.
وبالاضافة الى كل ذلك، لفت التقرير الى الفساد الواسع المتعلق بالكربون الهيدروكربوني العراقي. كما اشار الى ان حقيقة ان الصين تقوم بتوسيع نفوذها عبر نفس الحقول النفطية منذ أن أشارت الولايات المتحدة الى رغبتها في تقليص دورها في الشرق الاوسط (واماكن اخرى مثل افغانستان) من أجل تجنب خوض “حروب لانهائية” في المنطقة.
واوضح التقرير؛ ان الصين بينما كانت تتحرك من أجل تحقيق ذلك، كانت تتعامل في ذلك الوقت مع ترامب المتقلب، وكانت في خضم حرب تجارية مع واشنطن، ولهذا فإنها سعت الى تجنب الصفقات الضخمة التي تتصدر مانشيتات الصحف عندما يتعلق الأمر بـ”عقود التنقيب والتطوير” لحقول النفط الضخمة، وقامت بدلا من ذلك بالحصول على عدة عقود كجوائز تعاقدية فقط لصالح شركات الهندسة والخدمات الصينية الغامضة، لم يسمع بها أحد من قبل.
وتابع أن من بين تلك الصفقات، “غرب القرنة 1” نفسه إذ أن الصين تسيطر بالفعل على الموقع ، ليس فقط من خلال حصة إلى 32.7 % التي تمتلكها “بتروتشاينا”
التابعة لشركة البترول الوطنية الصينية، ولكن أيضا من خلال السيطرة التدريجية على سلسلة من الجوائز التعاقدية” الضخمة الممنوحة لشركات صينية.
واضاف ان آخر هذه العقود، يتمثل بعقد هندسي بقيمة 121 مليون دولار أمريكي لتطوير المنشآت المستخدمة لاستخراج الغاز اثناء انتاج النفط الخام لشركة “تشاينا بتروليوم”، وهو ما جعل الصين اللاعب الرئيسي في “غرب القرنة 1″، مما ادى ايضا الى “عزل” شركة “اكسون موبيل” عن تطوير الحقل، والاهم جعلها غير قادرة على المضي قدما في “مشروع الإمداد المشترك بمياه البحر” الحيوي، كما أتاح ذلك للصين، بطرح مطالب أخرى من العراق.
و بانسحاب “اكسون موبيل” من مشروع الإمداد بمياه البحر، أصبحت شركة البترول الوطنية الصينية، اللاعب الوحيد المتبقي.
شارك هذا الموضوع: