منبها على فعل 'خط أحمر'.. الكاظمي: هذا ما سنشهده بعد أيام
أكد رئيس الوزرا مصطفى الكاظمي السبت، ان العبث بمستقبل العراق "خط أحمر"، فيما تطرق إلى انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي من البلاد خلال الأيام المقبلة.
وقال الكاظمي في كلمة بمناسبة مئوية الدولة العراقية الحديثة اليوم، (12 كانون الاول 2021): "لا يعني أن العراق قبل مئة عام من اليوم لم يكن دولة، فهنا على الأرض التي تقف أقدام العراقيين عليها بثبات كانت أول دولة عرفتها البشرية، وأول قانون نظم حياة البشر، وأول شرطي كانت وظيفته حماية الناس، وأول جندي نظامي دافع عن الحدود وضحى من أجلها".
وأضاف: "هنا.. على الأرض التي تحرسها أرواح آبائكم وأجدادكم كان أول تنظيم اقتصادي يحفظ الحقوق والملكية والبيع والشرا، وأول عقاب للمتجاوزين على حقوق الناس، هنا.. كانت أول قصيدة شعر، والفن والثقافة.. أول قاعدة في علوم الرياضيات.. أول مخطط عمراني.. وأول لحظة وحي ونبوة".
وتابع الكاظمي، أن "إدراك العراقيين لكل هذا الارث، هو مسؤوليتهم التي تناقلتها الأجيال ووصلتنا، وسننقلها إلى أجيالنا القادمة لنقول لهم بكل وضوح وصراحة تليق بعصر التكنولوجيا الحديث: (هنا العراق ..هنا الدولة ..وليس أمامنا من خيار كعراقيين إلا الدفاع عنها وحفظ تأريخها ومنع المتلاعبين بمقدراتها)".
وأكمل، ان "هذا النبع التأريخي المتدفق.. اسمه العراق، التأريخ.. التنوع.. الجغرافيا.. الثقافة والعمارة والفن.. التجارب المتراكمة بأحداثها السعيدة والمرة.. اللغات المتفاعلة.. كلها ليست مصادفات، بل هي جوهر مفهوم الدولة الذي فرض نفسه عام 1921 رغم كل المساجلات والاجتهادات".
وزاد: "آن الاوان أن ننظر إلى دولتنا بموضوعية، وأن نفتخر بمنجزاتها، ونعترف بأخطائها.. ونمضي إلى الأمام متسلحين بإرثنا وقدرات شعبنا لنكون جنبا إلى جنب مع كل الدول الناجحة".
ومضى في حديثه: "شعبنا العاشق للدولة والمعادي لمن يعاديها، وقف مع بلده في أخطر مرحلة مر بها العراق، عرف في كل خطوة خطوناها أننا كنا مخلصين له ولمستقبله وأوفيا لارثه.. وحتى عندما كان يمارس حقه في نقدنا ومعاتبتنا، فإنه كان وما زال ينتظر منا ما يستحق.. وما يستحقه العراقيون كبيرا".
وأشار إلى أن "العراق يستعيد عافيته الكاملة وتشفى جراحه تباعا وينهض من كبواته ليحتل مكانته بإرادة شعبه الذاتية.. جيراننا وأشقاؤنا والعالم يتفاعل مع إرادتكم أنتم ويستمع إلى صوت العراق النابع من أعماقكم ..أنتم أهل العراق وأصحاب القرار فيه وأنتم الدول".
وحول انسحاب القوات القتالية الأجنبية من العراق، قال الكاظمي: "بعد ايام سنشهد انسحاب جميع القوات القتالية للتحالف الدولي من العراق في نطاق الاتفاقية الاستراتيجية مع الجانب الاميركي، وسيكون دورها في مجالات الاستشارة، كدلالة على قدرة القوات العراقية بكل صنوفها على حفظ أمن العراق واستقرار شعبه وتطورها المستمر في هذا المجال".
وأوضح، انه "وسط تجاذبات واجتهادات سياسية أفرزتها الانتخابات الأخيرة يجب أن يطمئن الجميع .. لن نسمح بمس أمنكم واستقراركم"، لافتا إلى أنه "رغم كل الخلافات فإن القوى السياسية والتيارات الجديدة والمستقلين والنخب هم أبنا هذا الوطن وهم حريصون عليه وعلى أمنه".
وأكد، أن "الاختلاف في وجهات النظر والتوجهات يتلاشى أمام إيمان الجميع بأن العراق هو مظلتنا وهو بيتنا، وأن العبث به وبمستقبله خط أحمر".
وبخصوص حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، قال الكاظمي: "على المستوى الشخصي، أقدر عاليا كل تعاطف ورسالة اطمئنان وتضامن وصلتني بعد العملية الارهابية التي استهدفتني قبل أسابيع.. وأقول بهذا الصدد: إن حياتي ليست بأغلى من حياة أي عراقي على امتداد الوطن، ولكنه طريق الدولة نعبده معا بإرادة عراقية خالصة ونقية، ومن أجله يسهل كل صعب، وترخص أمام عظمته أرواحنا".
ونوه إلى أن "طريق الدولة العراقية قد يكون صعبا ومؤلما، لكنه الطريق الوحيد الذي يمكن لأولادنا وأحفادنا أن يمضوا إليه، لأن اللا دولة هي خيانة لأنفسنا أولا وللأجيال القادمة من بعدنا، وقبل كل ذلك خيانة لارثنا الحضاري من سومر حتى هذه اللحظة، والعراقي لا يخون ذاته، ولا وطنه".
وأردف بالقول: "في هذا اليوم المجيد ذكرى مئوية الدولة العراقية أقول لكم: قرن من الزمان مضى، وقبله قرون طويلة، وما زلنا على هذه الأرض، أرض دجلة والفرات وشط العرب، أرض الجبل والهضبة والصحرا والسهل الرحيب، أرض أجدادنا قبل ألف ألف عام وأرض أحفادنا بعد ألف ألف عام إن شا الله".
وختم قائلا: "هذا عراقكم موطئ آدم ومولد إبراهيم وأرض الأنبيا والأوليا والصالحين، دولة السومريين والبابليين والآشوريين والأكديين، عاصمة أبي الحسنين علي بن أبي طالب ومثوى جسده، ثورة الحسين وإرثها في دمائنا جيلا بعد جيل، أرض الحضارة الاسلامية وارض المرجعية الرشيدة، وطن الشعر والثقافة والفن والابداع، هذا العراق عراقكم وعراق كل البشرية، الحفاظ عليه وعلى إرثه هو واجبنا جميعا".
A.A