اخبار العراق الان

عاجل

شجرة الميلاد تخلو من المصابيح.. العراقيون بلا كهرباء

شجرة الميلاد تخلو من المصابيح.. العراقيون بلا كهرباء
شجرة الميلاد تخلو من المصابيح.. العراقيون بلا كهرباء

2021-12-29 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم


بغداد اليوم – تقرير : محمود المفرجي الحسيني

تبقى مشكلة الكهرباء في العراق قائمة، في ظل التخطيط السيء للحكومات العراقية بعد عام 2003، يقابلها استياء كبير من المواطن العراقي، الذي تحمل هذه الأخطاء، من خلال تحملها لاعباء مالية كبيرة يدفعها من جيبه الخاص بشكل لا ينسجم مع حالته المعاشية البسيطة في ظل البطالة والفقر المدقع لنسبة كبيرة من فئاته.

هذا الاستياء عبر عنه المواطن العراقي، في عدد من المناسبات، منها خروجه بتظاهرات عارمة بعدد من المحافظات منها بغداد، وصلت بعضها الى احراج الحكومة بشكل كبير.

على مدار أعوام تواجه الحكومات العراقية المتعاقبة انتقادات بسبب سوء إدارتها موارد الطاقة بالبلاد. فمع حَرق أكثر من نصف الغاز الطبيعي العراقي، اضطرت بغداد حتى وقت قريب إلى تعويض ذلك باستيراد نحو 49 مليون متر مكعب من الغاز يومياً من طهران.

يعتمد العراق خلال ما يزيد على عقدٍ ونصف العقد على إيران مورّداً رئيسياً للطاقة التي تبيعه إياها بأسعار باهظة تفوق متوسط السعر العالمي، فيما يواجه المسؤولون العراقيون انتقادات لاذعة في البلد الغني بالنفط لكنّ مواطنيه يعانون أزمة انقطاع التيار الكهربائي على نحو متكرر.

تصدّر طهران نحو ​​1.2 غيغاوات من الكهرباء إلى بغداد، ويعادل هذا الرقم 7% تقريباً من إجمالي احتياجات العراق من الكهرباء البالغة 18.4 غيغاوات. وتحل مساهمة إيران في المرتبة الأولى بين الدول المساهمة في شبكة الكهرباء العراقية، وتكون في شكل صادرات غاز طبيعي.

ووسط الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي استمرّ لسنوات في العراق نظراً لتردّي البنية التحتيّة المتعلّقة باستثمار الغاز الطبيعي في محطات توليد الكهرباء، قررّت وزارة الطاقة الإيرانية، في وقت سابق، خفض إمدادات الغاز إلى العراق بالمنطقتين الوسطى والجنوبية من 49 مليوناً إلى 8 ملايين متر مكعّب يومياً.

وقالت وزارة الكهرباء العراقية في بيان إنّ خفض إمدادات الغاز الإيرانية أدّى إلى فقدان شبكة الكهرباء الوطنية في العراق نحو 5500 ميغاوات.

ويستورد العراق الغاز الإيراني بسعر 11.23 دولاراً لكل ألف قدم مكعّبة، وهو سعر مرتفع مقارنة بالأسعار العالمية.على مدار أعوام تواجه الحكومات العراقية المتعاقبة انتقادات بسبب سوء إدارتها موارد الطاقة بالبلاد. فمع حَرق أكثر من نصف الغاز الطبيعي العراقي، اضطرت بغداد حتى وقت قريب إلى تعويض ذلك باستيراد نحو 49 مليون متر مكعب من الغاز يومياً من طهران.

إيران تجهز العراق حاليا بـ8.5 ملايين متر مكعب يوميا فقط من أصل الكمية المتعاقد عليها 50 مليون متر مكعب يوميا في الشتاء و70 مليون متر مكعب يوميا في الصيف.

يدرس العراق تفاهمات مع كل من قطر والجزائر لاستيراد الغاز لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، بعد انحسار إمدادات الغاز من الجارة إيران وانعكاساته السلبية على تشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق.

وكانت مفاوضات بين العراق وقطر قد بدأت حول شراء الغاز خلال حكومة حيدر العبادي، بيد أنها توقفت لأسباب عديدة منها تفضيل الحكومة زيادة استثمار الغاز المصاحب للإنتاج والحقول الغازية في ديالى والأنبار، ولكن حتى الآن ما زال العراق يحرق 1214 "مقمقا" يوميا، ولم تبد الشركات العالمية اهتماما بالاستثمار في الحقول الغازية.

ويطالب العراقيون بإنهاء أزمة الكهرباء المتواصلة منذ عام 2003، على الرغم من إنفاق البلاد أكثر من 81 مليار دولار، حسب اللجنة النيابية المشكلة للنظر في عقود الكهرباء، بالإضافة إلى إيقاف حرق الغاز المصاحب.

ويعاني العراقيون في هذه الفترة من قلة تجهيز الكهرباء، مما زاد من سخط وانزعاج المواطن العراقي.

وقال المواطن محمد صاحب فليح، لـ (بغداد اليوم)، ان "مشكلة الكهرباء لن تحل في العراق في وجود أناس لا يهتمون بملف الكهرباء ولا يهمهم المواطن العراقي".

وأضاف، ان "المواطن بات ينتظر الكهرباء لكي يضمن عمل السخانات الكهربائية لكي يغتسل".

وتسائل "هل من المعقول ان بلد نفطي لا يستطيع توفير الطاقة الكهربائية اذا لم يكن هناك فساد كبير في هذا الملف.

من جهته أكد عضو لجنة الخدمات والإعمار في البرلمان المنحل عباس العطافي، اليوم الأربعاء، ان وزارة الكهرباء تتحجج بنقص الوقود للتغطية على فشلها بتوفير الطاقة.

وقال العطافي في تصريح لـ (بغداد اليوم)، إنه "من المفترض ان تكون هذه الفترة هي راحة للمواطنين باعتبار عدم وجود أحمال عالية تستهلك الطاقة الكهربائية "مشيراً إلى أن "الخلل الرئيس هو عدم وجود خطة واضحة لدى وزارة الكهرباء تتناسب مع متطالبات وحاجة المواطن من الطاقة".

وأضاف، أن "وزارة الكهرباء مقصرة في جانب الصيانة المبرمجة لمحطات الإنتاج وخطوط نقل الطاقة  وكذلك من جانب توفير الوقود الذي هو من مسؤولية وزارة الكهرباء ووزارة النفط ومجلس الوزراء".

وتابع العطافي، أن "عذر نقص الوقود من قبل وزارة الكهرباء غير مقبول لأنها حجج تستخدمها الوزارة بين فترة واخرى للتغطية على الخلل والفشل في توفير الطاقة".

واشار إلى أن "مشكلة الكهرباء في العراق ستنتهي في حال تسلم أمر ادارة وزارة الكهرباء اشخاص لديهم رؤية حقيقية ولديهم القدرة على مصارحة المواطن في الطرح والمشاكل التي تواجه مسألة تجهيز المناطق بالطاقة "مؤكدا انه "لوكانت هنالك رؤية لوزارة الكهرباء فإن الطاقة ستتوفر 24 ساعة".

الى ذلك حددت وزارة الكهرباء، موعد إنجاز المرحلة الأولى من الربط الخليجي، فيما أوضحت سبب نقص ساعات تجهيز الطاقة مؤخرا.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في تصريح للتلفزيون الرسمي، إن "هناك جملة مشاكل تمر بها المنظومة الكهربائية، ابرزها انحسار اطلاقات الغاز بشكل فعلي وكبير والتي بدت واضحة مع زيادة الاحمال وزيادة الطلب على الاستهلاك"، مبينا أن "ما حصل امس هو خروج مصفى غاز الشمال عن الخدمة والذي تسبب بتوقف محطات الكيارة ونينوى وملا عبد الله والذي انعكس سلبا على ساعات تجهيز الكهرباء".

وأضاف، أن "الدخول في فترة الذروة وانحسار الغاز وراء انخفاض التجهيز بالكهرباء"، مشيرا الى أن "استيراد الغاز من ايران حاليا منقوص حيث تصل 8.5 ملايين متر مكعب بدلا من 50 مليون متر مكعب".

 وأكد: "مباحثاتنا مستمرة مع الجانب الايراني بشأن الالتزام بالعقد الموقع".

وعن الربط مع دول الجوار، أشار موسى إلى أن "الربط الكهربائي لا يغني عن امدادات الغاز لمحطات الطاقة ولكن يسد جزءا من الحاجة"، لافتا الى أن "المرحلة الاولى من الربط الخليجي ستنجز في الشهر السادس ويجب أن يدخل الى البصرة عام 2022".

وتابع: "تم الربط مع تركيا فنيا ونحن بانتظار موافقة الحكومة التركية على دفع الطاقة والاتفاق على تعرفتها".

ونحن نعيش فترة أعياد الميلاد التي اعتاد العراقيين على الاحتفال بها، تبقى هذه الشجرة لا تنير بانتظار وزارة الكهرباء التي تقع عليها المسؤولية الأكبر في هذه الفترة من الشتاء.