خطوات لتحرير نحو نصف طاقة العراق من يد إيران
ألترا عراق ـ فريق التحرير
تستعد منظومة الطاقة الكهربائية في العراق لدخول نحو 500 ميغا واط في القريب العاجل عبر الربط الكهربائي مع السعودية، بالتزامن مع الاستياء العام الذي تشهده البلاد جراء تراجع ساعات التجهيز، فيما صُبّ الغضب بشكل واضح في مواقع التواصل الاجتماعي تجاه إيران، بفعل تسببها بفقدان العراق لنحو 40٪ من الطاقة.
سوء التجهيز بدأ يظهر بشكل واضح وملموس بفعل تزايد الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة وتسخين المياه مع حلول موجة البرد
ووسط موجة الصقيع التي يشهدها العراق منذ أكثر من أسبوع والتوقعات بوجود موجات برد جديدة قادمة، تشهد مناطق واسعة من البلاد تجهيزًا سيئًا للكهرباء، وبالرغم من أن الأسباب ليست جديدة لانخفاض الطاقة إلا أنّ سوء التجهيز بدأ يظهر بشكل واضح وملموس بفعل تزايد الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة وتسخين المياه مع حلول موجة البرد.
اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا تستطيع بغداد التخلي عن شراء الغاز الإيراني؟
وتعود أسباب سوء التجهيز إلى انخفاض إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية بعد أن وصل لرقم قياسي في الإنتاج تجاوز الـ21 ألف ميغا واط العام الماضي، إلا أنه في الأشهر الأخيرة انخفضت إمدادات الغاز الإيراني من 50 مليون متر مكعب، إلى 8.5 مليون متر مكعب، وهو انخفاض تسبب بإيقاف تشغيل عدة محطات وبالتالي فقدان 6500 ميغا واط، بالإضافة إلى إيقاف خطوط نقل الطاقة الكهربائية من إيران إلى العراق والبالغة 1100 ميغا واط، ليكون مجموع المفقود 7600 ميغا واط، وهو كميات تعادل نحو 40٪ من الطاقة التي أنتجها ووزعها العراق مؤخرًا، ما يعني أن ما ينتجه العراق من طاقة حاليًا يعادل نحو 13 ألف ميغا واط فقط، وهو رقم الإنتاج الذي وصله العراق في 2016 عندما كان عدد نسماته نحو 35 مليونًا فقط.
شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار
وبتخفيض الغاز من قبل الجانب الإيراني، تأثرت 6 محطات إنتاج عراقية، وهي كل من بسماية، والمنصورية، والصدر، والقدس، والحيدرية، والخيرات، وبذلك فأنّ التجهيز تراجع في كل من بغداد وديالى وكركوك ومحافظات الفرات الأوسط.
وأطلق ناشطون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الإيرانية، في رد على قيام إيران بقطع الغاز والتسبب بفقدان العراق نحو 40٪ من إنتاجه الكهربائي.
وبالرغم من استمرار إيران وطوال الأشهر الماضية بقطع الإمدادات وإعادتها، ثمّ قطعها بشكل نهائي منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لم تتضح الأسباب على قيام إيران بهذا القطع، وتتضارب المعلومات بين ما إذا كان سبب قطع الإمدادات يتعلّق بالديون المترتبة على العراق أم لأسباب أخرى، خصوصًا وأن العراق قد سدّد معظم ديونه لإيران، بحسب ما يؤكده الجانب الإيراني.
ويبدو أنّ الديون التي سددها العراق تتعلّق باستيراد الغاز للعام الماضي، حيث دفعت المستحقات وزارة الكهرباء العراقية والتي أكدت استعدادها أيضًا لدفع كلف أي إمدادات جديدة في حال أعادت إيران ضخ الغاز، أما الديون القديمة التي بذمة العراق، فهي خارج صلاحيات وزارة الكهرباء ويتعلق أمر تسديدها بوزارة المالية، لذا فإنّ ضخ إيران للغاز لن يجعل الديون تتراكم، حيث أن وزارة الكهرباء مستعدة لدفع المستحقات الجديدة في حال ضخ الغاز، كما تؤكد بأكثر من مناسبة.
ووسط هذه الأجواء الشعبية الغاضبة من إيران، وقع العراق مذكرة مع السعودية لتنفيذ الربط الكهربائي مع السعودية، والذي اكتملت الكثير من أعماله، وكانت المباحثات خلال الأسابيع الماضية تتعلق بسعر التعريفة فقط، خصوصًا وأن العراق يقول إنّ الربط مع السعودية والخليج عمومًا لن يكون "لاستيراد أو شراء الكهرباء بل لتبادل الطاقة".
ما يعني أنه في أوقات خارج الذروة لدى العراق من الممكن أن يقوم بإعادة تصدير ونقل الطاقة إلى الجانب السعودي للاستفادة منها، وبالنهاية، فإنّ البلد الذي سحب كميات أكبر من الكهرباء ويكون الميزان بالاتجاه الآخر، يقوم بدفع تكاليف الفارق في الطاقة، ومن المؤمل أن يدخل الربط السعودي إلى العراق 500 ميغا واط عبر البصرة، و300 ميغا واط عبر المثنى، وبذلك فإنّ 800 ميغا واط ستسد نحو 70٪ من الكهرباء المستوردة من إيران والبالغة 1100 ميغا واط.
بالمقابل، فإنّ الأعمال والتعاقدات جاريّة لإيقاف حرق واستثمار قرابة 1300 مقمق من الغاز المحروق المصاحب لعمليات استخراج النفط خلال 4 سنوات، وهو ما يسد قرابة 80٪ من الغاز الذي يحتاجه العراق من إيران.
تتضارب المعلومات بين ما إذا كان سبب قطع الإمدادات من قبل إيران يتعلّق بالديون المترتبة على العراق أم لأسباب أخرى
وعلى صعيد آخر، فالعراق يخطو نحو الطاقة الشمسية، لإدخال أكثر من 7 آلاف ميغا واط، فضلًا عن تحوير المحطات العراقية الحالية إلى الدورة المركبة، وهي تقنية ستضاعف إنتاج المحطات من الطاقة الكهربائية وبنفس كمية الوقود المستهلكة ودون زيادتها، ما يعني أنّ الخطوات العراقية تهدف لرفع انتاج الطاقة الكهربائية بآليات لا تجعل العراق بحاجة للمزيد من الغاز خلال السنوات المقبلة.
اقرأ/ي أيضًا:
معضلة الكهرباء بغياب الغاز الإيراني.. بديلان مستحيلان وثالث باهظ
إيقاف الغاز الإيراني لـ6 أشهر "يغامر" بـ26% من إنتاج العراق الكهربائي