فرار "دواعش" من سجن الحسكة يدق جرس الإنذار على الجهة العراقية
بعد هرب عدد كبير من عناصر "داعش" من "سجن الصناعة" في مدينة الحسكة السورية، اتخذت السلطات العراقية إجراءات مشددة بتدعيم الشريط الحدودي مع سوريا منعاً لتكرار سيناريو عام 2014، عندما اجتاح التنظيم المتشدد بعد انهزامه في العراق وسوريا بعض الأراضي العراقية.
وتحركت وحدات من الجيش العراقي وبعض مفارز الطائرات المسيرة من الاستخبارات العسكرية، كما وصلت تعليمات مشددة إلى القوات العراقية على الحدود مع سوريا لمنع تسلل الهاربين من سجن الحسكة إلى داخل الأراضي العراقية.
ودخلت القوات العراقية بحال استنفار أمني، بخاصة مع تزايد نشاطات التنظيم المتطرف خلال الفترة الماضية.
الوضع الأمني مستقر وممسوك
وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته القرى الحدودية مع سوريا استقرار الوضع الأمني في تلك المناطق، مشيراً إلى أن ما يقال مجرد "تهويل إعلامي".
وقال الكاظمي خلال لقائه مواطنيه هناك، "نحن هنا اليوم لنؤكد أن الحكومة لا تفرق بين منطقة وأخرى، وأن حقوق المواطن العراقي مقدسة وأمنه مقدس ولا جدال فيه". وأضاف أن "المناطق الحدودية للأسف من المناطق المنسية وهو أمر نرفضه، فمن يسكنها عراقيون ويجب تقديم الخدمات لهم وحمايتهم".
ودعا الكاظمي سكان محافظة نينوى ومديريات أقضيتها إلى "التحرك العاجل والسريع لمعالجة مشكلات المواطنين التي تتفاقم دائماً مع كل تغير مناخي في برد الشتاء أو حرارة الصيف"، لافتاً إلى أن "هؤلاء دفعوا ثمناً غالياً في الحرب على الإرهاب طوال السنوات الماضية".
وأردف، "علينا أن نرد الجميل بتحقيق متطلباتهم وتطلعاتهم بدولة تؤمن لهم حقوقهم الخدمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد بأن "الوضع الأمني مستقر وممسوك بقوة، وما يقال هنا أو هناك هو مجرد تهويل إعلامي"، داعياً السياسيين إلى "الإسراع في تشكيل الحكومة بما يلبي حاجة المواطنين في كل بقاع الوطن وأراضيه، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه".
وتابع الكاظمي موجهاً الحديث إلى أهالي المناطق الحدودية، "اطمئنوا فإننا معكم، لم ننسكم يوماً ولن ننساكم، أنتم سور الوطن كما إخوتكم الأبطال في الأجهزة الأمنية، تعاونكم وتكاملكم معهم يعزز الأمن والاستقرار ويفرض هيبة الدولة ويقطع الطريق أمام كل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار".
وختم قائلاً، "بكم ومن تمسككم بمناطقكم وقراكم نستمد العزيمة والقوة لنبني وطناً ودولة مستقرين لطالما حلمنا بهما".
حفر خندق ونصب سياج
بدوره، كشف نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبدالأمير الشمري تفاصيل تفقد الحدود العراقية - السورية من جانب ناحية ربيعة.
وقال الشمري في تصريح صحافي إن "العمل على تأمين الخطوط الحدودية ليس وليد اليوم"، مشيراً إلى أن "القوات الأمنية تبذل جهوداً كبيرة من خلال حفر خندق ونصب سياج بي آر سي BRC، وخلال الأسابيع المقبلة سيتم اكتمال منظومة المانع السلكي".
وتابع، "سيتم نشر خطين دفاعيين من قوات الجيش على الحدود العراقية - السورية".
لا يشكلون تحدياً للأجهزة الأمنية
في موازاة ذلك، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول أن "الهاربين من داعش لا يشكلون تحدياً للأجهزة الأمنية ولا قدرة لديهم على مواجهتهم"، لافتاً إلى أن الحدود العراقية - السورية مؤمنة بالكامل. وأضاف رسول في تصريح صحافي أن "توجيهات صدرت من قبل القائد العام للقوات المسلحة تضمنت مضاعفة الجهد الأمني على الحدود العراقية - السورية، بعد الأحداث التي شهدها سجن الحسكة السورية"، وأكد أن "القوات الأمنية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي محاولة من قبل بقايا داعش للتسلل إلى الأراضي العراقية"، مطمئناً إلى أن "الحدود مؤمنة بكاميرات حرارية وأسلاك شائكة إضافة إلى خندق".