التشفّي بالموت.. السلوك المعتاد لـ"جماعة الفصائل" يطال طارق حرب
ألترا عراق ـ فريق التحرير
لم تمرّ حادثة موت أو قتل طالت أفرادًا محسوبين على الجانب المناهض لسلاح الميليشيات في العراق، ولم يقف فيها جماعة الفصائل سواءً كأفراد أو منصّات أو رجال دين دون أن "تتشفى" وتشمت بموت هذا الفرد أو تسخر منه.
استهدف رجل الدين المقرّب من الفصائل المسلحة فلاح القريشي الخبير القانوني طارق حرب بعد وفاته بسبب مواقف الراحل الأخيرة المضادة للإطار التنسيقي
وبالرغم من أن "التشفي" في الموت، يعتبر سلوك مرفوض في ثقافة المجتمعات ولا سيما العربية، فأنه منبوذة ومنهي عنه في الثقافة الدينية، إلا أنّ هذا لم يمنع رجال دين من مقربي الفصائل المسلّحة في ارتكاب هذا السلوك سواء ضدّ ناشطين أو متظاهرين، ليطال هذا التشفّي أخيرًا الخبير القانوني الشهير طارق حرب، بعد أن وافاه الأجل فجر اليوم الأربعاء.
ونشرت المنصة المقرّبة من الفصائل والمعروفة بـ"صابرين نيوز"، أنّ "تشييع طارق حرب تم بحضور 8 أشخاص"، وهي إشارة ساخرة واضحة، بحسب منتقدين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ورصد "ألترا عراق"، عدّة منصات في تطبيق تليغرام مقرّبة من الفصائل والميليشيات المسلّحة تناولها لخبر وفاة طارق حرب بـ"تشفي" وسخرية.
وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي بغضب مع تغريدة لرجل الدين الشيخ فلاح القريشي، استهدف من خلالها الراحل طارق حرب بعد ساعات قليلة من وفاته، وذلك بسبب المواقف الأخيرة لحرب المضادة للإطار التنسيقي، وإعطاء آراء قانونية بالضد من الطعون المتكررة التي قدمها الإطار التنسيقي ضدّ نتائج الانتخابات وضدّ الجلسة الأولى للبرلمان التي تمكّن الأطراف المضادة للإطار من الحفاظ على استمرارية انعقادها والانفراد بالتصويت لهيئة رئاسة البرلمان.
وعُرف طارق حرب كشخصية قانونية وموسوعية تاريخية ولا سيما فيما يتعلّق بالتاريخ العراقي الحديث وتحديدًا تاريخ العاصمة بغداد، حتى تمكّن من حصد لقب "البغدادي الأخير" بفعل أسلوبه ولهجته وحكاياته البغدادية، فيما كانت له آراء ومواقف ضدّ ما تشهده البلاد من فوضى وتجاوز على القانون في أكثر من مناسبة مؤخرًا، والتي كانت "الفصائل المسلحة" غالبًا بطلة هذه الحوادث.
ورصد "ألترا عراق"، تدوينات عديدة هاجمت رجل الدين فلاح القريشي رئيس مؤسسة "الإسلام الأصيل" المقرّبة من الفصائل المسلّحة، بفعل تشفّيه بوفاة طارق حرب، فيما اعتبر البعض سلوك القريشي بأنه مصداق جيّد يعكس "أخلاقيات" جماعة الميليشيات في العراق، كما وصفت بعض التدوينات.
ويعدّ الخبير الراحل أحد أبرز فقهاء القانون في البلاد وقد أثار الكثير من الجدل في الأشهر القليلة الماضية حين توقع السيناريوهات القانونية لدعاوى الطعن في الانتخابات وإجراءات جلسة البرلمان الأولى التي تبناها الإطار التنسيقي.
كما رجح الراحل قبل وفاته بساعات خسارة ثالثة للإطار التنسيقي في القضية التي تتعلق بالكتلة النيابية الأكثر عددًا والتي ينتظر حسمها من قبل المحكمة الاتحادية.
وحوادث "التشفّي بالموت" وفقًا لمدونين، ليست سابقة من نوعها لدى الجهات والأشخاص المقربين من الفصائل، بل هي سلوكيات متكرّرة طالت العديد من الشخصيات، وكان لهذه السلوكيات نصيب مستمر ينال ضحايا احتجاجات تشرين، من بينهم المتظاهر الشهير وأيقونة الاحتجاج صفاء السراي.
اقرأ/ي أيضًا:
الكاظمي ينعى طارق حرب: "بصمة بغدادية وصوت جريء في الحق"
توقع هزيمة ثالثة للإطار.. من هو طارق حرب فقيه القانون المولع بالتاريخ؟