“إيرباص” ودول الخليج.. سجل اتفاقيات حافل لم يخلُ من أزمات وخلافات
يس عراق: متابعة
لم يخلُ تاريخ شركة “إيرباص” للطيران من انتكاسات، ولم تَسلم من الاضطرابات السياسية، ومشكلات الإنتاج، في وقتٍ يزيد عدد عملائها في العالم ومنطقة الخليج، بسبب تطوير منظوماتها الجوية.
وتواصل الشركات الخليجية التعاون مع عملاق صناعة الطائرات الأوروبي، حيث تعتزم الكويت إعلان توقيع اتفاقية لإعادة هيكلة أسطول الشركة من طائرات شركة إيرباص، كأكبر اتفاق يعقده الناقل الوطني الكويتي.
وفي مقابل ذلك، فقد برزت مؤخراً إحدى أبرز قضايا النزاع الدولي بين الشركة والخطوط الجوية القطرية، منها تآكل طلاء الطائرات التابعة لـ”إيرباص”، وتراجع الحماية من الصواعق، وهي مشكلة أقرت “إيرباص” بضرورة الاهتمام بها.
اتفاقية جديدة
في خطوة حديثة، كشفت صحيفة “القبس” الكويتية، منتصف فبراير 2022، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن شركة الخطوط الجوية الكويتية ستعلن توقيع اتفاقية لإعادة هيكلة أسطول الشركة من طائرات “إيرباص”.
وبحسب المصادر التي لم تسمها، فإن هذا الاتفاق يعد أكبر اتفاق يعقده الناقل الوطني الكويتي مع مصنع طائرات.
وتتضمن الاتفاقية المزمع توقيعها بين الخطوط الجوية الكويتية ومصنع إيرباص انضمام عدد من الطائرات الجديدة من نوع “إيرباص” متنوعة الطرازات والأحجام والسعة لأسطول “الكويتية”.
وأوضحت المصادر أن الاتفاقية تعتبر “نقلة نوعية غير مسبوقة في مسيرة الطائر الأزرق في تحديث أسطول الطائرات من حيث العدد والأنواع والأحجام والسعة المتاحة لحمل الركاب”، بحسب المصدر.
وسيكون للاتفاق بالغ التأثير على عمليات التشغيل التجاري لـ”الكويتية”، بما يحقق أهدافها الاستراتيجية المأمولة، وأهمها مواكبة آخر التطورات التكنولوجية والخدماتية في عالم الطيران.
وتقوم الاستراتيجية على السلامة والأمن، ثم تقديم الخدمة المتميزة للعملاء، مع الوصول إلى تكامل وتجانس أسطولها بما يتناسب مع حجم الطلب على الوجهات المختلفة، خاصة مع إعلان “الكويتية” خطتها التشغيلية القادمة، التي تضمنت فتح عدد من الوجهات الجديدة وزيادة التشغيل إلى وجهات حالية.
خلافات مع “القطرية”
هذا الاتفاق، يأتي وسط أزمة كبيرة بين الخطوط الجوية القطرية وشركة إيرباص، حيث تخوض الشركتان نزاعاً منذ شهور حول تآكل طلاء الطائرات، وتراجع الحماية من الصواعق، وهي مشكلة أقرت “إيرباص” بضرورة الاهتمام بها مع إصرارها على أنها لا تعرّض سلامة الطائرات للخطر.
ورفعت الخطوط الجوية القطرية دعوى قضائية على “إيرباص”، مطالبة بأكثر من 600 مليون دولار، ورفضت تسلُّم مزيد من طائرات “إيه 350” حتى تحصل السلطات التنظيمية على تحليل رسمي للمشكلة.
وألغت “إيرباص” عقود طائرتين وطلبية منفصلة من قطر لشراء 50 طائرة “إيه 321 نيو”، زاعمةً أن الخطوط الجوية القطرية أخطأت في توصيف العيب وفي تفسير العقود.
وتعهد كل طرف بالدفاع عن موقفه فيما يعتبر خلافاً علنياً نادراً من نوعه في قطاع صناعة الطائرات الذي تكتنفه السرية عادة.
ويقول الخبراء إنه من المتوقع أن تسعى “الخطوط القطرية” لحكم محكمة يمنع الشركة من إلغاء صفقة طائرات “إيه 321″، رغم أنها طلبت 25 طائرة على الأقل من طراز “بوينغ 737 ماكس” المنافسة لها.
وفي 19 فبراير 2022، أمر قاضٍ بريطاني شركة صناعة الطائرات “إيرباص” بأن تؤجل لعدة أسابيع، أي تأثير عملي لقرارها إلغاء طلبية من “الخطوط القطرية” لشراء طائرات بقيمة 6 مليارات دولار.
وسبق أن قال الرئيس التنفيذي لشركة “إيرباص” غيلوم فوري، منتصف فبراير 2022، إن الشركة تأمل التوصل إلى حل وُدي للنزاع مع “الخطوط القطرية” بشأن الأضرار التي لحقت بسطح طائرات الركاب “إيه350”.
وأضاف: “كان يتعين علينا اتخاذ هذا القرار لممارسة حقنا”، مؤكداً أن هذا القرار “جاء بعد محاولات كثيرة لإيجاد حلول مفيدة للطرفين، وما زلنا نأمل التوصل إلى حل وُدي”.
دول الخليج و”إيرباص”
كان التفوق الذي حصلت عليه “إيرباص” مقابل “بوينغ” الأمريكية، مكوناً رئيساً في إنشاء العملاق العالمي، ولجوء دول الخليج لعقد صفقات كبيرة، لشراء طائرات من أحجام مختلفة.
في 30 يناير 2022، أعلنت شركة “طيران الجزيرة”، ومقرها الكويت، الموافقة على توقيع اتفاقية لشراء 28 طائرة بقيمة 1.03 مليار دينار كويتي (نحو 3.4 مليارات دولار أمريكي) من شركة “إيرباص” الأوروبية لصناعة الطائرات.
وفي الإمارات كانت آخر الصفقات وُقِّعت قبيل أزمة كورونا، وتحديداً في نوفمبر 2019، حينما أعلنت شركتا “طيران الإمارات” و”العربية للطيران” توقيع اتفاقيتين مع شركة إيرباص لشراء 170 طائرة، بقيمة إجمالية 30 مليار دولار.
وقالت شركة طيران الإمارات حينها إنه من المتوقع تسلُّم هذه الطائرات اعتباراً من مايو 2023.
فيما كانت آخر اتفاقية لتوريد طائرات مدنية بين السعودية و”إيرباص”، في يونيو 2019، بعدما أعلنت زيادة طائراتها بموجب اتفاقية، من طرازي “321/A320-neo”، من 35 إلى 100 طائرة.
إلا أن الرياض دخلت في اتفاقية تخص الجانب العسكري، حينما أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية، في ديسمبر الماضي، عن مشروع مشترك مع شركة “إيرباص” في قطاع الطيران العسكري، ويتعلق الأمر بمجال الخدمات والصيانة والإصلاح والعَمرة في قطاع الطيران العسكري.
أما عُمان، فقد قالت في أواخر 2019، إنها قد تلجأ إلى إجراء محادثات مع شركة صناعة الطائرات “إيرباص” إذا لم تقدم “بوينغ” خطة دعم وإصلاح لطائراتها من طراز “ماكس 737″، لكن لم تتخذ أي خطوة حتى الآن إزاء ذلك.
وفي يوليو 2021، أعلنت “الشرقية للطيران”، أول مشغّل تجاري لخدمات الطيران العمودي في سلطنة عُمان، قرب موعد تسلُّمها طائرة إيرباص من طراز “H145D3” ذات الخمس شفرات.
وتتميز الطائرة العمودية “H145D3” بقدرتها على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام، حيث تعد أول طائرة عمودية من نوعها تُسلَّم في الشرق الأوسط.
أما “طيران الخليج”، الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، فقد كانت آخر طائرة تسلَّمتها من طائرتها الجديدة من طراز إيرباص “321neoLR” في فبراير 2021، وهي الثانية من بين 17 طائرة طلبتها الناقلة من هذا الطراز.
وشهد قطاع الطيران العالمي خلال العام 2020، تحديات تشغيلية صعبة، بسبب تفشي وباء كورونا، تمثلت في تعليق مؤقت لرحلات الطيران الدولية والمحلية في معظم دول العالم، ما أدى إلى تأجيل تسليمات لعدد كبير من شركات الطيران في العالم، وإعادة جدولة التسليمات للأعوام المقبلة، بسبب ضعف الطلب على السفر الذي خلَّفه الإغلاق.
خلافات سابقة مع “الإماراتية”
في سبتمبر 2019، شكا تيم كلارك، رئيس شركة “طيران الإمارات”، المملوكة بالكامل لحكومة دبي، من شركات تصنيع الطائرات وفي مقدمتها “إيرباص”، بسبب عيوب في تصنيع الطائرات وتأخر في تسليم عديد من الطلبيات.
وقال كلارك حينها، إن الشركة تقوم بعملية مراجعة لأسطولها من الطائرات، في ظل الوضع المتدهور للاقتصاد العالمي، وقرب استغناء الشركة عن طائرات “إيه-380 سوبر جامبو” (التي تنتجها إيرباص) والتي اعتمدت عليها طويلاً.
وفي مايو 2020، قالت وكالة “بلومبيرغ” إن “طيران الإمارات” تسعى لإلغاء 5 طائرات إيرباص من المقرر تسلُّمها في 2021؛ وذلك بسبب الأزمة التي ضربت العالم نتيجة انتشار وباء كورونا.
ومنتصف 2014، قالت شركة صناعة الطيران الأوروبية “إيرباص”، إن “طيران الإمارات” ألغت طلبية لشراء 70 طائرة “إيه 350” الجديدة، وذلك بعد أشهر من تقدُّمها بطلبية لشراء 150 طائرة “777 إكس” من منافستها الأمريكية “بوينغ”.
وقالت “إيرباص”: إن “القرار أتى في أعقاب محادثات مع الشركة بعد مراجعة شاملة لحاجات أسطولها من الطائرات البعيدة المدى والتي ترجمت من خلال طلبية لشراء 50 طائرة إيه 380 إضافية خلال معرض دبي للطيران”.
شارك هذا الموضوع: