رائحة فضيحة تتسرب من جلسة المحاكمة.. أين "قاتل" هشام الهاشمي؟
الترا عراق - فريق التحرير
للمرة الثالثة أرجأت الهيئة القضائية المكلفة بقضية اغتيال الباحث هشام الهاشمي في محكمة جنايات الرصافة، الملف إلى منتصف شهر آيار/مايو، لـ "تعذر إحضار المتهم".
اضطرت المحكمة إلى تأجيل جلسة المحاكمة لـ "تعذر إحضار" المتهم في اغتيال الهاشمي
وكان من المقرر أن تبدأ محاكمة الكناني اليوم الإثنين 28 شباط/فبراير، وفق قرار تأجيل سابق، إلاّ أنّ رئاسة المحكمة دفعت الموعد، وسط معلومات عن هروب المتهم من مركز احتجازه جنوبي العاصمة بغداد.
وتحدث "الترا عراق" إلى شاهد حضر جلسة المحكمة التي رفعت بعد تلقي الهيئة القضائية إبلاغًا رسميًا بـ "تعذر إحضار المتهم".
اقرأ/ي أيضًا: القاضي تسلّم ورقة.. شاهد يكشف كواليس تأجيل محاكمة "قاتل" هشام الهاشمي
ويقول الشاهد، وهو على صلة بعائلة الهاشمي، إنّ "عناصر الشرطة المكلفين بإحضار المتهم أبلغوا هيئة رئاسة المحكمة رسميًا بعدم وجوده في سجن منطقة الوحدة جنوب شرقي بغداد حيث يحتجز منذ أشهر".
وبيّن الشاهد مشترطًا عدم كشف هويته للحفاظ على حياته، أنّ "هيئة المحكمة أصدرت بناءً على ذلك قرار التأجيل الذي يمتد إلى نحو 3 أشهر".
المعلومات التي قدمها الشاهد تطابقت مع إفادة ضابط رفيع تحدث إلى "الترا عراق"، موضحًا أنّ "المتهم أحمد الكاني غادر السجن".
ويقول الضابط، إنّ "عناصر من كتائب حزب الله نقلوا المتهم من السجن قبل نحو 10 أيام دون أي احتكاك مع عناصر القوة الأمنية المكلفة بحماية المعتقل".
ويؤكد الضابط، أنّ "المتهم نقل فورًا إلى خارج البلاد بجواز سفر وتأشيرة رسمية"، مشيرًا إلى أنّ "الجهات الأمنية العليا على اطلاع كامل بعملية إخراج المتهم وتهريبه إلى خارج البلاد، لكنها لم تتخذ أي إجراء، وبات ملف اغتيال الهاشمي مغلقًا كأمر واقع".
وسبق أن أبلغ مسؤول حكومي "الترا عراق"، عن "خطة" تدبرها حركة كتائب حزب الله الموالية للمرشد الإيراني الأعلى لـ "تخليص المتهم من العقاب عبر سلسلة إجراءات بدأت بتأجيل الموعد الثاني للمحاكمة بحجة إعادة الفحص الطبي".
ويقول المسؤول، إنّ "السيناريو الأول كان يستند إلى تغيير إفادة المتهم عقب انتهاء مدة حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لكن الحركة استثمرت الفراغ الراهن بتحرك أسهل وأسرع يضمن إفلات الكناني من العقاب".
ويوضح المسؤول في تصريح جديد، إنّ "الحركة استغلت انشغال أقطاب السلطة بالسباق على المناصب في المرحلة المقبلة، مع ضمان عدم قدرة الحكومة وفريق الكاظمي على إعلان هروب المتهم خشية انهيار أسهمها السياسية القائمة على قضايا أساسية من بينها ملف اغتيال الهاشمي ومحاسبة قتلة المتظاهرين ومواجهة الفصائل المسلحة".
جرأة الميليشيات في قضية الهاشمي هو ما دفع الحكومة إلى محاصرة محكمة جنايات الكرخ قبل عدة أيام لـ "تجنب سيناريو مماثل في ملف المتهم بتنفيذ محاولة اغتيال رئيس الوزراء"، على حد تعبير المسؤول.
تشير معلومات متطابقة من مصادر مستقلة إلى أنّ المتهم غادر السجن على يد عناصر من "كتائب حزب الله"
واتهمت عائلة الهاشمي، في وقت سابق، هيئة المحكمة بـ "المماطلة" على الرغم من وجود أدلة واعترافات موثقة تدين المتهم، بعد أنّ نفض مكتب الكاظمي يده من القضية تمامًا.
وتتحفظ الحكومة، حتى الآن، على الإفادة الكاملة للمتهم خاصة الجانب المتعلق بدوافع القتل والجهة التي خططت للعملية وقادت إجراءات التنفيذ.
وسبق أنّ حصل "الترا عراق" على معلومات تفيد بأنّ المتهم المعتقل اعترف صراحة و"دون تعذيب" بالانتماء إلى "كتائب حزب الله" منذ نحو 9 سنوات.
اقرأ/ي أيضًا:
صفقة مع زعماء الفصائل.. اعترافات قاتل الهاشمي التي لم يكشفها الكاظمي
فيديو من تحقيق أمريكي: ضابط في المخابرات يكشف عن قتلة هشام الهاشمي