تنسيق عراقي - سوري لربط البلدين بخط سكك الحديد
يسعى العراق إلى تفعيل خطوط السكك الحديد مع سوريا، في خطوة هي الأولى من نوعها بين البلدين، وتأتي لتعزيز التعاون الثنائي بينهما وتفعيل التعاون التجاري والنقل البري.
وأجرى مدير عام شركة السكك في وزارة النقل العراقية، طالب جواد كاظم الحسيني، والوفد المرافق له، اجتماعاً يوم الخميس الماضي (3 مارس/آذار الحالي)، مع نظيره السوري في مدينة حلب لبحث التعاون بين البلدين.
وأوضح الحسيني أن الاجتماع جاء بناءً على توجيهات وزير النقل العراقي، ناصر حسين بندر الشبلي، وتم خلاله "مناقشة أهم سبل التعاون المشترك بين البلدين بتبادل الخبرات والتدريب والتطوير وتفعيل الربط السككي بين الجانبين وتأمين المتطلبات الفنية واللوجستية اللازمة من خلال التنسيق المشترك مع الأخذ بعين الاعتبار تفعيل محاضر الاجتماعات السابقة بين سكك العراق وسكك سوريا". وأضاف المدير العام العراقي أنه "تمت مناقشة الاقتراح السوري لمد خط السكة الرابط من منطقة القائم مروراً بمنطقة البوكمال داخل الأراضي السورية وصولاً إلى حمص والشرقية بمسافة 270 كيلومتراً ومنها إلى ميناء طرطوس المطل على البحر المتوسط".
وبحسب الحسيني، "ستستمر المباحثات للفترة المقررة لإجراء التسويات والمستحقات المالية بين الشركة العامة لسكك حديد العراق والمؤسسة العامة للخطوط الحديد السورية لإيجاد الحلول والمعالجات المناسبة بين البلدين".
ربط الإقليم بالمحافظات بخطوط السكك الحديد
وفي وقت سابق، أعلن وزير النقل العراقي أنه "سيتم ربط محافظات إقليم كردستان مع باقي المحافظات العراقية بخطوط السكك الحديد"، مشيراً إلى "دراسة تسيير رحلتَين جويتَين أسبوعياً بين مطارَي أربيل والسليمانية". وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كردستان العراق، آنو جوهر، "جادون بربط إقليم كردستان مع باقي المحافظات العراقية بالسكك الحديد الموجودة حالياً، لتوفير وسيلة نقل آمنة وسريعة". وأضاف وزير النقل العراقي، أنه "علينا ربط سكك حديد متزامنة مع ميناء الفاو الكبير، على اعتبار أن عدم ربط سكك الحديد مع ميناء الفاو لن يعطينا الفائدة المرجوة".
ونوّه بالتعاقد مع "شركة إيطالية لوضع التصاميم النهائية للسكك الحديد"، لافتاً إلى أنه من المقرر أن "تقدم الشركة الإيطالية خلال شهر مارس الحالي أو الشهر المقبل، التصاميم النهائية للمشروع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان وزير النقل العراقي أعلن في نهاية عام 2020، الشروع بإصلاح ومدّ خط سكة حديد يربط بغداد بمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال)، وصولاً إلى تركيا.
وقال بندر لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن "عمليات البدء الأولية بالمشروع، جاءت بعد تفكير بشكل جدي لإعادة تشغيل القطار من بغداد إلى الموصل ومن ثم إلى تركيا".
وذكر أن العراق "بدأ فعلياً بإصلاح بعض القناطر التي دمرتها عصابات داعش، والخطة الكبرى تتمثل في ربط ميناء الفاو (جنوب) بتركيا". وزاد "لدينا شركات صينية وتركية وشركات أخرى قدمت لبناء القناة الجافة". ومشروع "القناة الجافة"، هو خطة لجعل العراق ممراً للبضائع القادمة من أستراليا وشرق آسيا نحو أوروبا عبر تركيا، وذلك عبر إفراغ السفن حمولاتها في الموانئ العراقية على الخليج العربي، وخاصة ميناء الفاو "قيد الإنشاء" ومن ثم نقلها عبر خطوط برية إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
وأشار الوزير إلى أن "العراق يمتلك قطارات قديمة، وأن البلد يسعى إلى شراء أخرى جديدة فور اكتمال خط سكة الحديد".
ولا يمتلك العراق خطاً للسكك الحديد مع دول الجوار، ويعتمد في التبادل التجاري على المنافذ الحدودية البرية والبحرية.
تواصل العراق مع محيطه الإقليمي
من جهة اخرى، وصف الباحث السياسي، علي البيدر، خطوة ربط العراق مع سوريا بسكك حديد بالـ "جيدة"، واضعاً ذلك ضمن إطار "تواصل العراق مع محيطه الإقليمي". وأضاف، "سوريا دولة شقيقة تمتلك امكانيات كبيرة يجب استثمارها ومنها إطلالتها على البحر المتوسط، ويُفترض أن يحيي المشروع المناطق الغربية من العراق ويجعلها استراتيجية، وبذلك يمكن التخلص من الجماعات المسلحة التي تتخذ من تلك المناطق الصحراوية بؤراً لها. وهذا ما يوفر فرص عمل للمواطنين هناك، ويخفّض بالتالي إمكانية انتشار الجماعات المسلحة".
وعبّر البيدر عن اعتقاده بأن "هناك احتياجات متبادلة بين العراق وسوريا، ووجود هكذا مشروع قد يسهم في خفض تكاليف الإنتاج والنقل على البلدين".