اخبار العراق الان

عاجل

أزمة زيت الطعام والقمح.. تقصير حكومي وتطمينات لـ"التخدير"

أزمة زيت الطعام والقمح.. تقصير حكومي وتطمينات لـ
أزمة زيت الطعام والقمح.. تقصير حكومي وتطمينات لـ"التخدير"

2022-03-08 00:00:00 - المصدر: الترا عراق


ألترا عراق - فريق التحرير

ما زالت تداعيات ارتفاع أسعار المواد الغذائية كالقمح وزيت الطعام تلقي بظلالها على نقاشات الشارع العراقي ووسائل الإعلام المختلفة.

الدولة لم تسيطر على الأسعار في وقت السلم، فكيف بحالة الحرب

وأصدرت الحكومة بيانات عدّة، وعقدت اجتماعات تهدف لمناقشة الأمن الغذائي في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: موجة ساخرة بشأن ارتفاع أسعار الزيت في العراق: أغلى من المشروبات الكحولية

وكانت الفرق الرقابية التابعة لوزارة التجارة العراقية رصدت منذ أسبوعين ارتفاعًا في أسعار مادة زيت الطعام قالت إنه نتيجة الأزمة في أوكرانيا.

جشع وحرب

يقول عضو مجلس النواب السابق فلاح الخفاجي إن "الدولة لم تسيطر على الأسعار في وقت السلم، فكيف بحالة الحرب" التي تجري في أوكرانيا ومع انعكاسات ذلك على الاستيراد العراقي.

بالإضافة إلى عدم دعم الفلاحين، إذ أنهم وبحسب الخفاجي "استلفوا وأخذوا مبالغ بفوائد في وقت ما زالت أموالهم لدى الدولة".

لا يمكن للحكومة محاسبة التجار والسبب هو عدم وجود قانون يخص الاحتكار ويعرّفه

وحدد الخفاجي أسباب الارتفاع بـ"الجشع" و"الحرب"، وهما العاملان اللذان تسببا بارتفاع الأسعار بحسب الخفاجي، الذي انتقد "سياسات الكابينة الوزارية والوزراء المعنيين".

بدوره، يؤيد وزير التجارة علاء الجبوري ما ذهب إليه الخفاجي بقوله إن "ما جرى في الأسواق من ارتفاع بالأسعار هو أزمة مصطنعة من قبل بعض التجار ضعاف النفوس والذين احتكروا المواد لخلق أزمة"، مؤكدًا أن "الفرق الرقابية التابعة لدائرة الرقابة التجارية والمالية تراقب أسعار السوق بالتعاون مع فرق مكافحة الجريمة المنظمة والأمن الوطني من خلال جولات ميدانية مستمرة، وستتخذ الإجراءات القانونية بحق التجار المحتكرين وضعاف النفوس".

لكن الخبيرالاقتصادي منار العبيدي يلفت إلى عدم قدرة الحكومة على محاسبة التجار، والسبب هو "عدم وجود قانون يخص الاحتكار ويعرّفه".

ويرى العبيدي في حديث تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" أن "أسعار الزيوت التي تعتمد على عباد الشمس ارتفعت في كل العالم" وأن الأزمة التي حدثت في العالم "متوقعة لكن السياسات الاستراتيجية غائبة".

وإذ لا يستبعد الخبير وجود احتكار، يؤكد أن "ارتفاع أسعار الزيوت عام وليس في العراق فقط"، إذا أن أوكرانيا التي تشهد حربًا "تزود العالم بزيت عباد الشمس وانقطعت الآن".

ذنب المالية أم التجارة؟

في ظل الأزمة الحالية، يبرّئ عضو مجلس النواب السابق فلاح الخفاجي ساحة وزير التجارة الحالي بدعوى أنه "لا يمتلك أموالًا"، فوزارته تستحصل أموالًا تكفي "6 أو 7 أشهر في السنة" وهو أمر يتحمل ذنبه وزير المالية.

والسبب في ذلك بحسب الخفاجي لأن "الحصة التموينية عصب الحياة وهي من تسيطر على الأسواق"، وتحتاج هذه الحصة "من 5 إلى 7 تريليونات دينار سنويًا" في وقت لم تخصص للوزارة في موازنة العام الماضي سوى "3 تريليونات".

اعتبر اقتصاديون التصريحات والتطمينات الحكومية حول ارتفاع الأسعار بمثابة تخدير

مقابل ذلك، يحمّل الخبيرالاقتصادي منار العبيدي وزير التجارة الحالية مسؤولية ارتفاع الأسعار لأنه "تحدث عن امتلاك العراق خزينًا يكفي لخمس سنوات" واتضح في ما بعد أن "المخازن الخالية ولا يوجد تحقيق للأمن الغذائي"، ما يستوجب "محاسبة وزير التجارة" بحسب العبيدي.

تخدير وتقصير حكومي

وكانت وزارة التجارة أشارت قبل يومين إلى "وجود إجراءات كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي"، وأنها ناقشت "مجموعة من الآليات لمواجهة ارتفاع الأسعار، من خلال توفير خزين استراتيجي وتجهيز مفردات التموينية على مدى 6 أشهر المقبلة، ووضع خطط طارئة لمواجهة أيِّ ارتفاع بالأسعار عالميًا".

وفي اليوم التالي، قال وزير التجارة علاء الجبوري إن "الوزارة تمتلك خطة لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين ومواجهة الارتفاع العالمي للمواد الغذائية الذي فرضته الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا".

هذه التصريحات والتطمينات اعتبرها الخبير الاقتصادي منار العبيدي بمثابة "تخدير" لأن "الأزمة أكبر"، ولا يوجد مصدر لزيت عباد الشمس غير أوكرانيا "ما عدا الأرجنتين البعيدة"، وهي أزمة "تبين الخلل في منظومة البلد وغياب الخزين الاستراتيجي للحنطة" بتقدير العبيدي.

ويتفق عضو مجلس النواب السابق فلاح الخفاجي معه في مسألة أن "التطمينات الحكومية والبرلمانية حول الأسعار غير مجدية".

ويلفت الخبير إلى أن "إنتاجية الزراعة في العراق 400 كيلو غرام للدونم الواحد الموسم الماضي، في وقت يقدّر معدل الإنتاج العالمي من طن إلى 1.2 طن"، لكن "وزارتي التخطيط والزراعة لم تبحثا أسباب ضعف إنتاج العراق الزراعي".

ويضيف العبيدي في سياق تحميله السلطات التنفيذية مسؤولية الأزمة أن "حكومتي عبد المهدي والكاظمي وضعتا أهدافًا على نفسهما ولم تحققاها"، لافتًا إلى أن "الصين ورغم تطورها الصناعي اتجهت لتطوير الزراعة لمعرفتها بوجود مشكلة".

اقرأ/ي أيضًا:

أزمات تمتد للخبز والعملة: حرب أوكرانيا قد ترهق موازنة العراق بملياري دولار

تداعيات أزمة أوكرانيا.. شحنة قمح أسترالية تقترب من العراق

أزمة زيت الطعام والقمح.. تقصير حكومي وتطمينات لـ
أزمة زيت الطعام والقمح.. تقصير حكومي وتطمينات لـ