هل يصبح الشباب العراقي وقودا للحرب الروسية - الأوكرانية؟
على الرغم من الويلات والحروب التي خاضها الشباب العراقي خلال العقود الماضية والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها، أفادت تقارير عن معلومات مفادها أنه تم تجهيز نحو 600 متطوع عراقي للتوجه إلى القتال في أوكرانيا مع القوات الروسية. وجاء في التقارير التي لم تنشر رسمياً أن هؤلاء العناصر توجهوا إلى الأراضي السورية ومنها إلى أوكرانيا.
التقارير قالت إن "المتطوعين هم عناصر في فصائل عراقية تابعة للحشد الشعبي وأن العناصر العراقية ستنضم لقوات جمهوريتي دونتسيك ولوغانسك الانفصاليتين". وأضافت التقارير العراقية أن "توجه متطوعين عراقيين إلى أوكرانيا يظهر مساعي بعض القوى العراقية الرئيسية للانضمام إلى المحور الروسي في المنطقة مما يشكل مشكلة سياسية كبيرة للحكومة العراقية التي تحاول أن تعيد بناء علاقات متينة مع المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة".
"وقود الحرب"
وفي السياق، حذر الإطار التنسيقي، من زج الشباب العراقي وتحولهم إلى وقود للحرب الروسية - الأوكرانية، داعياً إلى موقف شامل لمنع الشباب العراقي من المشاركة في تلك الحرب.
وقال القيادي في الإطار التنسيقي تركي العتبي في تصريح صحافي، إن "الحرب في أوكرانيا تشكل أزمة دولية سينعكس مداها في كل المجالات ومنها الأمنية والاقتصادية وربما تتصاعد إلى ما لا يحمد عقباها بسبب التجاذبات بين الدول حيال الصراع الذي قد يخرج عن نطاق السيطرة في أي لحظة".
وأضاف أن "حديث بعض وسائل الإعلام في الشرق الأوسط عن وجود دعوات لتجنيد عناصر وزجهم في حرب أوكرانيا يعتبر خطراً كبيراً وربما يصل إلى العراق وهذا ما يجب الانتباه له والسعي لتشكيل لجنة عليا من الجهات الأمنية ذات العلاقة لإيقاف أي محاولات بهذا الاتجاه"، مؤكداً "رفض الإطار إلى تحول الشباب العراقي إلى وقود في حرب أوكرانيا لدعم طرف على آخر والحياد هو أفضل وسيلة لنصرة السلام واستعادة الاستقرار".
وأشار إلى أن "محاولات زج الشباب العراقي في أزمات خارجية مرفوض وسيتكون له تداعيات إنسانية واجتماعية كبيرة"، مبيناً أن "مصلحة بلادنا في حل مشاكلها وضمان الاستقرار الاقتصادي والدعوة إلى التهدئة بما يؤمن مصالح كل الدول بعيداً عن أزيز الرصاص".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويلات الحروب وتبعاتها
إلى ذلك، أبدى رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، أسفه لما تعانيه أوكرانيا جراء الحرب مع روسيا، جاء ذلك خلال استقباله القائم بأعمال السفارة الأوكرانية في بغداد إليكسندر بورفجينكوف.
وتناول اللقاء "تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية، والأحداث الجارية في أوكرانيا، حيث استعرض بورفجينكوف الأوضاع الإنسانية الصعبة وتضرر البنى التحتية وموجات النزوح التي تشهدها بلاده، مثمناً موقف العراق واستمرار عمل السفارة العراقية في كييف".
وأشار رئيس مجلس النواب خلال اللقاء إلى أن "العراق عانى من الحروب وتبعاتها من النزوح والتهجير والدمار"، مبدياً أسفه لما تعانيه أوكرانيا وأكد في الوقت نفسه، "موقف العراق الداعم لحفظ واستقرار البلدان واستقلالها وسيادتها وضرورة تغليب لغة الحوار والتمسك بالطرق الدبلوماسية؛ لحل التوترات والمشاكل السياسية بين البلدان بعيداً عن ساحات الحروب"، آملاً "حلول الأمن وانتهاء العمليات العسكرية بشكل كامل من خلال الحوار الدبلوماسي".
الجالية العراقية في أوكرانيا
واتخذ العراق موقف المحايد خلال الحرب الروسية - الأوكرانية، وقامت الخارجية العراقية بإحصاء أعداد الجالية العراقية في أوكرانيا، وبينت الإجراءات التي اتخذتها بشأنهم، فيما أشارت إلى نجاح خروج نحو ألف عراقي من أوكرانيا باتجاه بولندا منذ بداية الأزمة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف لوكالة الأنباء العراقية إن "وزارة الخارجية تتابع أحداث التصعيد في أوكرانيا، وما يتعلق من الأمر بالجالية والبالغ عددهم 5537 مواطناً عراقياَ من بينهم ما يقرب من 450 طالباً يتوزعون على 37 جامعة".
وأضاف الصحاف أن "الوزارة أصدرت بياناً الشهر الماضي حثت فيه الجالية على مغادرة الأراضي الأوكرانية وعدم سفر المواطنين إليها، حيث بادرت السفارة العراقية بتوجيه من وزير الخارجية بتشكيل خلية أزمة لمتابعة الجالية، فضلاً عن مخاطبة 37 جامعة وإمكانية منح إجازات للطلبة العراقيين، بالإضافة إلى الإيعاز لسفارات العراق في هنغاريا ورومانيا وبولندا من أجل تخصيص أرقام ساخنة".
وتابع أن "المتابعة والتنسيق مع الصليب الأحمر وسفارات العراق في بلدان جوار أوكرانيا أثمر عن نجاح الوزارة في تسهيل خروج نحو ألف عراقي باتجاه بولندا وتوجه قسم منهم إلى هنغاريا ورومانيا"، مشيراً إلى أن "الوزارة عملت على منح سمات الدخول للمتزوجين من أوكرانيات للسفر خارج أوكرانيا مع أبنائهن لآباء عراقيين".
ولفت إلى أن "إجراءات الوزارة مستمرة، إذ قامت بإجلاء أكثر من 80 عائلة عراقية كانت محاصرة في منطقة سومي ومناطق اخرى التي تشهد حرباً، بالاضافة إلى تقديم الدعم للعوائل".
وأضاف الصحاف أن "حواراتنا ومساعي سفاراتنا في بلدان جوار أوكرانيا أفضت إلى قبول رومانيا تمديد إقامة العراقيين لمدة 90 يوماً على أراضيها".