هل كان هجوم إيران في أربيل رداً على استهداف إسرائيلي؟
ليل السبت الأحد الفائت، أطلقت إيران صواريخ باليستية على محيط القنصلية الأميركية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وضربت ما زعمت أنه هدف إسرائيلي.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ذكر مسؤولون أن الهجوم كان رداً على غارة جوية إسرائيلية سرية سابقة على مصنع إيراني للطائرات بدون طيار الشهر الماضي.
مادة اعلانية
مصنع للمسيّرات
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي كبير قوله، إن إسرائيل استهدفت منشأة إيرانية بالقرب من كرمانشاه في إيران يوم 12 فبراير الفائت.
كذلك أضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المنشأة كانت المصنع الرئيسي لتصنيع وتخزين الطائرات العسكرية بدون طيار في إيران، مؤكداً أن الهجوم الإسرائيلي دمر العشرات منها.
تصريحات متضاربة
وبالعودة إلى هجوم أربيل، أفاد مسؤول أميركي كبير اطلع على الضربات الإيرانية بأن المبنى الذي قصف في أربيل كان بمثابة موقع استخباراتي ومنشأة تدريب إسرائيلية.
غير أن مسؤولاً كبيراً في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نفى هذا التقييم، قائلاً إن الإدارة تعتقد أن المبنى الذي تعرض للقصف كان موقعاً مدنياً فقط ولم يكن بمثابة موقع تدريب إسرائيلي.
منزل تضرر خلال الهجمات الصاروخية على أربيل (أرشيفية من رويترز)
الحرس الثوري يقر
يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني، كان أقر الأحد، رسمياً بضلوعه في هجوم أربيل. وقال في بيان رسمي، إنه استهدف ما وصفه بـ"المركز الاستراتيجي للتآمر الإسرائيلي" ليل السبت الأحد، بصواريخ قوية ودقيقة تابعة لقواته.
إلا أن حكومة إقليم كردستان، أكدت أن الهجوم استهدف موقعاً مدنياً، مشيرة إلى أن تبرير ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية يهدف لإخفاء دوافع هذه الجريمة الشنيعة، مبينة أن مزاعم مقترفي الهجوم أبعد ما تكون عن الحقيقة.
ولاحقاً استدعت وزارة الخارجية العراقية، الأحد، سفير طهران لدى بغداد، وسلمته مذكرة احتجاج. وقال أحمد الصحاف، وهو متحدث باسم الخارجية العراقية، إن "الوزارة استدعت سفير إيران وسلمته مذكرة احتجاج، معبرة عن موقف العراق الواضح بهذا الأمر".
منزل تضرر خلال الهجمات الصاروخية على أربيل (أرشيفية من رويترز)
12 صاروخاً باليستياً
يذكر أن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان كان أوضح، الأحد، أن الهجوم نفذ بـ"12 صاروخاً باليستياً" أطلقت "من خارج حدود الإقليم وتحديداً من جهة الشرق".
وغالباً ما يشهد العراق الذي يملك حدوداً شرقية واسعة مع إيران الداعمة لفصائل وميليشيات محلية عدة، هجمات صاروخية أو بالطائرات المسيرة على قواعد ومصالح أميركية.
فمنذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في يناير 2020، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية بصواريخ وطائرات مسيرة.
قاسم سليماني (أرشيفية)
كما استهدفت طهران في الثامن من يناير 2020، رداً على هذا الاغتيال، بـ22 صاروخاً باليستياً قاعدة عين الأسد غرباً وقاعدة أربيل شمالاً، اللتين تضمان قوات أميركية.
وفي حين لا تتبنى أي جهة تلك الهجمات عادة، فإن واشنطن غالباً ما تنسبها إلى فصائل موالية لطهران، دأبت خلال السنوات الماضية على المطالبة بانسحاب كامل القوات الأميركية من العراق.