نقل مباراة العراق والإمارات.. غضب في مواقع التواصل ومطالب بالتراجع عن القرار
ألترا عراق ـ فريق التحرير
كان القرار المفاجئ للاتحادين الدولي والآسيوي في نقل مباراة المنتخب العراقي أمام منتخب الإمارات من الأرض العراقي إلى "أرض محايدة" مبعث استياء وغضب في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنّ هناك تحضيرات كثيرة لدى الجماهير الرياضية للمباراة التي كان من المقرر عقدها في 24 آذار/مارس على ملعب المدينة في العاصمة بغداد.
قارن مدونون بين موقف الفيفا من الهجمات الصاروخية المتكررة التي تعرضت لها الإمارات والسعودية عقب اندلاع حرب اليمن وبين الهجمات التي تعرّضت لها مدينة أربيل
وفي وقت سابق، قال الاتحادان الدولي والآسيوي لكرة القدم في رسالة إلى الاتحاد العراقي، إنّ "بعد هجمات الصواريخ الأخيرة في العراق المبلغ عنها في 13 آذار/مارس 2022 مع التحولات الواسعة في الأمن العالمي للأسابيع الأخيرة فقد تم إنجاز إعادة تقييم لموقف السلامة والأمن في العراق بصورة مشتركة من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي".
اقرأ/ي أيضًا: بطلب إماراتي.. الصواريخ الإيرانية تتسبب بنقل مباراة العراق خارج أراضيه
ولم يتوقع وزير الشباب والرياضة، عدنان درجال، صدور قرار كهذا، قائلًا إنّ "القرار كان صادمًا لي شخصيًا، ولم أتوقع حدوثه على الإطلاق، فنحن مستعدون لاستضافة هده المباراة المهمة خاصة وأن هدا الحدث طال انتظاره لأكثر من عشرين سنة".
وبالنسبة لدرجال، فإنّ صورة القرار لم تتضح بشكل كامل، متمنيًا أن "تثمر الاتصالات مع الاتحادين الدولي والآسيوي للعدول عن هذا القرار، وفيما اعتبر وزير الشباب أنّ "بغداد تشهد حالة من الاستقرار الأمني والسياسي"، لفت إلى أنّ "الاتحاد الإماراتي كان داعمًا لملف رفع الحظر عن الملاعب العراقية، آملًا "من الأشقاء الإماراتيين أن يكون لديهم موقف بهذا الخصوص".
وشهدت ملاعب العاصمة بغداد عدة زيارات قام بها وفدي الاتحادين الدولي والآسيوي بداية الشهر الجاري، إضافة لوفد الاتحاد الإماراتي لتقييم جاهزية المنشآت الرياضية في العاصمة لاستقبال المبارايات، حيث قالت النوافذ الرياضية الرسمية إنّ الجميع أبدوا "إعجابهم بمستوى الاستعدادات في ملاعب العاصمة والمرافق الرياضية الملحقة بها".
وأبدت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، استغرابها من نقل مباراة العراق والإمارات من ملعب المدينة شرقي بغداد إلى "أرض محايدة"، داعيةً إلى "إنصاف الكرة العراقية واحترام منطق التنافس العادل والسماح للمنتخبات الكروية العراقية بخوض مبارياتها الرسمية على ملاعب عموم البلاد بالنظر لاستقرار الموقف الأمني واستتبابه بالقياس لما يجري في الكثير من بلدان المعمورة التي تحتضن ملاعبها مباريات منتخباتها".
استياء في مواقع التواصل
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ردود أفعال غاضبة إزاء القرار، حيث تصدر وسم "#بغداد_حقنا_وملعبنا " التريند في منصة "تويتر".
وما دامت "الدولة تطبق القوانين والمعايير، فمن حق العراق وشعبه أن يستضيف المباريات والبطولات على أرضه" كما علّق الإعلامي القطري خالد جاسم والذي تساءل "لماذا تستبخلون على العراقيين استضافة مباراة كرة قدم؟".
وطالب الصحفي الرياضي العراقي علي النوري بالرد على رسالة "فيفا" بتقديم طلب تأجيل المباراة لـ"انعدام تكافؤ الفرص وإبلاغهم باللجوء إلى محكمة (كاس) إضافة لتجهيز ملف قانوني مع توكيل نخبة من المحامين الأوروبيين".
وقارن مدونون بين موقف الفيفا من الهجمات الصاروخية المتكرّرة التي تعرّضت لها الإمارات والسعودية عقب اندلاع حرب اليمن وبين الهجمات التي تعرّضت لها مدينة أربيل، متهمين فيفا بـ"الكيل بمكياليين والازدواجية في المعايير"، حيث كتب "أحمد اللامي" منشورًا على حسابه الشخصي في "فيسبوك" أنّ "نقل المباراة جاء لسبب تافه وهو القصف الصاروخي، بينما لم تتعرض الإمارات والسعودية لإجراءات مماثلة من قبل فيفا رغم تواصل الهجمات الصاروخية للحوثيين على البلدين".
وبينما طالب مدونون برد على ما اعتبر قرارًا مجحفًا بحق العراقيين باستضافة المباريات، طالب آخرون بالانسحاب من التصفيات، حيث كتب المدوّن ستيفن نبيل منشورًا على صفحته في "فيسبوك"، قائلًا إنّ "الوقت قد حان للانسحاب من التصفيات فمشاعر الشعب العراقي ليست لعبة بيدكم".
وأثناء التحضير لإقامة مباراة المنتخب العراقي مع زامبيا استعدادًا للقاء المنتخب الإماراتي المرتقب ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022 على أرضية ملعب المدينة، عبّر العديد من الجماهير الرياضية عن احتجاجهم ضدّ قرار نقل المباراة، فيما رفعت لافتة كبيرة على واجهة المدرجات تحمل عبارة "مثلما أرغمناهم على رفع الحظر بتوحدنا وتكاتفنا سنرغمهم على التراجع عن القرار الجائر".
القرار طبيعي
لكنّ آخرين اعتبروا أن القرار كان طبيعيًا ويعود للمشاكل الداخلية التي تشهدها البلاد من وضع أمني متراجع وانتشار للميليشيات والسلاح وتعاظم النفوذ الخارجي، حيث كتب الصحفي والشاعر أحمد عبد الحسين في افتتاحية الصحيفة الرسمية، أنّ "العراق يكسر القلب فهو يملك ما يؤهله ليكون سيدًا مهابًا عزيزًا لكنه ليس كذلك".
وليس العراق سيدًا لأنه لا يملك سلطانًا على نفسه وفقًا لعبد الحسين الذي يؤكد "نحن ملعب.. مجرد ملعب لاستعراض القوة".
وأيضًا يتفق الإعلامي أحمد ملا طلال مع القرار، قائلًا: "لو كنت مسؤولًا إماراتيًا لفعلت المستحيل لنقل المباراة إلى خارج العراق مع وجود احتمال أن تطال اللاعب والمشجع الإماراتي شظية من صاروخ باليستي إيراني".
وأضاف طلال: "لو كانت في العراق دولة قوية لما تجرأ أي أحد على حقوق العراق"، داعيًا العراقيين في خاتمة برنامجه إلى "توجيه الغضب باتجاه حكام العراق لا إلى الدول التي يرعى وتحترم مصالحها بدءًا من صدام حسين الأرعن وإلى هده الطبقة السياسية الخاضعة لإيران وغير إيران التي أوصلت البلاد إلى وضع محتقر".
اقرأ/ي أيضًا:
اللجنة الأولمبية تدعو إلى إنصاف الكرة العراقية: الموقف الأمني مستقر
معضلة "محرجة" تهدد مباراة العراق والإمارات على ملعب المدينة