"ماكو بيت وماكو كهرباء".. الدمار لم يبرح شمال العراق
ثماني سنوات مرت على نهاية الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي والدمار لم يبرح قرى في شمال العراق منذ ذلك الوقت كأن الزمن توقف في مكانه.
"ماكو كهرباء، ماكو بيت".. بهذه الكلمات وصف عيسى الزمزوم، أحد ساكني قرية حبش الزراعية بمحافظة صلاح الدين، الوضع في منطقته التي تلخص وضع الشمال عامة.
مادة اعلانية
لا إعمار ولا خدمات
فقد انهار جزء من بيت الرجل الذي يعيش مع زوجته أم وردة وأطفالهما الخمسة خلال الحرب في العام 2014.
وأوضح عيسى أن منزله الأساسي دمّر، مشيراً إلى أن المكان الذي يسكنه الآن قد منح له، مضيفاً أنه منذ الحرب حتى الآن لم تشهد المنطقة إعماراً أو خدمات.
عيسى الزمزوم وأطفاله (أ ف ب)
وعلى غرار عيسى الزمزوم كشف عبد الكريم نوري، عدم توفر فرص عمل، مشيراً إلى أن أحد نواب المنطقة وعد أنه سيقوم بالإعمار لكنه لم يفعل شيئاً.
"مخاوف أمنية"
من جهته، يبرر مستشار في محافظة صلاح الدين التي تتبع إليها قرية حبش، فضّل عدم الكشف عن هويته، تأخر أعمال الإعمار بمدى "اتساع" المحافظة.
وقال إن السلطات "لا يمكنها حتى الآن أن ترتّب الأمور 100%"، وبدون أن يذكر داعش، تحدّث المسؤول عن "مخاوف أمنية" أيضاً تؤخر أعمال الإعمار.
قرية حبش شمال العراق (أ ف ب)
يشار إلى أن معظم المنازل في قرية حبش مدمرة أو شبه مدمرة وبالعشرات، كما لو أن الحرب انتهت للتوّ.
ميليشيات نهبت المدنيين
ودفعت القرية الثمن الباهظ للحصار الذي فرضه داعش في صيف العام 2014 على مدينة آمرلي، الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات عن القرية.
من جانبها، وجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اتهامات لميليشيات ومقاتلين متطوعين بنهب ممتلكات المدنيين الذين فروا من القتال أثناء الهجوم على آمرلي.
قرية حبش شمال العراق (أ ف ب)
وأضافت أن البعض في قرية حبش يفتقد للأوراق الثبوتية، إذ للحصول عليها يواجه بعض السكان مشاكل في تبييض صفحتهم من أي شبهات أمنية بسبب شكوك بانتمائهم لتنظيم داعش.
جدير بالذكر أنه رغم تخلّص حبش من داعش إلا أن شبح خلاياه لا يزال يروم على بعد نحو 15 كيلومترا في المناطق الواقعة شمالاً.