اخبار العراق الان

"مقابر ديالى" تعيد فتح جروح سنوات الدم وتجمع شتات ام اسماعيل من 7 محافظات

"مقابر ديالى" تعيد فتح جروح سنوات الدم وتجمع شتات ام اسماعيل من 7 محافظات

2022-05-05 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم


بغداد اليوم- ديالى 

مع ايام عيد الفطر المبارك تتدفق مئات الاسر الى مقبرة الشريف كبرى المقابر في ديالى التي تضم جثامين الالاف من مختلف الاطياف والقوميات وسط مشهد حزين ومؤلم بعدما احتضت تلك المقبرة الاف من ضحايا الاضطرابات الامنية التي ضربت المحافظة بعد 2003.

وقال محمد الزهيري محامي عمره 76 سنة وهو يتكأ على عصا خشبية في حديث لـ( بغداد اليوم)، إنه "لقاء الاحبة الذي غادروا الحياة مبكرا"، لافتا الى أن "3 من افراد اسرته قتلوا في يوم واحد قبل 14 سنة ليدفنوا في مقبرة الشريف بجوار بعضهم البعض".

وأضاف، أنه "في اول ايام العيد تختزل مقبرة الشريف هول ومصيبة ما مرت به بعقوبة وديالى معا من مجازر مروعة بسبب سنوات الدم".

ويطلق اهالي ديالى على الفترة زمنية التي مرت بها بعقوبة وبقية مدن المحافظة من 2006-2009 بالفترة العصيبة بسبب الانهيارات الامنية والاضطرابات التي خلقها بروز تنظيمات متطرفة عدة ابرزها القاعدة وكثرة التفجيرات الانتحارية وعمليات القتل الوحشية للابرياء.

وتابع الزهيري وهو يحاول الاشارة الى قبور حديثة تحيط بقبور اقربائه: "لايزال ازيز الرصاص يحصد المزيد من ارواح هؤلاء الضحايا الذين سقطوا العام الجاري بفعل الارهاب الاعمى في ديالى".

اما ام اسماعيل وهي امراة مسنة جائت ويحيطها اكثر من 10 من ابنائها واحفادها قادمة من كردستان العراق حيث تعيش منذ 14 سنة نازحة بعدما تركت كل شي خلفها في ديالى قالت: "انا قدمت 6 من اسرتي بسبب الارهاب شهداء وفقدت 4 منازل دمرت بشكل تام لاعيش اخر ايامي شبه نازحة مع احد ابنائي في كردستان".

واضافت: "انا واسرتي تشتتنا في 7 محافظات بعد 2007 ليكون العيد هو موعد اللقاء قرب قرب زوجي الذي قتل غدرا في احدى البساتين قرب قضاء المقدادية (40كم شمال شرق بعقوبة) لنرحل عن قريتنا ونترك ورانا ارث يمتد لمئة سنة".

اما وهاب حسن ضابط بالجيش العراقي السابق قال أن "مقبرة الشريف هي لجثامين السنة والشيعة والكرد وبقية القوميات، وترى فيها ضحايا كل حروب العراق ابتداء من السبعينات وانتهاء بالاحداث الراهنة"، مبينا أنه "قبل يومين دفن فيها شهيد من اقربائه استشهد في احدى قواطع الجيش شمال البلاد".

وأضاف، وهو يلوح بيده الى قبر قديم: "هذا صديقي استشهد في معارك شرق البصرة قبل 40 سنة وقبل 13 سنة لحقه ابنه وقبل 4 سنة لحقه حفيده شهيدا برصاصات"، موضحا أن "واقع المقابر تحكي قصة شعب لم يشعر بالامن منذ عقود طويلة".