للترويج لكأس العالم 2022.. “كوكباني” أول مسلسل كرتوني يجسد ثقافة أهل قطر وعاداتهم
الدوحة ـ استطاع مسلسل “كوكباني” أن يحقق منذ عرض أولى حلقاته تفاعلا ونجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري خصوصا أنه ينطلق من مرجعية تحمل اسم كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، مع رؤية وفكرة مبدعة لواحدة من الكاتبات القطريات الشابات؛ أمل الشمري.
“كوكباني” مسلسل كرتوني ترفيهي ولدت فكرته عام 2018، ورأى النور بعد 4 سنوات، ويرمي إلى الترويج لمونديال قطر، وتدور أحداثه في ضواحي قطر بهدف مشاركة الثقافة المحلية مع الجمهور العالمي.
المسلسل من إخراج حسين حيدر وإنتاج أستوديو “نفيش للرسوم المتحركة”، ويحتوى على 5 حلقات، مدة كل حلقة 11 دقيقة، وعرضت أولى حلقاته على اليوتيوب خلال عيد الفطر المبارك، على أن تُعرض بقية الحلقات أسبوعيا.
تدور أحداث المسلسل حول مخلوق فضائي يدعى “كوكباني” من أشد المعجبين بكرة القدم، ويحضر كل بطولات كأس العالم، وبينما هو في طريقة لحضور مونديال قطر تحطمت مركبته في صحراء سيلين، وعثر عليه 3 شبان قطريين قرروا استضافته حتى موعد المونديال، ليتعرف خلال هذه الفترة على ثقافة أهل قطر وعاداتهم وكرمهم وأسلوب الحياة وكل ما ينتظر زوار المونديال.
دعاية واقعية
“كوكباني” أول مسلسل ويب كرتوني قطري ضمّ طاقم عمله 40 شخصا، تمكّن من تقديم دعاية جيدة وواقعية لدولة قطر التي تستضيف في نهاية هذا العام كأس العالم، عبر تقديم صورة جميلة لقطر في قالب اجتماعي مطعم بالكوميديا.
وتوضح الكاتبة القطرية أمل الشمري أن الهدف من المسلسل الذي استخدم تقنية شبيهة بالكرتون هو تعريف المشاهد بدولة قطر بوجه عام؛ عاداتها وتقاليدها وأسلوب حياة المجتمع، فضلا عن الترويج لمونديال قطر وإبراز الملاعب المخصصة للبطولة، والتعريف بقطر كوجهة سياحية، بالإضافة إلى توفير الفرصة للشباب القطري لإبراز مواهبه والمشاركة في المجال الإبداعي كمجال الرسوم الكرتونية.
وتقول الشمري للجزيرة نت إن هناك كثيرا من الأسئلة عن الثقافة العربية بوجه عام والقطرية بوجه خاص، وفي المسلسل يطرح كوكباني أغلب هذه التساؤلات التي تدور في ذهن أي زائر، ومن ثم يأتي الرد عليها بطريقة كوميدية.
أداة فعالة
الدراما أداة فعالة في إيصال ثقافة الشعوب، كما أنها من الفنون التي لا تنفصل عن الواقع وتقوم بسرد قصص من الواقع ومعالجتها بأسلوب سلس كوميدي يسهل إيصال الرسائل بطريقة غير مباشرة، فهي من أقوى الأدوات التي تقوم بمعالجة التحديات وتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية وتقويم سلوك المجتمعات، وفقا للشمري.
وترى أن “كوكباني” غني بالتفاصيل خاصة أنه يستعرض 3 شباب قطريين أحدهم بدوي والآخر حضري والشاب الثالث من أب قطري وأم بريطانية، فضلا عن مشاهده التي تنمي الصفات الحميدة التي طالما عرف بها أهل قطر مثل الصدق، والأمانة، والكرامة، والشجاعة، والكرم.
وترى الشمري أن الثقافة القطرية والخليجية ممتلئة بالقصص التي لم تسرد بعد، وهي محفزة لكي يقوم المبدعون بالعمل على كتابة قصص مستوحاة من هذا التراث وإبرازه للعالم بجودة عالمية.
ويعدّ “كوكباني” أول تجربة في كتابة المسلسلات للكاتبة القطرية الشابة، فقد كتبت سابقا قصصا وأشعارا وسيناريوهات لفيديوهات قصيرة وتجارية، وتعمل حاليا على أعمال موجهة للأطفال.
أما حسين حيدر مخرج “كوكباني” فيرى أن المسلسل من الأعمال التي تضم محتوى ممتعا بجودة عالمية، إذ يحمل قيمنا العربية ويلامس الواقع ويحترم عقلية المشاهد، ويرى انتماءه في هذا العمل وأن قصته هي التي تروى.
ويقول حيدر للجزيرة نت إن معظم الأعمال التي عمل عليها سابقا كانت أعمالا تجارية، حيث يكون محكوما ببعض القيود التي يجب أن يلتزم بها، ولكنه في “كوكباني” كان لديه مطلق الحرية في إنتاج عمل يخرج من خلال إبداعه ورسالة العمل.
ويضيف أنه في ظل انتشار المحتوى الرقمي أصبح من الضروري نشر الثقافة العربية عبر أساطير وشخصيات وقصص مستوحاة من هذه الثقافة، تعمل على تقديمها للعالم بجودة مميزة ومحتوى كوميدي ممتع.
لغة عالمية
الرسوم المتحركة لغة عالمية تستهدف الجميع بمختلف الأعمار والجنسيات، والخيال فيها ليس له حدود أو سقف، و”كوكباني” نتاج تعاون المواهب المحلية لإنتاج عمل متكامل ينافس السوق العالمية ويضع قطر في خريطة الإنتاج الكرتوني، كما أنه وسلية لمشاركة العالم ثقافتنا وقيمنا العربية، وفقا لحيدر.
وأحرزت الحلقة الأولى من مسلسل “كوكباني” التي عرضت على اليوتيوب في أول أيام عيد الفطر المبارك آلاف المشاهدات، ولاقت استحسانا كبيرا من المتابعين، في ظل خروجها بصورة مميزة.