تخصيص 5 مليار دينار لشراء الحنطة من الفلاحين.. مبلغ يكفي لـ22% فقط من الكميات الواجب شرائها!
يس عراق: بغداد
من غير الواضح حتى الان الرقم الدقيق لكميات الحنطة المؤمل تسويقها الى مطاحن ومخازن وزارة التجارة من قبل الفلاحين العراقيين، حيث تتضارب ارقام الانتاج بين 2.5 إلى 3 مليون طن، وسط توقعات بتحقيق كميات تسويق اقل بفعل رفض الفلاحين لبيع حنطتهم الى الدولة.
وبينما مازالت علامات الاستفهام قائمة بهذا الشأن، أعلن وزير التجارة علاء الجبوري، اليوم الاثنين، تخصيص 500 مليار دينار لمستحقات الفلاحين والمزارعين للموسم التسويقي الحالي.
وقال الجبوري في بيان إن “هذا المبلغ سيسهم في إنجاح الموسم التسويقي ويزيد من آليات التسويق المتواصلة في بغداد وعدد من المحافظات”.
وأشار الجبوري إلى أن “الموسم التسويقي هذا العام يحقق نجاحات كبيرة من خلال قيام الفلاحين والمزارعين بتسويق كميات كبيرة وبشكل يومي وصلت الى اكثر من 50 الف طن يومياً”.
وبالعودة لسعر الطن الذي حددته الحكومة للحنطة المشتراة من الفلاحين والبالغة 750 الف دينار للطن الواحد، فأن مبلغ الـ5 مليارات المحددة، لاتكفي سوى لشراء قرابة 670 الف طن فقط، وهو مايمثل 22% فقط من الانتاج المتوقع والذي يجب ان تشتريه الدولة.
وكانت وزارة التجارة قد اعلنت في وقت سابق، وصول الكميات المسوقة إلى أكثر من 400 ألف طن منذ بدء الموسم التسويقي في الأول من الشهر الحالي وحتى الآن، مبينةً أن الكمية في تصاعد مستمر في ضوء افتتاح مراكز تسويق جديدة في بغداد والأنبار وصلاح الدين.
ومن غير الواضح ما اذا كانت هذه المبالغ المخصصة هي لتحقيق الدفعة الاولية فقط من الحنطة المشتراة، قبل تخصيص اموال اخرى لشراء الكميات المتبقية.
تحقيق خزين كامل يتطلب اكثر من 3 تريليون دينار
وفي حال تحقيق العراق انتاجا يبلغ 3 مليون طن، فسيتم شراء هذه الاطنان مقابل 2.25 تريليون دينار وبواقع 750 الف دينار للطن الواحد بحسب التسعيرة التي حددها مجلس الوزراء مؤخرا.
بالمقابل، سيحتاج العراق لاستيراد 1.5 مليون طن لسد النقص المحتمل في انتاج الحنطة والبالغ قرابة 35% من الحاجة الاستهلاكية، وباحتساب سعر طن الحنطة العالمي مع كلف النقل بأكثر من 500 دولار للطن الواحد، هذا يعني ان العراق يحتاج لنحو 800 مليون دولار لاستيراد النقص، او اكثر من تريليون دينار عراقي، ومع ما سيتم دفعه للفلاحين العراقيين، فأن الدولة ستوفر الحنطة لعام كامل بأكثر من 3 تريليون دينار عراقي.
شارك هذا الموضوع: