أول اعتراف حكومي “غير مباشر” عن خطر يهدد 70% من صادرات العراق النفطية.. هل من الممكن استبدال اوروبا بآسيا؟
يس عراق: بغداد
في أول تحرك معلن من العراق للبحث عن اسواق جديدة لنفطه في اوروبا، تتحدث شركة سومو عن مفاتحة الجانب الفرنسي بهذا الشأن، وهو تطور يؤكد المخاوف والتقارير عن فقدان العراق جزء من حصته في السوق الاسيوي وتحديدًا الهند والصين، الامر الذي سيجعل العراق يبحث عن تصريف كميات نفطه التي فقدت المشترين الاسيويين في اوروبا.
مدير عام شركة سومو علاء الياسري خلال استضافته في لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية بحسب بيان أكد “مفاتحة الجهات الفرنسية المعنية بامكانية العراق تزويد السوق الأوروبية بالنفط”، الا انه بين ان “اهتمام شركته بالشركات الحكومية الهندية النفطية والصينية لأنها تتعامل بعقد طويل الأمد ولا يمكن للشركة ان تخسر عملائها”.
وبالرغم من تأكيد سومو “تمسكها” بشركات النفط الصينية والهندية، الا ان البحث عن تصريف كميات النفط في اوروبا، لاتعني الا ان العراق فقد بالفعل جزءا من السوق الصيني والهندي، خصوصا وان العراق لايمتلك كميات اضافية من الانتاج النفطي لكي يقوم بتنويع اسواقه، بل ان التوجه نحو اوروبا هو اجراء “اضطراري” بفعل تراجع عدد من الشركات الهندية والصينية ولاسيما غير الحكومية عن شراء النفط العراقي والذهاب نحو النفط الروسي الذي يقدم خصومات كبيرة لهذه الشركات الاسيوية عقب قيام اوروبا بحظر استيراد النفط الروسي.
النفط تخفي المعلومات عن الرأي العام
وبالرغم من ان هذا التطور يعد “خطيرًا” الا ان وزارة النفط لم تطلع البرلمان والرأي العام بحقيقة مايجري في اسواق النفط العالمية، وما اذا كان العراق مرشح لخسارة السوق الذي يستورد 70% من صادرات النفط العراقي.
وسبق ان كشف تقرير صحفي في منصة S&P Global Commodity Insights، عن مسؤولين في شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، أن العراق يعيد توجيه تدفقات الخام من قاعدة عملائه الأساسيين في آسيا إلى مصافي التكرير في أوروبا، حيث يشير المسؤولون الى أن “هناك اهتماماً أوروبياً أكبر بالنسبة لنا الآن بعد أن تشتري الصين والهند المزيد من النفط الروسي”.
وأضاف المسؤول “نشهد الآن تعديلات في تدفقات الخام التقليدية لدينا مصافي التكرير في شمال غرب أوروبا تبحث أكثر في خاماتنا”، مشدداً على أوجه التشابه في الجودة بين الخام العراقي وخام الأورال الروسي”.
وبلغ متوسط صادرات النفط الخام العراقي إلى أوروبا 528 ألف برميل في اليوم حتى الآن في عام 2022 مقارنة بـ 439 ألف برميل في اليوم و 431 ألف برميل في اليوم في عامي 2021 و 2020 ، على التوالي، مايعني ان 16% من صادرات العراق النفطية ذهبت الى اوروبا خلال العام الحالي.
ويصدر العراق 3.3 مليون برميل يوميًا، منها 2.3 مليون برميل يوميا تذهب الى الصين والهند، ولكن مع بدء اكبر المشترين الاسيويين بالذهاب نحو شراء النفط الروسي، فأن 70% من صادرات العراق النفطية اصبحت في خطر.
ومن غير المعلوم ما اذا كان تحميل هذه الكميات من النفط العراقي ستذهب بطريقة سلسة الى اوروبا بدلا من اسيا، خصوصا وان منذ انبوب كركوك نحو ميناء جيهان التركي الاقرب الى اوروبا تبلغ طاقته 100 الف برميل فقط، اي 4% من مجمل الكميات التي يجب تصديرها نحو اوروبا، مايعني ان التحميل سيكون عبر الموانئ والمنافذ البحرية ولكن السفن هذه المرة ستتجه غربًا، بعد ان اعتادت على الذهاب شرقًا نحو السوق الاسيوي بهذه الحمولات.
ولم تصرح وزارة النفط حتى الان، عن اي خطط حول كيفية تسويق هذه الكميات الى اوروبا، وما اذا كان الطلب الاوروبي على النفط العراقي يساوي اصلًا ما ستتركه الاسواق الاسيوية من النفط العراقي دون شرائه.
شارك هذا الموضوع: