بمعزل عن حل مشكلة المياه.. العراق “يقاوم” لتدارك مايهدد رغيفه بتحويل بذور الحنطة إلى مقاومة للجفاف
يس عراق: بغداد
بينما عانى العراق خلال الموسمين الماضيين من نتائج مدمرة للجفاف وشح المياه على انتاج الحنطة الذي من المتوقع ان يتراجع الموسم الحالي بنسبة 70%، تجري عمليات بحثية بمعزل عن الحلول الباحثة عن معالجة مشكلة المياه، حيث تجري هذه العمليات على بذور الحنطة ذاتها لتكييفها على الجفاف.
مدير عام دائرة البحوث الزراعية فراس مزاحم حسين، قال في تصريح تابعته “يس عراق” إن “الباحثين في الدائرة استحدثوا أصناف بذور من محصول الحنطة ملائمة للأجواء العراقية ومقاومة للملوحة والجفاف لما يعانيه الفلاح من مشاكل قلة الأمطار وارتفاع نسبة الملوحة في الأراضي الزراعية”.
وأضاف أن “الدائرة تقوم باستنباط أصناف بذور الرتب العليا واطلاقها إلى الحقول والمنتجين ومتابعتها للوقوف على مدى الاستفادة من إنتاجها”.
وأشار إلى أن “أصناف بذور الحنطة التي أطلقتها الدائرة نالت استحسان الفلاحين وحققت إنتاجاً عالياً ومتميزاً”، مبيناً أنه “تم تقديم أصناف جديدة من قبل الباحثين العاملين في دائرة البحوث الزراعية الى لجنة خاصة في وزارة الزراعة”.
وتابع أن “الباحثين يقومون باختبار الأصناف لمدة موسمين أو ثلاثة للتأكد من إنتاجها ومدة استقرارها لينال الباحث بعد ذلك شهادة اعتماد لإطلاق البذور إلى الفلاحين والمنتجين”.
الجفاف يستنزف حبوب الحنطة ويقلل حجمها
ولايقتصر تراجع مناسيب المياه على تخفيض المساحات المزروعة، حيث يفسر احد المزارعين كيفية تأثير قلة المياه على نقصان وزن محصول الحنطة وبالتالي قلة الانتاج حتى مع زراعة مساحات كبيرة.
تراجع وزن ما انتجه فلاح واحد من الحنطة إلى الثلث مقارنة بالعام الماضي، من 30 الى 10 الاف طن فقط، اي بنحو 70%، نتيجة تراجع حجم الحبة الواحدة.
يقول عيسى فياض، المسؤول في وزارة البيئة: “نحتاج إلى المياه لحل مشكلة التصحر، لكننا نحتاج أيضًا إلى المياه لتأمين إمداداتنا الغذائية، ليس لدينا ما يكفي لكليهما”.
بهذا الصدد، قال وزير الموارد المائية مهدي رشيد لوكالة “أسوشيتيد برس”، إن “منسوب الأنهار انخفض بنسبة 60٪ مقارنة بالعام الماضي”.
بالنسبة لصلاح شيلاب، احد المزارعين، فأن قلة المياه تعني حجم حبة أصغر و غلة أقل للمحاصيل.
وقال شيلاب انه “في عام 2021، أنتج 30 ألف طن من القمح، في العام الذي سبق ذلك 32 ألف طن، لكن تظهر إيصالات صوامع وزارة التجارة. هذا العام، لا يتوقع أكثر من 10000”.
الانتاج الكلي تراجع الى الثلث ايضا
ومع تراجع وزن وانتاج احد المزراعين الى الثلث، فأن الانتاج الكلي الذي بلغ 4 ملايين العام الماضي، فأن الانتاج الحالي ايضا سيتراجع الى الثلث وبحدود 1.4 مليون طن فقط.
وبينما كانت التوقعات تشير الى امكانية ان ينتج العراق 2 مليون طن بعد تخفيض الخطة الزراعية الى النصف، الا انه مع انتهاء عملية التسويق بالكامل في محافظات الجنوب، واقتراب تسويق المحافظات الشمالية، لم تبلغ الكمية المسوقة من الحنطة حتى الان اكثر من مليون طن فقط، وذلك بعد مرور اكثر من 40 يومًا من انطلاق موسم التسويق.
وفي العام الماضي، عندما انتج العراق 4 مليون طن، كانت 75% من الكميات (اي 3 مليون طن) قادمة من الجنوب والوسط، وساهمت المحافظات الشمالية بـ25% فقط، لكونها تعتمد في زراعة الحنطة على الزراعة الديمية اي الاعتماد على الامطار التي كانت شحيحة حينها.
واذا تم اسقاط هذه النسب على التسويق لهذا الموسم، فأن الـ75% نسبة مساهمة الوسط والجنوب بلغت حتى الان مليون طن فقط، مايعني ان مجمل الانتاج هذا العام لن يصل اكثر من 1.3 مليون طن، حيث لن تنجح محافظات الشمال من تسويق اكثر من 300 الف طن مع بدء التسويق فيها”.
شارك هذا الموضوع: