السعودية: "منعطف حرج" يستنفر الدول الإسلامية لدرء النزاعات وفضها
تلعب الوساطة دوراً بارزاً في حل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة، وفي الوقت الراهن الذي يشهد العالم العديد من النزعات والخلافات، بدأت اليوم أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الوساطة الذي تنظمة وزارة الخارجية السعودية بالتعاون مع "منظمة التعاون الإسلامي" في جدة لمدة يومين، بهدف تعزيز العلاقات بين الدول على أساس العدل والاحترام المتبادل وحسن الجوار بين دول أعضاء المنظمة، ودرء النزاعات الدولية وفضها بوجه عام عند حدوثها.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه أن موضوع الوساطة يحظى بأهمية كبيرة لدى دول المنظمة، إذ تنعقد الدورة الرابعة لمؤتمر الوساطة في "منعطف حرج، وفي وقت العالم فيه بأمسّ الحاجة إلى الوساطة والحوار والمفاوضات من أجل حل الصراعات".
تجارب مريرة
ولفت إلى أن "منظمة التعاون الإسلامي" تولي اهتماماً خاصاً بالوساطة، إذ إن نحو 60 في المئة من مجموع النزاعات في العالم يقع ضمن النطاق الجغرافي لها، مشيراً إلى أنه بسبب هذه الصراعات تعرضت الشعوب إلى العديد من التجارب المريرة، وقد تراجعت التنمية الشاملة في هذه البلدان، لذلك فإن لدى الأعضاء التزاماً قوياً بحل النزاعات المعلقة بشكل سلمي ودائم.
ولفت الأمين العام إلى العديد من النجاحات التي قال إن "منظمة التعاون" حققتها في مجال الوساطة ضمن النزاعات المختلفة، ومن أبرزها التوسط في نزاعات جنوب الفيليبين وجنوب تايلاند والسودان وتشاد وأفغانستان.
وقال إن "المنظمة اطلعت بدور في دعم الجهود الدولية الهادفة إلى إحلال السلام والأمن واستعادة سيادة القانون في الصومال وغينيا، ومحاولة إنهاء التوتر الطائفي في العراق عام 2006"، مضيفاً إلى أنه من بين أحدث الحالات قيام المنظمة بدور رئيس في معالجة الوضع المتوتر الذي تواجهه الجالية المسلمة في سيريلانكا بسبب بعض الأنشطة المنظّمة التي قام بها الرهبان البوذيون ضد المسلمين في أعقاب الهجمات الانتحارية الوحشية على الكنائس والفنادق يوم الـ 21 أبريل (نيسان) عام 2019، بحسب قوله.
دور بارز للسعودية
وفي السياق ذاته، أكد نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي أن بلاده بذلت منذ تأسيسها جهوداً كبيرة في الوساطة بين الدول لحل النزاعات بالطرق السلمية، وقال إن "الرياض تواصل مساعيها الحميدة من خلال الدبلوماسية الوقائية لدرء الخلافات بين الدول وتقريب وجهات النظر عبر الحوار والتفاوض السياسي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضم السعودية أهم مؤسسات العمل الإسلامي المشترك مثل منظمة التعاون الإسلامي التي تتفرع عنها مؤسسات عدة أشهرها البنك الإسلامي للتنمية، كما تضم رابطة العالم الإسلامي والتحالف الإسلامي العسكري، وعلى إثر ذلك قامت بأدوار وساطة عدة، واقترنت أسماء مدن فيها بالمصالحات التاريخية واتفاقاتها، وآخرها "اتفاق الرياض" بين اليمنيين و "ومصالحة العلا" بين الخليجيين، ومن قبل "اتفاق الطائف" وغيرها.
وتضمّن المؤتمر جلسات عمل بمشاركة متحدثين وخبراء دوليين في مجال الوساطة، مثل "دور منظمة التعاون الإسلامي في مجال الوساطة"، و"الشراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية" وأخرى عن "الوساطة من منظور إنساني في ظل الأزمات".
الدبلوماسية الوقائية
وكان مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في إسلام أباد خلال مارس (آذار) الماضي، أكد التزامه بتعزيز الوعي بمنافع الوساطة بوصفها أداة فاعلة لإنقاذ الأرواح والحفاظ على الموارد من خلال إسهامها في درء النزاعات وفضها.
وشدد المجلس على ضرورة تعميم الوساطة في نطاق عمل المنظمة وأنشطتها، وبناء مزيد من القدرات لأنشطة دعم الوساطة، مشيراً إلى أهمية تعزيز الشراكات في مجال الوساطة بين المنظمة والأمم المتحدة وغيرهما من المنظمات الدولية والإقليمية.
يشار إلى أن المؤتمر يستهدف تفعيل دور منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء للإسهام في الوساطة بالتعاون مع شركاء الوساطة الدوليين، وتبادل الخبرات الإقليمية والعالمية الفاعلة في مجال الوساطة ومنع النزاعات وتسويتها، والعمل على تفعيل دور الدبلوماسية الوقائية في هذا المجال، إضافة إلى مناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه فريق الاتصال المعني بالوساطة ودعم جهودها إلى جانب حضور عدد من المراقبين لدى المنظمة والمندوبين الدائمين.