حملة ضد الكاظمي.. ميليشيا إيران تحرف كلام بومبيو عن سليماني
بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو لـ"العربية"، وكشف فيها لأول مرة تفاصيل عن العملية الأميركية التي أدت لمقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قبل أكثر من سنتين، شنت وسائل إعلام مقربة من طهران هجوماً على رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي وجهاز المخابرات العراقي الوطني.
فقد أطلقت الميليشا حملة عبر منصات إعلامية وفضائيات تابعة لها، حرّفت فيها كلام بومبيو.
مادة اعلانية
ورغم أن تصريحات الوزير السابق لم تشر لأي دور عراقي بالعملية، أو حتى لسفارة واشنطن في بغداد، إلا أن الميليشيات روجت بأن بومبيو تحدث عن ضلوعهما.
وهاجمت الحملة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وجهاز المخابرات العراقي الوطني، بنشر صور وأخبار مغلوطة عن الموضوع.
حملة ممنهجة ضد الكاظمي
كما كشفت مصادر مطلعة أن أحد مقار جهاز المخابرات في منطقة الجادرية استهدف بعبوات صوتية بناء على التحريض الذي مارسته الميليشيات.
وأفادت بأن الحملة الممنهجة تستهدف الكاظمي شخصياً، لمنعه من المشاركة في القمة الخليجية المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية والتي سيحضرها الرئيس الأميركي جون بايدن منتصف الشهر القادم.
"محاولة لخلط الأوراق"
بدورها، رفضت خلية الإعلام الأمني العراقية الشائعات المغرضة وحملة التشويه الممنهجة التي تستهدف الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية مؤخراً.
كما اعتبرتها امتداداً لحملات سابقة لطالما أعيد إنتاجها في محاولة لخلط الأوراق بالاعتماد على معلومات مضللة ومجهولة المصدر، وفق البيان.
وعدتها جزءاً لا يتجزأ من المساعي للنيل من الدولة ومؤسساتها الأمنية بغرض التأثير على الإنجازات الكبيرة التي تحققها هذه الأجهزة فيمكافحة التنظيمات الإرهابية والجريمة المنظمة، بحسب تعبيرها.
وبعد الحملة، طالب مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بإغلاق المنصات الإعلامية التابعة للميليشيات والتي تحرض على العنف والقتل.
يذكر أن جهاز المخابرات الوطني العراقي كان شارك في عمليات بارزة داخل وخارج البلاد استهدفت جماعات إرهابية ومسلحة، فيما لم يكن هذا الهجوم الإعلامي هو الأول من نوعه الذي يتعرض له الجهاز من قبل الميليشيات.
تفاصيل لأول مرة
وأظهرت تصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو لـ"العربية" قبل أيام، معلومات للعلن لأول مرة عمّا جرى في تلك الليلة.
فقد أوضح بومبيو أن الإدارة الأميركية كانت تلقّت تحذيرات من مغبّة مقتل سليماني، وما سيؤدي ذلك من حرب، مؤكداً أنها ذات التحذيرات التي وصلتها حين قررت الانسحاب من الاتفاق النووي، وأيضا عندما قررت نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وأكد الوزير الأميركي السابق أن عملية اغتيال القيادي الإيراني البارز جاءت بهدف حماية الشعب الأميركي، وذلك لأن سليماني كان منخرطاً في مخطط يهدف لقتل 500 من مواطني الولايات المتحدة.
كما أضاف أن بلاده عملت على حماية أصولها في العراق ومواطنيها في سوريا وفي كافة أرجاء العالم، ولهذا راقبت تحركات فيلق القدس.
وبعد المراقبة، قررت استهداف سليماني بعدما علمت بأنه يحضّر لهجوم وشيك سيضر بموارد وأصول ومواطنين أميركيين.
فراغ كبير وضربة لا تنسى
وحتى اليوم، وبعد مرور أكثر من سنتين على اغتيال سليماني، لم تجد إيران من يسد فراغه، حيث لم يتمكن إسماعيل قاآني، القائد الجديد لفيلق القدس، من لعب نفس الدور أبداً، وفق تقارير كثيرة.
في حين أثار هذا الاستهداف الأميركي لأحد أهم القادة العسكريين بإيران، تصاعداً غير مسبوق للتوتر بين واشنطن وطهران، التي هددت بالانتقام لقائدها.
إلا أنها اكتفت بعد فترة باستهداف قاعدة تضم جنوداً أميركيين في العراق، دون أن تؤدي ضرباتها هذه إلى خسائر كبيرة تذكر.