بايدن يعرض سياسته الشرق أوسطية خلال لقاء مع قادة الخليج ودول عربية بالسعودية
يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن زعماء عربا في السعودية السبت سعيا لإقناع حلفاء واشنطن الخليجيين بضخ مزيد من النفط ودمج إسرائيل في المنطقة كجزء من محور جديد لمواجهة إيران. وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن الرئيس بايدن سيعلن السبت خلال الاجتماع تخصيص مليار دولار كمساعدات جديدة للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تحدثت مصادر عن سعي الولايات المتحدة وإسرائيل لإرساء أساس تحالف أمني مع دول عربية يربطها بأنظمة دفاع جوي لمكافحة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.
يرتقب أن يعقد السبت جو بايدن وزعماء عرب في المملكة العربية السعودية اجتماعا يسعى من خلاله الرئيس الأمريكي إلى إقناع حلفاء واشنطن الخليجيين برفع أسقف إنتاج النفط ودمج إسرائيل في المنطقة كجزء من محور جديد تفرضه إلى حد كبير مخاوف مشتركة بشأن إيران.
بايدن سيعلن أيضا خلال قمة عربية عن تخصيص الولايات المتحدة لمليار دولار في صورة مساعدات جديدة على المدى القريب والمدى البعيد للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية. وأضاف هذا المسؤول أن زعماء دول مجلس التعاون الخليجي سيلتزمون أيضا بتقديم ثلاثة مليارات دولار على مدار العامين المقبلين في مشاريع تتماشى وشراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.
وكان بايدن قد وعد بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة” على الصعيد العالمي بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018 على يد فريق من ضباط مخابرات سعوديين، لكنه قرر في النهاية أن المصالح الأمريكية تفرض إعادة تقويم وليس قطيعة في العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم والدولة العربية ذات الثقل.
ويحتاج الرئيس الأمريكي أكثر من أي وقت مضى إلى مساعدة السعودية في مرحلة ترتفع فيها أسعار النفط الخام وتشهد مشاكل أخرى ناجمة عن الصراع الروسي الأوكراني، كما أنه يشجع الجهود المبذولة لإنهاء حرب اليمن بعد التوصل إلى هدنة مؤقتة. وتريد واشنطن أيضا وقف نفوذ إيران في المنطقة ونفوذ الصين العالمي.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قد أدلى الجمعة بتصريح قال فيه إن الرئيس الأمريكي سيجري محادثات ثنائية مع قادة مصر والإمارات العربية المتحدة والعراق قبل المشاركة في القمة الأوسع إذ “سيحدد بوضوح” رؤيته واستراتيجيته لانخراط أمريكا في المنطقة. وأضاف “أنه (بايدن) عازم على ضمان عدم وجود ثغرة في الشرق الأوسط تملؤها الصين وروسيا”.
وسيناقش بايدن خلال هذا الاجتماع أيضا إمدادات الطاقة مع منتجي النفط الخليجيين، وفي الوقت نفسه قالت واشنطن إنها لا تتوقع أن ترفع السعودية العضو المؤثر في منظمة أوبك سقف إنتاجها للنفط على الفور وستنتظر نتيجة اجتماع أوبك في الثالث من أغسطس/آب.
بدورها تسعى دول الخليج، التي رفضت الوقوف إلى جانب الغرب ضد روسيا في الصراع الأوكراني، إلى الحصول على التزام ملموس من الولايات المتحدة يخص العلاقات الاستراتيجية التي توترت بسبب ما تم اعتباره فك ارتباط بين الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط.
وقال المسؤول إن زعماء دول مجلس التعاون الخليجي سيلتزمون من جهتهم بتقديم ثلاثة مليارات دولار على مدار العامين المقبلين في مشاريع تتماشى وشراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.
وكانت الرياض وأبوظبي قد أصيبتا بالإحباط بسبب الشروط الأمريكية المتعلقة بمبيعات الأسلحة واستبعادهما من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يرون أنه معيب لعدم معالجة المخاوف الإقليمية الخاصة ببرنامج طهران الصاروخي وسلوكها.
وقال عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره الرياض، “إن أهم مطلب من القيادة السعودية وقادة الخليج الآخرين – والعرب بشكل عام – هو وضوح السياسة الأمريكية وتوجهها نحو المنطقة”.
وشجعت إسرائيل، التي تشارك العاصمتين العربيتين المخاوف بشأن إيران، رحلة بايدن إلى المملكة، على أمل أن تعزز الدفء بين الرياض وإسرائيل كجزء من تقارب عربي أوسع بعد أن أقامت الإمارات والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في اتفاقات لعبت فيها الولايات المتحدة دور الوسيط وباركتها الرياض.
وفي مؤشر على إحراز تقدم في إطار ما وصفه بايدن بعملية رائدة، قالت المملكة العربية السعودية الجمعة إنها ستفتح مجالها الجوي لجميع شركات الطيران، الأمر الذي سيمهد الطريق لمزيد من الرحلات من وإلى إسرائيل.
وقال سوليفان إن القمة الأمريكية العربية ستناقش “تنسيقا وتعاونا أقوى عندما يتعلق الأمر بإيران”، بالإضافة إلى التكامل الإقليمي، بما في ذلك العراق، حيث تتمتع طهران بنفوذ عميق. كما ستتم مناقشة دعم دول الخليج الغنية للبنية التحتية العالمية والاستثمار.
وأفادت مصادر إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان أيضا إلى إرساء أساس لتحالف أمني مع الدول العربية يربط أنظمة الدفاع الجوي لمكافحة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في الشرق الأوسط.
وسيكون من الصعب الترويج لمثل هذه الخطة للدول العربية التي ليست لها علاقات مع إسرائيل وترفض أن تكون جزءا من تحالف يُنظر إليه على أنه ضد إيران التي أسست شبكة قوية من الوكلاء في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك العراق ولبنان واليمن.
وقال المسؤول الإماراتي الكبير أنور قرقاش الجمعة إن فكرة وجود تحالف في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي صعبة وإن التعاون الثنائي أسرع وأكثر فاعلية. وقال إن الإمارات لن تدعم نهج المواجهة “نحن منفتحون على التعاون لكن ليس التعاون الذي يستهدف أي دولة أخرى في المنطقة وأذكر على وجه الخصوص إيران”.
وقد أعلنت واشنطن والرياض أيضا إبعاد القوات الأمريكية وقوات حفظ السلام الأخرى من تيران – وهي جزيرة تقع بين السعودية ومصر في موقع استراتيجي يؤدي إلى ميناء إيلات الإسرائيلي. وكانت هذه القوات متمركزة هناك في إطار اتفاقات تم التوصل إليها عام 1978 وأدت إلى إبرام اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر.
ا ف ب