اخبار العراق الان

العراق: أنصار الصدر يقتحمون المنطقة الخضراء ويسيطرون على البرلمان

العراق: أنصار الصدر يقتحمون المنطقة الخضراء ويسيطرون على البرلمان
العراق: أنصار الصدر يقتحمون المنطقة الخضراء ويسيطرون على البرلمان

2022-07-30 00:00:00 - المصدر: العربي الجديد


تشهد الساحة العراقية تطورات سياسية متسارعة (صباح قرار/فرانس برس)

نجح أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باقتحام المنطقة الخضراء ودخول مبنى البرلمان العراقي، اليوم السبت، غداة اقتحامهم مكاتب ومقرات حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وإغلاقها.

وتمكّن العشرات من أنصار الصدر من التسلّل إلى المنطقة الخضراء، في وقت أكدت مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد" سيطرتهم بالكامل على مبنى البرلمان، وانسحاب القوات المكلفة بحراسته من المكان.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" بسقوط 5 جرحى حتى الآن في مواجهات بين الأمن العراقي وأنصار الصدر بمحيط المنطقة الخضراء، حيث يستخدم الأمن العراقي قنابل الدخان وخراطيم المياه لإبعادهم.

وأكد مسؤول أمن عراقي لـ"العربي الجديد"، وقوع إطلاق نار باتجاه المتظاهرين أمام المنطقة الخضراء، لم يكن مصدره قوات الأمن، في وقت دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم، محذراً من استمرار التوتر السياسي.

وأقدم متظاهرون عراقيون من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، ليل الجمعة-السبت، على إغلاق نحو 15 مكتباً لتيار الحكمة، إضافة إلى عدد من مكاتب حزب الدعوة في بغداد وبابل والبصرة والنجف وديالى ومناطق أخرى بالبلاد، بعد تصريحات للحكيم اعتبرها الصدريون موجهة ضد زعيمهم، انتقد فيها نزول أنصار الصدر للشارع.

وقال الحكيم في تصريحات لمحطة "بي بي سي" العربية، إن "قوى الإطار التنسيقي متمسكة بمرشحها لمنصب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رغم اقتحام أنصار التيار الصدري لمقر البرلمان العراقي رفضاً لترشيحه"، مبيناً أن "التيار الصدري قد يعترض على أي مرشح آخر إن حصل تغيير السوداني"، فيما انتقد الحكيم "طريقة تعامل قوات الأمن الحكومية مع تظاهرات أنصار التيار الصدري، والسماح للمتظاهرين بدخول المنطقة الخضراء".

وخلال ثلاث ساعات، أغلق أنصار الصدر مكاتب تيار "الحكمة" في أحياء متفرقة من بغداد، منها "مدينة الصدر والزعفرانية والعامل والحسينية والكاظمية وأبو دشير والدورة والمشتل"، فيما أغلق المتظاهرون مكاتب "الحكمة" في الكوت (محافظة واسط) والإسكندرية (شمال محافظة بابل)، وعدد من مكاتب البصرة، ومكتب واحد في النجف.

وشمل الإغلاق مقارّ حزب الدعوة في حيّ الزعفرانية والكاظمية والمشتل، إضافة إلى مكتب تابع للمجلس الأعلى الإسلامي في ساحة الحمزة ببغداد.

وطوال فترة الاحتجاجات، لم يصدر عن المنصات الرسمية للصدر أي موقف أو بيان، بل دفعت منشورات وتدوينات لأعضاء بارزين في التيار الصدري، المتظاهرين إلى مزيد من الانشغال في إغلاق مكاتب الحكيم، وهو ما فسره مراقبون بأنه "عقوبة" صدرية للحكيم. لكن الحكيم اكتفى بتغريدة عبر "تويتر"، نقل فيها نص آية من القرآن الكريم، قال فيها: "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"، واختتم تغريدته بوسم #كلا_للفتنة.

وتواصل مراسل "العربي الجديد" مع عدد من أعضاء التيار الصدري في ساحة التحرير، الذين قالوا إن "نزولهم إلى الشارع بأمر من الصدر، وترافقهم وحدات من "سرايا السلام" التي تحميهم من أي اشتباك قد يحدث مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران". وأشاروا إلى أن مطالبهم تتلخص بـ"تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات مفتوحة، وحل مجلس النواب، ومجلس القضاء الأعلى، وفصل المحكمة الاتحادية عن مجلس القضاء الأعلى، الذي لم يقف إلى جانب الكتلة الصدرية في تشكيل الحكومة".

 

وكان من المفترض أن تعقد جلسة لمجلس النواب، اليوم السبت، إلا أن اللجنة القانونية في البرلمان العراقي أعلنت تأجيلها، وبحسب رئيس اللجنة محمد عنوز، "هناك شلل أصاب جلسات مجلس النواب أيضاً بسبب الوضع السياسي، إذ يفترض أن نشهد 8 جلسات شهرياً، بينما مجموع جلساته في هذه الدورة التشريعية لم يتجاوز الـ 12 منذ جلسته الأولى في كانون الثاني الماضي". وأضاف عنوز أن "عقد الجلسة يتطلب قدوم المرشحين لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، والأخوة الأكراد لم يتفقوا لحد الآن على تسمية مرشح واحد متفق عليه".

ومنذ أكثر من تسعة أشهر، تتواصل واحدة من أعقد الأزمات السياسية في العراق، عقب إجراء الانتخابات التشريعية في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، التي أفرزت نتائج غير تقليدية لتوزيع القوى السياسية داخل البرلمان.

وحلّ التيار الصدري أول في نتائج الانتخابات، وهو ما اعترضت عليه معظم القوى المدعومة من إيران، والتي اعتصم أنصارها أمام المنطقة الخضراء في بغداد، وعطل نوابها استحقاقات أساسية في البرلمان، ليطلب الصدر من نوابه الاستقالة، في محاولة لإنهاء حال الانسداد السياسي.

المبيت في ساحة التحرير استعدادًا للتظاهرة

وكان المئات من أنصار التيار الصدري قد قضوا ليلتهم في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، استعدادًا للخروج بتظاهرة واسعة، وأعدوا العدّة لاقتحام المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان مجدداً، لمنع تحالف "الإطار التنسيقي" من التوجه نحو عقد جلسة برلمانية والمضي بتشكيل الحكومة.

وبالتزامن مع دعوات للقيادات في التيار الصدري على صفحات التواصل الاجتماعي، للاستعداد للتظاهر، أغلقت قوات الأمن العراقية أمس الجمعة، بوابات المنطقة الخضراء بشكل كامل، مع إضافة المزيد من الكتل الإسمنتية والعوارض الحديدية بمحيطها، وقطعت الجسور المؤدية إليها، خوفاً من اقتحام المنطقة مرة أخرى من قبل المتظاهرين.

ووسط أجواء أمنية متوترة، عقدت قيادة عمليات بغداد، أمس الجمعة، اجتماعاً أمنياً لمناقشة خطة تأمين الحماية للتظاهرات، وقال إعلام القيادة في بيان، إن "الفريق الركن قائد عمليات بغداد أحمد سليم، ترأس مؤتمراً أمنياً موسعاً حضره قادة المقرات المتقدمة في جانبي الكرخ والرصافة، وقادة الفرق ومديرو الأجهزة الأمنية العاملة ضمن قاطع مسؤولية القيادة، ناقش الخطة الأمنية الخاصة بتأمين الحماية لتظاهرة السبت".

ودعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الجميع إلى التحلي بالحكمة، وقال في تغريدة له: "في بداية شهر محرم الحرام نذكّر الجميع بقدسية الشهر، وندعو إلى التحلي بالحكمة مبتهلين إلى الله أن يديم علينا نعمة المحبة والاستقرار".

وكان تحالف "الإطار التنسيقي" قد جدد أمس الجمعة دعوته للقوى الكردية إلى حسم الاتفاق في ما بينها على مرشح لرئاسة الجمهورية، تمهيداً لعقد جلسة برلمانية للتصويت عليه والمضي بالاستحقاقات الدستورية وتشكيل الحكومة، إلا أن الأكراد لم يتفقوا على مرشح واحد.