تحركات نحو حل الأزمة العراقية والصدر يؤجل التظاهرات
تشهد الساحة السياسية العراقية تحركات يتوقع منها انفراج في الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ الانتخابات النيابية المبكرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومن تلك التحركات ما يجريه رئيس "تحالف الفتح" المشارك في الإطار التنسيقي هادي العامري من لقاءات خلال الأيام القليلة الماضية مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وقادة حزبي "الاتحاد الوطني" و"الديمقراطي الكردستاني"، فضلاً عن لقائه المرتقب مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي أجل تظاهرات مليونية كان دعا إليها في وقت سابق، وتفيد مصادر سياسية بطرح اسم وزير المالية المستقيل علي علاوي لرئاسة الحكومة الجديدة التي ستمهد لانتخابات مبكرة، وكان علاوي استقال من منصبه خلال جلسة مجلس الوزراء.
تأجيل التظاهرات
وفي التفاصيل أن الصدر أعلن، اليوم الثلاثاء الـ16 من أغسطس (آب)، تأجيل تظاهرة مقررة يوم السبت المقبل إلى إشعار آخر.
وقال الصدر في بيان "مستمرون بالإصلاح، ومستمرون بالثورة ضد فسادكم أيها الفاسدون، وسياستكم بالتشبه بخطواتنا دليل على إفلاسكم والإصرار على فسادكم".
أضاف "إن كنتم تراهنون على حرب أهلية فأنا أراهن على الحفاظ على السلم الأهلي، وإن الدم العراقي غال بل أغلى من كل شيء، لكنني حباً بالعراق وعشقاً لشعبه ومقدساته... أعلن تأجيل موعد تظاهرة يوم السبت إلى إشعار آخر، لكي أفشل مخططاتكم الخبيثة ولكي لا أغذي فسادكم بدماء العراقيين الذين راح كثير منهم ضحية فسادكم وشهواتكم، ولكي تبقى قيادات الفساد تعيث في الأرض فساداً".
زيارات لإنهاء الانسداد السياسي
وقد استقبل رئيس "تحالف الفتح" العامري في بغداد، مبعوثة الأمم المتحدة جينين بلاسخارت.
وذكر بيان لمكتب العامري أن "الجانبين بحثا أبرز مستجدات الوضع السياسي وسبل معالجة الأزمة الراهنة، واستمرار دعم الجهود الوطنية المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لمعالجة الانسداد السياسي القائم منذ شهور عدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان العامري زار محافظة أربيل والتقى رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود البارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ورئيس "جماعة العدل الكردستانية الإسلامية" علي بابير، وبحث معهم التطورات السياسية ومستجدات الأزمة الراهنة.
وتوجه بعد ذلك إلى محافظة السليمانية حيث التقى رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" بافل طالباني، ورئيس "حراك الجيل الجديد" شاسوار عبدالواحد، والأمين العام لـ"الاتحاد الإسلامي الكردستاني" صلاح الدين محمد بهاء الدين.
وأكد النائب عن "تحالف الفتح" معين الكاظمي، أن زيارة العامري إلى كردستان تهدف إلى إنهاء الأزمة.
وقال الكاظمي في تصريح صحافي إن "العامري يعمل على التهدئة وتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية لحل الأزمة التي يمر بها البلد"، لافتاً إلى أن "قضية الانتخابات المبكرة وحل البرلمان شأن وطني ولا يقتصر على الإطار التنسيقي والتيار الصدري".
أضاف أن "الهدف من زيارة العامري لكردستان وإلى جهات سياسية أخرى هو أن يكون هناك حوار وطني شامل للخروج من هذه الأزمة".
ودعا إلى "الابتعاد عن التصعيد والتحشيد، والركون إلى السياقات القانونية والدستورية".
الحل الوحيد
إلى ذلك، كشف عضو "تحالف الفتح" مختار الموسوي، عما أسماه بـ"الحل الوحيد والأمثل" لأزمة الانسداد التي تمر بها العملية السياسية، فيما أكد أن رئيس التحالف ناقش مع القوى الكردية إمكانية عقد جلسة تمرير رئيس الجمهورية.
وقال الموسوي في تصريح صحافي إن "الحل الوحيد والأنسب الذي يخدم كل أطراف العملية السياسية، ومن بينها التيار الصدري، يتمثل في انعقاد جلسة مجلس النواب لاختيار رئيس الجمهورية باتفاق الأحزاب الكردية، ومن ثم اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة".
وأشار إلى أنه "بعد إكمال الرئاسات الثلاث يتحرك البرلمان لحل نفسه، وتحديد انتخابات جديدة لتحقيق أهداف القوى السياسية، لا سيما الإطار والصدر، باعتبار أن الطرفين يؤيدان إجراء انتخابات مبكرة"، لافتاً إلى أن "مجلس النواب لن يحل بأية طريقة أخرى، باعتبار أن ذلك ليس من صلاحيات المحكمة الاتحادية ورئاسة الجمهورية".
أضاف أن "أي طريق آخر أو حل ثانٍ سيتسبب في حصول فوضى عارمة في البلد"، معرباً عن أمله في "لقاء قريب يجمع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر برئيس تحالف الفتح هادي العامري، لمحاولة الوصول إلى اتفاق ينهي الانسداد السياسي الحاصل".
وكشف الموسوي أن "اللقاء الأخير الذي جمع العامري بالاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني عقد للوصول إلى مرحلة انعقاد جلسة رئيس الجمهورية بصورة ترضي الحزبين"، مؤكداً "حصول اجتماع مرتقب يجمع قيادات الإطار التنسيقي للتشاور في نتائج زيارة أربيل".