القطاعات اللبنانية “تتزاحم” على نصف مليار دولار من اموال العراق.. بعد التفاح ومطابع الكتب تجار لبنانيون يضعون أنظارهم على عائدات النفط الأسود
يس عراق: بغداد
تحولت عائدات النفط الاسود المباع من قبل العراق الى لبنان، إلى “صيد ثمين” تتلاقفه القطاعات اللبنانية المختلفة، حيث لايستطيع العراق اخذ أمواله نقدًا، وسيكون “مجبرًا” لشراء أي شيء من القطاعات اللبنانية بهذه الاموال.
وتراكمت 550 مليون دولار لصالح العراق في المصارف اللبنانية مقابل ما تم ارساله من زيت وقود الى لبنان من قبل العراق، فيما تم تجديد العقد ومن المؤمل ان يكون لدى العراق 600 مليون دولار اخرى في المصارف اللبنانية خلال عام من الان.
ويقضي الاتفاق بين العراق ولبنان بان لايأخذ الاموال نقدا من لبنان، بل يجب عليه أن “يشتري بجميع هذه الاموال” أي شيء من اي قطاع لبناني، تارة خدمات صحية او تعليمية وطباعة كتب او تفاح، فيما خرج مقترح جديد من رجال اعمال لبنانيين، يطالبون بأخذ الاموال بلا اي مقابل، بدعوى ان لديهم اموال قديمة بذمة العراق.
ومن الخدمات التي اقترحها الجانب اللبناني، هو تقديم خدمات تتضمن جانب المستشفيات الحكومية، وتسديد رسوم الطيران العراقي، ومجال التربية والتعليم أيضاً”.
رسوم عبور الطائرات العراقية لاتمثل سوى 0.004% من الاموال العراقية بذمة لبنان!
وفيما يتعلق برسوم عبور الطائرات، تتقاضى لبنان بين 50 الى 100 دولار لقاء مرور كل طائرة في اجوائها، وبحسب وزن الطائرة، واذا ما احتسبنا معدل مرور طائرات العراق بنحو 75 دولارا لكل طائرة، فأن العراق يسير يوميًا بمعدل رحلة واحدة فقط غربًا، اي في الاتجاه التي تحتاج الطائرات العراقية المرور فيها عبر السماء اللبنانية، أي ان مجمل ما سيتم تسديده خلال سنة كاملة لن يتجاوز الـ28 الف دولار فقط، أي 0.004% من الاموال التي يمتلكها العراق في لبنان خلال عام واحد جراء بيع زيت الوقود والبالغة 600 مليون دولار سنويًا.
وكذلك الامر غالبا بالنسبة للمستشفيات الحكومية او التربية والتعليم وغيرها من الخدمات التي من الممكن ان تقدمها لبنان الى العراق، حيث ان مجمل ما يمكن تقديمه من جميع هذه الخدمات قد لاتكلف أكثر من 2% من مجمل مايمتلكه العراق من اموال في المصارف اللبنانية.
طباعة الكتب!
وبينما يمتلك العراق العديد من المطابع القادرة على طباعة المناهج والكتب، ومن بينها مطابع العتبة الحسينية، وكذلك مطبعة صحيفة الصباح التي يقول رئيس تحريرها احمد عبد الحسين انها قادرة على طباعة المناهج العراقية بالكامل وباسعار رمزية، الا ان الجانب اللبناني يسعى لان يطبع الكتب للعراق مقابل امواله المتراكمة لديهم جراء بيع زيت الوقود.
التفاح.. 2.5 مليار كيلو سنويًا!
ولعل أحد ابرز مقترحات الجانب اللبناني التي استمرت طويلا قيد النقاش في الاوساط العراقية، هو اقتراح بيع التفاح الى العراق مقابل اموال زيت الوقود، وتحقق الـ600 مليون دولار قرابة 2.5 مليار كيلو من التفاح، وهو الرقم الذي يمثل استهلاك العراق من جميع انواع الفواكه، ولايمكن استهلاك هذه الكميات من التفاح.
مقترح جديد.. زيت الوقود مقابل لاشيء.. الاموال ستذهب لديون قديمة!
ومؤخرًا، ظهر مطلب جديد يتزاحم على اموال العراق في المصارف اللبنانية، ولكن هذه المرة تقضي باخذ الاموال بلا اي مقابل، حيث طالب رجال أعمال لبنانيين، اليوم الخميس، العراق بدفع ديون ومستحقات عالقة منذ تسعينيات القرن الماضي، مقترحين أن يكون ذلك عبر ثمن النفط العراقي المصدر الى لبنان.
وقال مجلس رجال الاعمال اللبناني العراقي في بيان انهم يطالبون بحل قضية ديون ومستحقات اللبنانيين العالقة مع العراق منذ التسعينيات، خاصة وأن معظمها مستحقات وودائع وبوالص موجودة لدى مصرف الرافدين وبنوك عراقية أخرى إلى جانب وزارات ومؤسسات عامة عراقية وهي مستحقة الدفع”.
وأعرب المجلس عن أمله من المراجع اللبنانية الرسمية “إيلاء الموضوع الكثير من الاهتمام بغية رفع الغبن عن التجار والصناعيين اللبنانيين للوصول الى تسوية ديونهم ومتعلقاتهم على غرار التسوية التي تمت مع سائر البلدان العربية (الاردن- سوريا- مصر)”.
شارك هذا الموضوع: