الهدوء يعود لبغداد بعد "الليلة الأسوأ" منذ سنوات
عادت الحياة إلى طبيعتها في العاصمة العراقية بغداد بعد يومين من التوتر والمواجهات التي راح ضحيتها 30 قتيلاً، عقب إعلان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله الحياة السياسية أمس الإثنين.
كان الصدر قد قال في مؤتمر صحافي بالنجف اليوم الثلاثاء، بعد يوم من ذلك الإعلان، إنه لا ثورة في وجود العنف "هذه الثورة ما دام شابها العنف ليست بثورة".
وأمهل أنصاره 60 دقيقة للانسحاب من المنطقة الخضراء في وسط بغداد حيث المقار الحكومية والبرلمان، الأمر الذي جرى تنفيذه فوراً.
المصادمات بين أنصار الصدر وفصائل شيعية أخرى موالية لإيران وقوى أمنية أدت إلى وضع متوتر في البلاد، وقادت إلى إعلان حظر التجوال يوم الإثنين الذي تم رفعه اليوم.
وأشاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بدعوة الصدر لوقف العنف، ووصفها بـ"أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي".
الليلة الأسوأ
كانت ليلة الإثنين الأسوأ في القتال ببغداد منذ سنوات، حيث سمع دوي أصوات نيران المدافع الرشاشة والانفجارات في المنطقة الخضراء وبدت بوادر الحرب الأهلية تلوح في الأفق.
وعلق رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي مغرداً على دعوة الصدر الأخيرة لأنصاره بالانسحاب، "شكراً لكم سماحة السيد مقتدى الصدر، فموقفكم بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير".
وتابعت الخارجية السعودية "بقلق تطورات الأحداث في العراق"، وقالت في بيان "ندعو جميع القوى العراقية إلى اللجوء للحلول السلمية لتلبية مطالب الشعب وندعم أمن وازدهار العراق وشعبه".
خلفية الاشتباكات
وجاءت الاشتباكات التي اندلعت أمس الإثنين بين الفصائل المتنافسة في العراق ذي الأغلبية الشيعية بعد عشرة أشهر من الجمود السياسي الذي تشهده البلاد منذ الانتخابات البرلمانية في أكتوبر (تشرين الأول)، وأثارت الاشتباكات مخاوف من تصاعد الاضطرابات.
وكان الصدر الفائز الرئيس في الانتخابات، لكن جهوده فشلت في تشكيل حكومة مع الأحزاب السنية والكردية، مستبعداً الجماعات الشيعية المدعومة من إيران.
واندلعت أعمال العنف بعد إعلان الصدر انسحابه من جميع الأنشطة السياسية، وهو قرار قال إنه جاء رداً على تقاعس زعماء وأحزاب شيعية أخرى عن إصلاح نظام حكم يصفه بالفاسد والمهترئ.