الأمن العراقي يستعين بالعشائر لمحاربة المخدرات
تنفذ القوات الأمنية العراقية حملات لاعتقال تجار المخدرات (عصام السوداني/ فرانس برس)
قرّر جهاز الشرطة بمحافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران الاستعانة بالعشائر، في خطوة لمحاربة ظاهرة المخدرات التي اتسعت في السنوات الأخيرة في العراق الذي أصبح ممراً لها باتجاه عدد من الدول العربية، في ظل عدم ضبط الحدود.
وتنفذ القوات الأمنية العراقية بشكل يومي في عموم المحافظات، ومنها ديالى، حملات لاعتقال المتاجرين والمتعاطين، إلا أن تلك الحملات لم تحد من انتشارها، ما دفع القوات الأمنية إلى الاستعانة بالعشائر.
الشيوخ والوجهاء بادروا بإعلان البراءة من أبناء عشائرهم ممن يعملون بالمخدرات ويتعاطونها، وأنهم لن يوفروا الحماية لهم
وأول من أمس الأربعاء، عقدت قيادة الشرطة مؤتمراً جمعت فيه شيوخ ووجهاء العشائر بالمحافظة، وناقشت خلاله انتشار المخدرات وطرق السيطرة عليها، وأعرب وجهاء العشائر عن تأييدهم وتضامنهم مع القوات الأمنية لمحاربة الظاهرة السلبية في المجتمع.
وقال الرائد من قيادة شرطة ديالى عبد الله العزاوي إن "الأجهزة الأمنية تنفذ عمليات يومية لملاحقة المتاجرين والمروجين للمخدرات في المحافظة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "هناك متابعة وتقصي معلومات عن المتعاطين، وقد لمسنا في الفترة الأخيرة تعاوناً من قبل الأهالي بتوفير المعلومات وتقديمها للأجهزة الأمنية".
وأشار إلى أن "الخطة التي نعمل عليها هي محاربة الظاهرة مجتمعياً، وقد تبنينا إقامة المؤتمرات التوعوية والتثقيفية، وأن التعاون مع العشائر خطوة مهمة جداً لإنهاء الظاهرة".
من جهته، قال الشيخ علي المجمعي إن "ظاهرة انتشار المخدرات في المحافظة أصبحت أمراً خطيراً للغاية، وقد ناشدنا الأجهزة الأمنية محاربتها بقوة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنّ "المؤتمر خلص إلى أن يكون هناك تعاون بين العشائر والأجهزة الأمنية، وأن يتم التبليغ من قبل الشيوخ عن المتاجرين والمروجين والمتعاطين من أبناء عشائرهم".
وأكد أنّ "الشيوخ والوجهاء بادروا بإعلان البراءة من أبناء عشائرهم ممن يعملون بالمخدرات ويتعاطونها، وأنهم لن يوفروا الحماية لهم، بل على العكس سيعملون على تسليمهم للأمن لاتخاذ الإجراءات بحقهم"، مضيفاً أن "الشيوخ طلبوا من الأجهزة الأمنية أن يكون لها الدور بالسيطرة على الحدود مع إيران، والتي تعد المصدر الرئيس والوحيد لإدخال المخدرات إلى المحافظة".
وتسهم خطط ملاحقة المخدرات في البلاد، وبشكل يومي، في ضبط كميات منها، واعتقال متاجرين ومروجين ومتعاطين، وأمس الخميس، تمكنت القوات الأمنية من ضبط نحو 23.5 كغم من المخدرات في عمليات منفصلة في محافظات نينوى والسليمانية والأنبار.
وذكرت خلية الإعلام الأمني الحكومية، في بيان، أنه "ضمن خطط ملاحقة عصابات تجارة المخدرات، ومكافحة هذه الآفة المستشرية، تمكنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية من ضبط (23.569) كيلوغراماً من المواد المخدرة بعمليات منفصلة، إحداها في محافظة نينوى والأخرى في ناحية قلعة دزة ضمن محافظة السليمانية (بإقليم كردستان) والثالثة في محافظة الأنبار".
وفي السنوات الأخيرة، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية. وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار ومتعاطي المخدرات، كذلك، أسهمت في محاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير.