أرباح فاحشة على حساب أرواح العراقيين.. تقرير سري بريطاني عن أقذر حقل نفط بالعالم
الاقتصاد نيوز-بغداد
وصف تقرير صحفي بريطاني حقول البصرة النفطية بانها من اسوأ الحقول في العالم بمجال الانبعاثات السامة واثاره الكبيرة على ازديداد حالات الاصابة بالسرطان في سكان المناطق المجاورة.
وذكر التقرير الذي أعدته "بي بي سي" إن "بيانات الأقمار الصناعية، كشفت أن حقل الرميلة في البصرة، جنوبي العراق هو اسوأ حقل نفطي من ناحية معدلات الانبعاثات الناتجة عن غاز الشعلة في العالم كله، وغاز الشعلة ليس فقط مصدر مهم لانبعاثات الغازات التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري بل إنه من المعروف أنه مسؤول عن انبعاثات البنزين النفطي الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان خاصة سرطان الدم عند الأطفال".
وأضاف، أن "عشرات الأشخاص الذين يعيشون في تجمعات مختلفة بالقرب من حقول نفط، مثل حقل الرميلة، أخبرونا بنفس القصص، وأكدوا أن لديهم قريباً أو صديقاً يعاني من مرض السرطان وغالبا سرطان الدم".
والرميلة التي تأوي عدة آلاف من الأشخاص تعرف باسم "مدينة الظل" من قبل السكان المحليين لأنها مقطوعة عن بقية المناطق وتفتقر الى الخدمات الأساسية. ويطلق علي وأصدقاؤه عليها إسم " المقبرة" .
واشار التقرير الى عدم "وجود دراسات منشورة عن معدلات السرطان في أوساط هذه المجتمعات واكتشفنا فيما بعد أن البيانات الخاصة بهذا الموضوع تتحفظ عليها باستمرار الحكومة العراقية. وقد كشفت وثيقة صادرة عن وزارة الصحة العراقية سربت إلينا أن معدل الاصابة بالسرطان أعلى بثلاث مرات في البصرة مما هو وارد في السجلات الرسمية".
ولفت الى أن "بعض الذين يعيشون ويعملون في الرميلة أرسلوا إلينا مقاطع فيديو أعطتنا لمحة عن شكل الحياة هناك. واجهنا المصاعب في الحصول على الاذن للدخول الى المنطقة والتصوير بأنفسنا، فقد رفضت طلباتنا الرسمية خمس مرات على الأقل".
وحقل الرميلة الذي يمتد على مساحة 1800 كيلو متر مربع أكبر من بعض الدول الصغيرة ومحاط بعدة نقاط تفتيش ووراء هذه النقاط، ثمة دوريات من شرطة حقول النفط وشركات أمن خاصة تعمل لصالح شركات النفط تجوب المنطقة.
وحاول معدو التقرير " تصوير تجربة قياس التلوث بأنفسنا وكانت بناءً على نصيحة من كبار خبراء التلوث في العالم. وتدربنا على ذلك قبل أن نذهب إلى هناك ونصحنا الخبراء أن نستخدم مايعرف باسم أنابيب الانتشار وهي عبارة عن اسطوانات نحاسية صغيرة بداخلها فلتر ترشيح لامتصاص الملوثات عملنا مع عالم بيئة في المنطقة يدعى البروفيسور شكري الحسن، وهو الوحيد الذي يعمل في هذا المجال، لإجراء اختبارات على مدار أسبوعينبين أبناء التجمعات السكانية المجاورة لأربعة حقول نفط مختلفة في نطاق 10 كيلومترات من أبراج غاز الشعلة، بما فيها حقل الرميلة كما أخذنا عينات من بول الأطفال لكشف وجود أي مظاهر تسمم مرتبطة بالتعرض لعمليات حرق الغاز".
وأشارت نتائج الاختبار الى أن "52 طفلاً ممن أجرينا لهم الاختبار ، وجود مستويات مرتفعة من النفثالين الأيضي في العينات وهي مادة يعتقد أنها مسرطنة وأظهرت اختبارات الهواء التي قمنا بها وجود مستويات من البنزين أعلى بثلاث مرات من الحد المسموح به في أنحاء البلاد وكان أعلى بكثير في جميع الأماكن من الحد الآمن الذي تقول منظمة الصحة العالمية أنه يجب أن يكون صفراً".
ومع ذلك، يشير التقرير الى أنه "ليس من الواضح على عاتق من تقع المسؤولية القضاء على حرق الغاز ، فالحكومة العراقية تمتلك حقل النفط لكن شركة بريتش بتروليوم هي التي تديره إلى جانب شركاء لها".
ووفقا للتقرير فأن وزير النفط السابق احسان عبد الجبار اسماعيل، أكد أن خفض حرق الغاز يقع على عاتق شركة بريتش بتروليوم ( بي بي) ولكن بي بي تقول إن المسؤولية تقع على عاتق مشغلي حقل النفط وهي هيئة تشغيل الرميلة (روو) التي أسستها بي بي بالمشاركة مع شركات أخرى وتمتلك حصة 48 في المئة فيها".
وقدر موطفون من داخل الشركة "كلفة التحسينات التي تهدف الى الحد من الانبعاثات الناتجة عن حرق غاز الشعلة ما بين 3 الى 5 ملايين دولار وهو جزء بسيط جداً من اجمالي أرباحها ربع السنوية القياسية والتي بلغت 8 مليارات دولار".