ضربات إيرانية ضد أحزاب المعارضة الكردية في العراق وحكومة إقليم كردستان تستنكر
استنكرت حكومة إقليم كردستان العراق في بيان الاثنين 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الضربات الإيرانية التي استهدفت مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة متواجدة في الإقليم، واعتبرتها "انتهاكات غير مبررة".
وجا في بيان لحكومة الإقليم إن "الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار"، مضيفاً "نؤكد أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق".
وكان "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الإيراني المعارض أعلن مقتل أحد عناصره في الضربات الإيرانية الأخيرة على مجموعات معارضة كردية تتخذ من شمال العراق مقراً لها.
وقال عضو قيادة الحزب الكردي الإيراني في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن عنصراً من البشمركة يُدعى بهزاد قُتل في قصف إيراني في منطقة كويسنجق" المعروفة أيضاً باسم كويا، في ساعة متأخرة الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وشنت إيران في وقتٍ متأخر ليل الأحد ضربات جديدة استهدفت مجموعات من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق المجاور، بعد أقل من أسبوع على ضربات مماثلة، بحسب ما أعلنت هذه المجموعات ومسؤولون محليون. وفي وقت لاحق أكد الحرس الثوري الإيراني شن الضربات.
وقالت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق إن "الحرس الثوري استهدف مجدداً أحزاباً كردية إيرانية"، من دون أن يُعطي أي حصيلة.
من جهتهما، أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني أن الضربات استهدفت منشآتهما في هذه المنطقة بشمال العراق.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية بـ"تعرض مقار ثلاثة أحزاب إيرانية مُعارضة داخل إقليم كردستان لقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية".
وأكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني على "تويتر" اليوم الاثنين أنه استُهدِف في موقعَين قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان بـ"قصف صاروخي وطائرات انتحارية بلا طيار".
وقال أقدم حزب كردي في إيران تأسس في عام 1945 إن "هذه الهجمات العشوائية تأتي في وقت يعجز النظام الإيراني الإرهابي عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان".
وتتهم الحكومة الإيرانية هذه الجماعات المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) إثر وفاة مهسا أميني.
وكان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين قد وجهوا تحذيرات في هذا الشأن إلى السلطات في بغداد وأربيل، مطالبين إياها بتحييد هذه الجماعات المعارضة.
وكانت هذه الفصائل الكردية الإيرانية تمركزت في العراق منذ ثمانينات القرن المنصرم، وتصفها طهران بأنها "إرهابية" وتتهمها بشن هجمات على الأراضي الإيرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن هذه المجموعات التي قادت تمرداً مسلحاً لفترة طويلة، يقول خبراء إنها أوقفت تقريباً أنشطتها العسكرية.
وأكد تنظيم "كومله" على "تويتر" أنه كان هدفاً للضربات، لكنه أكد عدم تسجيل خسائر في صفوفه.
ودانت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان "الضربات الإيرانية عبر الحدود" التي نُفِّذت بـ"صواريخ وطائرات مسيرة" قرب أربيل.
واعتبرت أن "هجمات عشوائية وغير قانونية كهذه تُعرض المدنيين للخطر وتنتهك السيادة العراقية وتُقوض أمن واستقرار (...) العراق والشرق الأوسط".
وسبق للحرس الثوري الإيراني أن أعلن أنه سيُواصل شن هجمات ضد الفصائل المعارضة الموجودة في إقليم كردستان.
ويتزامن القصف الإيراني مع إعلان تركيا شن عملية عسكرية جوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصاً، بعد أسبوع على انفجار إسطنبول اتهمت كلاً من حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية في سوريا بالوقوف خلفه.
وفي ما يبدو رداً على هذه الضربات، أصاب قصف صاروخي من الأراضي السورية نقطة حدودية تركية الأحد، مما أدى إلى سقوط ثمانية جرحى على الأقل هم جنديان وستة شرطيين أتراك، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
وفي 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلف قصف صاروخي وضربات شنتها إيران بطائرات بلا طيار ضد جماعات المعارضة الكردية الإيرانية قتيلاً وثمانية جرحى في كردستان العراق. ووقعت ضربات مماثلة في 28 سبتمبر.