الطائرات العاملة بالهيدروجين تخرج إلى النور بحلول 2030
يس عراق: متابعة
باتت الطائرات العاملة بالهيدروجين من الملفات المهمة على طاولة شركات الطيران العالمية، في خطوة لخفض الانبعاثات من القطاع وتحقيق الحياد الكربوني في أقرب فرصة.
وتهدف كل من الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز) والخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) لبدء استعمال الطائرات التي تعمل بالهيدروجين لرحلات المسافات القصيرة بداية من عام 2030، ضمن مساعيهما لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
وأعلنت الشركتان هذه التطورات خلال قمة “هيدروجين إنوفيشن” برعاية شركة زيروآفيا، وهي شركة بريطانية أميركية تأسست في عام 2017 لتطوير الطائرات العاملة بالهيدروجين والكهربائية.
وصرّحت مديرة شؤون الاستدامة في بريتيش إيرويز كاري هاريس، على هامش القمة، بأن الهيدروجين أصبح محط اهتمام كبير، وسيؤدي دورًا جوهريًا داخل الشركة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تحقيق الحياد الكربوني
اعتمدت شركتا بريتيش إيرويز ويونايتد إيرلاينز موقفين مختلفين لتحقيق الحياد الكربوني.
فعلى سبيل المثال، ترى شركة بريتيش إيرويز أن تحقيق هذا الهدف يتمثل في استعمال تعويضات الكربون، بينما تعهدت شركة يونايتد إيرلاينز بعدم استعمال التعويضات في حساب الكربون.
وعلى المدى المتوسط، تهدف بريتيش إيرويز إلى استخدام الوقود المستدام بنسبة 10% بحلول عام 2030.
وعلى المدى الطويل، ستستثمر في الطائرات الخالية من الانبعاثات، من بينها الطائرات العاملة بالهيدروجين، وتقنيات احتجاز الكربون.
بينما أصبحت شركة يونايتد إيرلاينز هي الأولى في القطاع التي تلتزم بخفض الانبعاثات، عندما حددت هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050 خلال عام 2018.
وتطمح الشركة لاستعمال 250 مليون غالون من الوقود المستدام، أي قرابة 5% من إجمالي استهلاك الوقود، بحلول عام 2030.
شركة زيروآفيا
رغم الاختلاف بينهما، تستثمر كلتا الشركتين في سلاسل قيمة الهيدروجين من خلال استثمار رأس المال في المشروعات الطموحة والشركات الناشئة، مثل شركة زيروآفيا، ومقرها كاليفورنيا.
تركز شركة زيروآفيا على تطوير الطائرات العاملة بالهيدروجين التي يقلّ عدد مقاعدها عن 100 مقعد، وصالحة للسفر على الصعيد دون الإقليمي.
ومن المتوقع بدء دخول أول طائرة لشركة زيروآفيا في الخدمة خلال عام 2025، والتي تتسع لـ10 إلى 20 مقعدًا، يليها إطلاق طائرتها التي تتسع لـ50 إلى 70 مقعدًا بحلول 2027.
ويأمل مؤسس الشركة فال ميفتاخوف رؤية طائرات “زيروآفيا” تحلّق في مسارات تجريبية قصيرة المدى مع شركات الطيران الكبرى بحلول نهاية العقد.
الخطوط الأميركية
قال كبير مديري تطوير الأعمال بالشركة إد إسبيريتو، إن يونايتد إيرلاينز تنتهج إستراتيجية لزيادة سعتها بإضافة الطائرات العاملة بالهيدروجين إلى أسطولها.
وبموجب هذا الإطار، ستبدأ شركة الطيران بتقديم طائرات تتسع لـ50 مقعدًا، ثم طائرات تتسع لـ76 مقعدًا، تليها طائرات ضيقة البدن، يمكنها استيعاب أكثر من 100 راكب.
وأسهم عاملان أساسيان في تحديد هذه الإستراتيجية، وهما التكلفة والنقص في عدد الطيارين بالولايات المتحدة.
وعلى مدار الـ30 عامًا الماضية، ارتفعت تكلفة صيانة الطائرات قصيرة المدى الأصغر حجمًا، وبناءً عليه اضطرت الشركة للاستغناء عنها واستبدال طائرات أكبر بها.
وأوضح إسبيريتو أن تكلفة صيانة الطائرات العاملة بالهيدروجين الصغيرة أقلّ بكثير، ما قد يدفع الشركة إلى إعادة استعمال جيل من الطائرات الصغيرة لقطع مسافات أقصر.
من ناحية أخرى، أدى نقص عدد الطيارين لزيادة صعوبة القيام برحلات إقليمية قصيرة المدى، لذا اتجهت الصناعة للاعتماد على طائرات أكبر.
ويتطلع لإحراز المزيد من التقدم في اقتصاد الهيدروجين، بما يسمح لشركات الطيران بتحديث طائراتها الحالية بخلايا الوقود.
وقالت مديرة شؤون الاستدامة في بريتيش إيرويز كاري هاريس، إن شركة الطيران تريد بدء رحلتها مع الهيدروجين بطائرات تستوعب 70 راكبًا على الأقلّ، لكنها تأمل تعديل هياكل الطائرات الحالية.
شارك هذا الموضوع: