بغداد تخطط لإنشاء مطار جديد وإدخال خدمة الترانزيت
تخطط الحكومة العراقية لإنشاء مطار جديد داخل العاصمة بغداد يستوعب التوسع السكاني الكبير داخلها وارتفاع حركة النقل الجوي سواء للأفراد والشحن، التي لا يتسع لها المطار الحالي.
ويتكون "مطار بغداد الدولي" الحالي الذي افتتح في عام 1982 من ثلاث صالات رئيسة ولم يتم توسعته منذ ذلك الحين بشكل ينسجم مع بلوغ عدد سكان العاصمة نحو 10 ملايين نسمة. وجرت بعض أعمال الصيانة على المطار إلا أنها لم تشكل نقلة نوعية في تطوير خدماته التي تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية.
مطار جديد وتأهيل القديم
وأعلن محافظ بغداد محمد جابر العطا عن وجود توجه رسمي لإنشاء مطار جديد في العاصمة.
وقال العطا لوكالة الأنباء العراقية إن "مطار بغداد الحالي أصبح قديماً ولا يواكب التطورات التي يشهدها العالم"، مبيناً أن "هناك نية حقيقية لإنشاء مطار جديد يليق بالعاصمة". وأضاف أن "المحافظة ملتزمة بتطوير كل ما يتعلق بمطار بغداد الدولي كونه المنفذ الوحيد للعاصمة مع دول العالم"، مشيراً إلى أن "المحافظة خصصت أموالاً ضمن الموازنة لتأهيل مطار بغداد الدولي".
وأوضح محافظ بغداد أن "المطار يمتلك الآن ثلاث صالات"، لافتاً إلى أن "الصالة الرابعة لم تنشأ منذ افتتاحه وهناك مساع لإعادة التصاميم وإتمام القاعة الرابعة".
أعلنت سلطة الطيران المدني العراقية عن بدء العمل بالترانزيت في مطار بغداد الدولي الأسبوع المقبل (موقع وزارة النقل العراقية)
الترانزيت
وأعلنت سلطة الطيران المدني العراقية، عن بدء العمل بالترانزيت في مطار بغداد الدولي، الأسبوع المقبل، فيما أكدت الدعم المطلق من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتطوير العمل بالمطارات. وقال رئيس سلطة الطيران عماد الأسدي، "إن موقع العراق الجغرافي يؤهله لأن يكون من أفضل مناطق العالم لأنه يشكل رابطاً استراتيجياً بين الشرق والغرب"، مبيناً أن "صالة بابل في مطار بغداد الدولي ستكون مخصصة لعملية الترانزيت".
وتابع الأسدي أن "رئيس الوزراء يولي قدراً عالياً من الاهتمام بمطار بغداد الدولي وسلطة الطيران المدني، ومنحنا صلاحيات كاملة لتطوير المطار". وبحسب تقرير صدر عن سلطة الطيران المدني العراقي في فبراير (شباط) الماضي، فإن كان العدد الكلي للمسافرين المتنقلين عبر مطار بغداد الدولي في عام 2021 بلغ 2,069,723 مسافراً، وبعدد رحلات وصل إلى 26,106، من أصل مجموع المسافرين المغادرين والقادمين إلى المطارات العراقية، بلغ 4,908,797 مسافراً وبعدد رحلات وصل إلى 63,232 رحلة واصلة ومغادرة في جميع المطارات العراقية.
وبحسب الإحصائية، شهدت حركة النقل الجوي نمواً بنسبة 130 في المئة مقارنة بعدد الرحلات، ونسبة 145 في المئة بالنسبة لعدد المسافرين عن عام 2020 على الرغم مما فرضته جائحة كورونا من قيود وإجراءات على حركة السفر لغرض حماية المسافرين.
ويتسع مطار بغداد لأكثر من سبعة ملايين مسافر سنوياً، ويعد أكبر المطارات العراقية العاملة حالياً بالعراق، وهي مطارات البصرة وأربيل وسليمانية ومطار كركوك الذي افتتح قبل أشهر، فضلاً عن مطاري الناصرية والموصل قيد التأهيل.
الموقع في الرصافة
ويرى الباحث الاقتصادي صفوان قصي أن "العراق بحاجة إلى إنشاء مطار حديث في جانب الرصافة من بغداد (الجانب الشرقي لنهر دجلة) وتطوير مطار بغداد الحالي"، فيما أشار إلى أن "التطوير سيعمل على استقطاب الشركات العالمية المتنقلة لدول العالم عبر مطارات العاصمة".
وقال قصي "لدينا طموح أن تكون بغداد عاصمة تجارية عالمية ولذلك نحن في أمس الحاجة إلى أن يكون هناك مطار حديث يشيد في جانب الرصافة باعتبار أن هناك كتلة بشرية كبيرة موجودة في تلك المنطقة"، لافتاً إلى أن "أهمية المنطقة تكمن أيضاً في كونها قريبة من محافظات ديالي وصلاح الدين والأنبار من أجل استقبال العراقيين والأجانب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مليار دولار
وذكر قصي أن "المطار الجديد سيسهم في إيجاد فرص عمل ويجعل العراق ممراً لعبور الطائرات العالمية بخاصة أنه أقصر مسافة تربط الشرق بالغرب وسيسهم في جلب إيرادات غير نفطية بما لا يقل عن مليار دولار سنوياً باعتبار أن هناك 40 ألف طائرة ممكن أن تمر عبر الأجواء العراقية شهرياً". وبحسب سلطة الطيران المدني فإن عدد الطائرات التي تمر عبر الأجواء العراقية يومياً تبلغ 800 طائرة.
الخدمات الأرضية
ولفت إلى أن "العراق لم يستثمر مرور الطائرات لعدم وجود خدمات أرضية وخدمة الترانزيت للمسافرين وبالإمكان إنشاء المطار من خلال شركة عالمية وأن يعلن عنه كفرصة استثمارية"، متوقعاً أن يستقطب المطار الجديد الشركات الأجنبية التي ستغير مسار رحلاتها إلى العراق لقصر المسافة وبذلك ستحصل البلاد على إيرادات متواصلة".
تأهيل شامل
وعن الإمكانات المتوفرة في المطار الحالي في بغداد، بين الباحث الاقتصادي أن "المطار الحالي بحاجة إلى تطوير وإعادة تأهيل شاملة، وأن يكون مطاراً عالمياً بطراز حديث يتوسع لكي يستقبل طائرات إضافية"، مبيناً أن "هذه الخطوة تحتاج إلى أن تكون بشراكة مع شركات نقل عالمية لنقل السياح الأجانب في أجواء مريحة سواء رغبوا في الانتقال في مناطق بغداد الكرخ أو الرصافة".
وتابع أن "المطار بحاجة إلى فندق ووسائل راحة، بخاصة إذا ما تم فتح خدمة الترانزيت مما يدعو إلى إنشاء مجمعات تجارية قرب المطار ليكون هناك نافذة ترانزيت المسافرين للتنقل ضمن أجواء مريحة يستطيعون من خلالها الاطلاع على مناطق بغداد".
واردات محدودة
بدوره يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة البصرة نبيل المرسومي أن "واردات الترانزيت ستكون محدودة خصوصاً لدولة مثل العراق مقارنة مع شركات الطيران العالمية"، مشيراً إلى أنه "من الممكن الاستفادة من خدمة الترانزيت من خلال القناة الجافة حيث ستمر التجارة العالمية من خلال العراق". وأضاف أنه "من الممكن أن تجلب هذه الخدمة عوائد بقدر عوائد قناة السويس. أما بالنسبة للطيران فإن وارداته قليلة مقارنة بطرق النقل الأخرى".
يذكر أن مشروع "القناة الجافة" اقترحته الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 وتربط بين ميناء الفاو الكبير الذي يتم تشييده في شبه جزيرة الفاو العراقية المطلة على الخليج العربي، ونقطة "فيش خابور" وهي آخر نقطة حدودية عراقية مع تركيا. وتمتد القناة الجافة بطول نحو 1211 كيلومتراً، ويمكن من خلالها نقل البضائع من أوروبا إلى دول الخليج ومن الموانئ العراقية إلى أوروبا.