العراق يحدث أسطوله الجوي والعين على تطوير مطاراته
تستعد الخطوط الجوية العراقية لأكبر عملية تحديث لأسطولها الجوي المدني خلال العقد الأخير بعد استئناف العمل في عقود لتجهيزه بأكثر من 20 طائرة مختلفة الأحجام وشراء طائرات من كبريات الشركات العالمية.
ويمتلك العراق حالياً أكثر من 30 طائرة تم شرائها بعد عام 2003، من طراز "بوينغ" و"ايرباص" و"بومباردييه" تعمل لدى الخطوط الجوية العراقية المملوكة للدولة، إضافة إلى وجود شركات طيران خاصة عدة تمتلك طائرات تعمل على وجهات محددة وضمن نطاق ضيق داخل العراق وخارجه.
وأبرز وجهات الخطوط الجوية العراقية هي إلى السعودية والكويت والإمارات وإيران والصين والهند وباكستان وأذربيجان وبيلاروس ومصر وماليزيا والبحرين والدنمارك فضلاً عن رحلات داخلية إلى بغداد والنجف والبصرة وكركوك والسليمانية وأربيل.
43 طائرة مختلفة السعات
وقال مهندس الطيران الاستشاري جمال حسين مبارك إن "أسطول الخطوط الجوية العراقية يتكون من 29 طائرة مختلفة الأنواع، منها 27 طائرة حديثة، فيما أكد أن البلاد ستتسلم 14 طائرة مختلفة من ضمنها طائرات "دريم لاينر". وأضاف مبارك الذي كان يشغل منصب مهندس استشاري في الخطوط الوطنية أن "العراق وقع عقداً مع شركة بوينغ عام 2008 لشراء 40 طائرة ووصلت الدفعة الأولى من الطائرات وعددها 14 طائرة من نوع 737 عام 2017"، مبيناً أن "هذه الطائرات تعمل حالياً على الوجهات المختلفة للخطوط الجوية العراقية".
10 طائرات "ماكس"
وأوضح مبارك أن "العقد تم تحديثه إلى طائرات 737 ماكس وننتظر وصول 10 طائرات من هذا الطراز خلال العام الحالي"، مشيراً إلى أن الخطوط الجوية طلبت مواد احتياطية ومن ضمنها محركات إضافية مع الطائرات الجديدة التي ستكون مجهزة بكل وسائل الرفاهية ومن ضمنها خدمة الإنترنت".
15 طائرة جديدة
وتابع مبارك أن "العقد الموقع مع بوينغ يشمل شراء 10 طائرات من نوع دريم لاينر وستتسلم الخطوط الجوية العراقية طائرتين منها خلال العام الحالي، وستصل الأولى في شهر مارس (آذار) المقبل"، مرجحاً أن تحصل بغداد على 12 طائرة من شركة "بوينغ" هذا العام، فضلاً عن ثلاث طائرات من طراز A220 ليكون المجموع الكلي للطائرات المستلمة خلال العام الحالي 15 طائرة.
43 طائرة في 2023
ولفت مبارك إلى أن "أسطول الطائرات العراقية سيبلغ نهاية العام الحالي 43 طائرة إذا ما تم تسلم الطائرات الجديدة"، مبيناً أن "لدى العراق حالياً أسطولاً حديثاً يتكون من 27 طائرة مختلفة الأنواع، ما عدا الأسطول القديم المؤلف من سبع طائرات".
وأشار إلى أن "الأسطول القديم متوقف عن العمل وبالإمكان استثماره في قضايا الشحن لجلب مردود مادي إضافي، إلا أن هذا الأمر بحاجة إلى تسويق كونه مشكلة حقيقية لدى الخطوط الجوية"، مشدداً على أن يكون هناك دور لوزارة الخارجية العراقية عبر حث الدول الشقيقة والصديقة على تسهيل إجراءات منح الفيزا للمجموعات السياحية".
خطط تطوير
من جهة أخرى اعتبر أستاذ الاقتصاد في الجامعة العراقية عبدالرحمن المشهداني أن "النهوض بالخطوط الجوية العراقية يتطلب جلب أناس أكفاء لإدارة الشركة الوطنية وتطوير البنى التحتية للمطارات العراقية، مع تطبيق شروط السلامة والأمان التي تطلبها منظمة الطيران العالمي للدخول إلى الأجواء الأوروبية".
وقال إن "البلاد كانت تمتلك سابقاً مركزاً متكاملاً لصيانة الطائرات ومن الممكن أن تستعيد هذا الدور وتستقطب كثيراً من شركات الطيران بغية صيانة طائراتها"، مبيناً أن "موقع العراق مهم في المنطقة ويربط بين آسيا وأوروبا ويسهم في جذب شركات الطيران".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأكفاء ضرورة
وشدد المشهداني على "ضرورة جلب أناس أكفاء إلى إدارة الخطوط الجوية العراقية وسلطة الطيران المدني وعدم التفكير في بيعها إلى القطاع الخاص من أجل الارتقاء بها، لا سيما أنها تملك طائرات متطورة"، مشيراً إلى أن "العراق بحاجة إلى تطوير البنى التحتية للمطارات وتوسيع مطار بغداد من خلال إنشاء أربعة مدارج طيران بدلاً من المدرجين الموجودين حالياً".
توسيع مطار بغداد
ودعا المشهداني إلى التخطيط لتوسيع مطار بغداد الدولي ليكون مطاراً عالمياً، لا سيما أنه يعتبر مركزاً لخطوط الطيران العالمية ويقصر المسافة بين الشرق والغرب، لافتاً إلى "إمكانية أن يكون بديلاً لمطار دبي، لكن هذا الأمر بحاجة الى نهضة كبيرة".
مطارات جديدة
وأوضح المشهداني أن "العراق بحاجة إلى مطارات جديدة في عدد من مناطقه. وتم افتتاح مطار كركوك وسيتم افتتاح مطار الموصل ومطار الناصرية يفتتح عام 2025"، مشدداً على ضرورة أن يدخل الطيران العراقي إلى الأجواء الأوروبية من خلال تطبيقه معايير السلامة والأمان الدولية مع المراجعة المستمرة من قبل منظمة الطيران العالمية (إياتا)".
ويوجد توجه محلي لإنشاء مطارات جديدة في محافظات الأنبار وديالى وميسان وواسط وكربلاء وبابل والديوانية سواء على نفقة هذه المحافظات أو عبر استثمارات خاصة لنقل المسافرين والشحن الجوي، وعلى رغم الحديث عن قرب إنشاء مطارات جديدة في بعض المدن العراقية خلال الأعوام الماضية إلا أنها فشلت في التحول إلى حقيقة على أرض الواقع لأسباب غالبيتها اقتصادية فضلاً عن عدم وجود أرضية مناسبة قانونية وأمنية لإنشاء مثل هذه المشاريع.
وكانت الحكومة العراقية وقعت عام 2008 عقدين لشراء 50 طائرة من شركتي "بوينغ" الأميركية و"بومباردييه" الكندية بقيمة إجمالية بلغت 5 مليارات دولار.
وتضمن العقد الأول شراء 40 طائرة من شركة "بوينغ" والثاني 10 طائرات من شركة "بومباردييه"، وتسلم العراق أولى الطائرات من نوع "بوينغ" عام 2013 وكان من المقرر أن تكون مدة العقد خمس سنوات، إلا أن ظهور تنظيم "داعش" وما تسبب به من أحداث ودمار والأزمة المالية التي مرت بها البلاد خلال الأعوام الماضية أجلت تنفيذ العقد بالكامل.