العراق: وعود بإنهاء التعليم في المدارس الطينية خلال 5 سنوات
بعض التلاميذ يدرسون في مدارس مهددة بالسقوط (صافين حامد/فرانس برس)
أعلنت وزارة التربية العراقية تنفيذ خطة لإنهاء التعليم في المدارس الطينية، التي تنتشر في غالبية محافظات البلاد، مؤكدة سعيها لبناء وتأهيل مدارس جديدة وتجهيزها بشكل كامل، وسط انتقادات لاستمرار إهمال المؤسسة التعليمية.
وقال المتحدث باسم الوزارة كريم السيد، إن "خطة الوزارة للسنوات الخمس المقبلة هي بناء أكبر عدد ممكن من المدارس، والانتهاء من ملف المدارس الطينية بشكل كامل". وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، مساء أمس الخميس، أن "حاجة العراق الكلية من المدارس تصل إلى 8 آلاف مدرسة".
وأشار إلى أن "الوزارة تخطط لتزويد المدارس بحاجتها من المقاعد المدرسية بشكل كامل تكفي لأعداد التلاميذ في البلاد الذي يصل إلى 13 مليوناً، ولدينا تعاون مع جهات عدة لتحقيق هذا الهدف"، مؤكداً "وجود جهد كبير وحملات كبرى في المحافظات لتحقيق هذه الخطوة في إطار مبادرة رئيس الوزراء".
وأضاف أن "الهدف من الخطة هو تلبية الحاجة كاملة، وتقليل الاكتظاظ في الصفوف بموازاة استمرار أعمال إنشاء المدارس"، مؤكداً أن "هناك خطة لتأهيل وترميم أكثر من 2000 مدرسة ضمن البرنامج الحكومي". ولفت إلى أن "الأولوية ستكون لمدارس الفتيات والمدارس الريفية، فضلاً عن المدارس المكتظة، وخصوصاً في المناطق الأشد فقراً"، مؤكداً "دخول 198 مدرسة إلى الخدمة خلال الفترة الماضية".
وتنتشر المدارس الطينية في العراق، وخصوصاً في المناطق الريفية، على الرغم من تهديدها حياة آلاف التلاميذ، إذ إن الكثير منها مهدد بالانهيار بسبب قدمها وسوء بنائها.
وتشير نقابة المعلمين العراقيين إلى أن المدارس الطينية والكرفانية أحد أوجه الفساد في البلاد، مطالبة بوضع حد لها. وقال عضو النقابة بهاء العاني: "من غير المعقول أن يستمر العمل في المدارس الطينية والكرفانية، علماً أنها تهدد حياة التلاميذ، عدا عن كونها غير مهيأة لتكون مؤسسة تعليمية". وأضاف في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "بلداً غنياً بموازناته المالية الضخمة ما زال تلاميذه يدرسون بمدارس طينية، يعد أمراً خطيراً للغاية، ويعكس مدى الفساد المستشري في هذا البلد".
وانتقد "إطلاق الوعود لإنهاء العمل بتلك المدارس من دون تنفيذ"، مشدداً على أنه "يجب على الحكومة تحمل مسؤوليتها إزاء الملف ووضع جدول زمني محدد لإنهاء التعليم في تلك المدارس، واستحداث مدارس حديثة مجهزة بشكل كامل". وأشار إلى أن "استمرار إهمال المؤسسة التعليمية سيكون له انعكاسات سلبية خطيرة على ثقافة المجتمع".
بالإضافة إلى المدارس الطينية، أنشأت الحكومات السابقة المدارس الكرفانية، وجرى إنشاء العديد منها في عموم المحافظات منها العاصمة بغداد، لسد النقص الكبير في أعداد المدارس، في ظل عدم تخصيص الموازنة مخصصات مالية كافية لبناء مدارس جديدة. وقد تعرضت مدارس عدة منها إلى الاحتراق خلال الأشهر السابقة، ما يهدد حياة التلاميذ".
ويعاني العراق من الفساد الذي يؤثر سلباً على مناحي الحياة كافة، ومنها التعليم.