يحيى رسول لـ"العربي الجديد": استعداد عراقي لإدخال "T50" لسرب مقاتلات
يحيى رسول: الأولوية لتعزيز قدرات الدفاع الجوي (مرتضى السوداني/الأناضول)
أعلن المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية اللواء يحيى رسول، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن سلاح الجو العراقي يستعد خلال الفترة المقبلة إلى إدخال طائرات "T50" الكورية الجنوبية المقاتلة للخدمة، والتي تعاقد، في وقت سابق، على شراء 24 منها، مخصصة للاعتراض والهجوم.
وأوضح رسول أن الطائرات سوف تُستثمر في مهام متعددة الأهداف، بموازاة عمل مستمر لبناء قدرات القوة الجوية العراقية والدفاع الجوي، وزيادة الإمكانيات التسليحية لمواجهة التحديات.
يحيى رسول: بدء تجهيز قاعدة الصويرة لإقلاع وهبوط طائرات "T50" المقاتلة
وخلال العامين الماضيين حققت القوات العراقية تفوقاً واضحاً في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على جيوب وبقايا تنظيم "داعش"، في شمال وغرب ووسط البلاد، مع استمرار برنامج بناء القدرات العسكرية لسلاح الجو والقوات البرية.
تجهيز قاعدة الصويرة لطائرات "T50"
وكشف رسول، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن بدء "تجهيز قاعدة الصويرة، جنوب شرقي بغداد، لإقلاع وهبوط طائرات T50 المقاتلة"، مؤكداً أن "العمل يتركز حالياً على استكمال الاستعدادات اللوجستية لإدخالها إلى الخدمة قريباً"، في إشارة إلى مرابض المقاتلات ومدارج الهبوط والمخازن والكوادر الفنية المكلفة بتشغيلها.
وأوضح أن "T50" طائرات حديثة جداً، وتحتوي على أجهزة متطورة للغاية ومعدات استطلاع وأسلحة تصويب دقيقة تنافس مقاتلات "F16" الأميركية، وهي أسرع من الصوت، وتستخدم في دعم القطعات العسكرية على الأرض، وأيضاً في مهام الدفاع الجوي، وفي مهام التدريب المتقدم أيضاً.
وبشأن بقية أصناف الطائرات التي يمتلكها العراق حالياً، قال رسول: "نمتلك حالياً مقاتلات F16 ومقاتلات سوخوي الروسية، ومقاتلات L159 التشيكية، إلى جانب طائرات الـKing Air، والسيسنا كرافان الأميركية للاستطلاع والاستطلاع المسلح، إلى جانب طائرات C130، وطائرات أنتونوف، التي نعتمدها كعمود فقري للنقل والدعم اللوجستي، ونحن مستمرون باستكمال قدرات القوة الجوية".
تدريب على صيانة الطائرات
وأضاف المتحدث العسكري العراقي: "تعاقداتنا لا تتوقف على شراء الطائرات فقط، بل يتم أيضاً إرسال ضباط وفنيين ومهندسين للتدريب على صيانة الطائرات، ومن بينها F16. وخلال جولاتنا مع قائد القوة الجوية في قاعدة بلد، شمال البلاد، لاحظنا تمتع المهندسين والفنيين العراقيين بمهارة عالية في إدامة وصيانة الطائرات القتالية والتعبوية بمختلف صنوفها، وهو ما يدعم إمكانية استخدام تلك الطائرات لأمد بعيد".
وحول أولوية القوات المسلحة العراقية في التعاقدات للعام 2023، أكد رسول أن "لدى الحكومة عدة أولويات في التسليح، وأهمها في الوقت الحالي تعزيز قدرات الدفاع الجوي، لحفظ أمن وسماء العراق، وهو ما يؤكد عليه القائد العام للقوات المُسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ويحظى باهتمامه ووجه أوامر بشأنه خلال اجتماعه بلجنة التسليح في وزارة الدفاع".
وأضاف: "كما أننا نتجه لتعزيز القدرات بالطائرات المسيرة التي نحتاج لاستخدامها في الأهداف المهمة. وهذا كله يندرج ضمن خطط الحكومة لبناء المزيد من القدرات وتعزيزها في مواجهة التحديات".
وتعليقاً على هذا الأمر، اعتبر الخبير بالشأن العراقي أحمد الشريفي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "مقاتلات T50 من الطرازات المهمة التي يمكن لها أن تغطي مساحات واسعة من العراق، وتتميز بقدرة كبيرة على المناورة، على غرار المقاتلات الأميركية، وتمثل إضافة جديدة للعراق في ميزان التسليح بدول المنطقة".
استخدام طائرات "T50" للإسناد
وأوضح أنه "في الجانب القتالي من الممكن الاستعانة بها في الاشتباكات داخل المناطق الضيقة، وعمليات الإسناد البعيدة، أو القريبة، للقطعات العسكرية على الأرض".
وأضاف الشريفي أن "هذه الطائرة ستضيف قدرات مهمة يحتاجها سلاح الجو العراقي، لكنها غير كافية، بسبب حاجتنا إلى مزيد من التعاقدات، لكن قبلها يحتاج العراق لتطوير بناه التحتية بغية الانفتاح، واحتواء حالة التطور عالمياً، إذ إن استقطاب وشراء طائرات حديثة لا بد أن تسبقه عملية تهيئة للقواعد الجوية، عبر بناء بنى تحتية مناسبة واستعداد قتالي، لتتمكن الطرازات المتطورة من تنفيذ مهامها".
يحيى رسول: نتجه لتعزيز القدرات بالطائرات المسيرة
وشدد على أن "العراق بحاجة لاستثمار تحالفاته العسكرية لتطوير قدراته من ناحية سلاح الجو والدفاع الجوي، لتكون متوازنة أو متكافئة على الأقل مع ما هو موجود لدى بقية الدول في منطقة الشرق الأوسط".
ورأى الشريفي أن "العراق بحاجة لشراء أنواع خاصة من الطائرات المكلفة بمهام الدفاع الجوي لردع الخروقات من دول الجوار، ولبطاريات صواريخ، ومنظومات للإنذار المبكر والتعقب، وصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، توجِدُ حزاماً ضامناً على المستوى الصاروخي يغطي جميع أجزاء العراق"، ودعا إلى الاستفادة من تحسن الأوضاع المالية للعراق بالفترة الحالية، بفعل انتعاش أسعار النفط لزيادة حجم قدرات الجيش التسليحية على مختلف المستويات.