مقتل طفلين بحريق في مخيم للنازحين شماليّ العراق
يعاني النازحون الأمرّين خلال فصل الشتاء (صافين حامد/ فرانس برس)
أفادت مصادر محلية وأمنية عراقية بأنّ طفلين لقيا حتفهما إثر اندلاع حريق في مخيّم للنازحين بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، وبأنّ النيران التهمت عدداً من الخيام.
وتضمّ محافظات إقليم كردستان العراق مخيّمات للنازحين من الذين لم يتمكنوا بعد من العودة إلى مناطقهم لأسباب أمنية وسياسية، أو لعدم قدرة السلطات العراقية على إعمار مناطقهم التي تعرّضت للتدمير خلال سنوات الحرب التي استهدفت تنظيم "داعش" بين عامي 2014 و2017.
وتفيد مصادر بأن "حريقاً وقع ظهر اليوم الأحد، في مخيم جمشكو للنازحين في إدارة منطقة زاخو بإقليم كردستان"، مشيرة إلى أن "أربع خيم التهمها الحريق في المخيم الواقع ضمن مناطق إدارة زاخو بمحافظة دهوك أقصى شمال العراق".
من جهته، يؤكد مدير الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك، بير ديان بير جعفر، أن "طفلين شقيقين فارقا الحياة من جراء الحريق"، مشيراً إلى أنه "لم يتم بعد تخمين الخسائر المادية التي لحقت بالخيام الأربع".
ويضم المخيم مئات العائلات الأيزيدية التي نزحت من الموصل وعدد من المناطق، إثر اجتياح تنظيم "داعش" عدداً من محافظات البلاد صيف عام 2014.
ولم تصدر الجهات الأمنية العراقية أو وزارة الهجرة والمهجرين أي توضيح بشأن أسباب الحريق. وقبل أيام، اندلع حريق في مخيم "آسيان" للنازحين في قضاء شيخان بمحافظة دهوك من جراء تماس كهربائي، ولم يسفر عنه أي خسائر بشرية.
وشهد العام الماضي تسجيل حوادث عدّة، من حرائق وانفجارات داخل مخيّمات للنازحين شمالي العراق، سبّبت سقوط قتلى وجرحى بين النازحين، ما دفع وزارة الهجرة والمهجرين إلى تشكيل لجان تحقيق، علماً أنّ النتائج كانت تبيّن دائماً أنّ تلك الحوادث كانت عرضية.
ويُعَدّ إنهاء ملف النزوح أحد أهم بنود برنامج حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي صوت عليه البرلمان وينتظر التنفيذ، وسط حديث تصاعد أخيراً من قبل قوى سياسية بإمكانية تراجع السوداني عن وعوده بتنفيذ التعهدات.
واعترفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أخيراً بصعوبة إنهاء ملف النزوح في البلاد، مؤكدة أن 187 ألف عائلة ما زالت حتى اليوم نازحة في المخيمات وخارجها، داعية إلى تعاون مؤسساتي وسياسي لإنهاء الملف.
وتعد سيطرة فصائل مسلحة على بعض المناطق التي نزح أهلها منها في جرف الصخر وفي محافظتي ديالى والأنبار، ومنع أهلها من العودة إليها، من أكبر التحديات التي تواجه إنهاء ملف النزوح. إلا أن رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض، تعهد أخيراً بتسهيل عودتهم، وأكد الشهر الماضي أنه ستكون هناك نتائج ملموسة حيال ذلك، لكن لم تكن هناك أي خطوة بهذا الاتجاه.