العراق: قوى الإطار التنسيقي تدعم الحوارات مع واشنطن حول أزمة الدينار
توعدت الداخلية "المتلاعبين" بالعملة الصعبة بعقوبات كبيرة (أحمد الرباعي/فرانس برس)
أبدى تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى عراقية حليفة لإيران، والذي انبثقت عنه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، دعمه للحوارات بين البنك المركزي العراقي والبنك الفيدرالي الأميركي، وعملية الإصلاح المالي والمصرفي.
ودخل الجانبان العراقي والأميركي ممثلين بالبنك المركزي العراقي ووزارة الخزانة الأميركية الخميس، في مباحثات موسعة ترأسها مساعد وزير الخزانة الأميركية براين نيلسون، تتركز على محاربة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأصدر البنك المركزي العراقي، الجمعة، حزمة تسهيلات لتلبية الطلب على الدولار، في جانبي النقد والتحويلات الخارجية، أسهمت في انتعاش نسبي بقيمة الدينار العراقي.
وعقد تحالف "الإطار التنسيقي"، مساء أمس الأحد، اجتماعاً في مكتب رئيس الوزراء الأسبق وأحد أعضاء التحالف حيدر العبادي، بحضور رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وعدد من قيادات التحالف، وتم بحث تطورات المشهد السياسي والأمني، فضلاً عن مناقشة ملف الموازنة المالية للعام 2023 التي يعتزم مجلس الوزراء تقديمها إلى مجلس النواب لإقرارها.
ووفقاً لبيان للإطار، فإن "رئيس الوزراء قدم شرحاً مفصلاً عن الآليات التي تم على أساسها وضع الموازنة الاتحادية، ومدى انسجامها مع البرنامج الحكومي، والحوارات التي أجراها البنك المركزي العراقي مع البنك الفدرالي الأميركي في إسطنبول قبل يومين، والحزم الإصلاحية التي أصدرها البنك المركزي العراقي"، مشيراً إلى أن "المعالجات التي تقدم بها البنك المركزي تأتي ضمن عملية الإصلاح المالي والمصرفي".
وأشار إلى أن "المجتمعين ناقشوا الإجراءات الحكومية لتقليل تأثيرات تقلبات سعر الصرف على الشرائح الفقيرة والمهمشة، فضلاً عن الزيارة المرتقبة لوفد العراق إلى واشنطن برئاسة وزير الخارجية استكمالاً لاجتماعات إسطنبول".
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد فرض إجراءات على الحوالات المالية الخارجية من العراق، لضمان عدم وصولها إلى طهران ودمشق، فيما توعدت وزارة الداخلية العراقية من سمتهم "المتلاعبين" بالعملة الصعبة الدولار، بعقوبات كبيرة، وفقاً لقانون الجرائم الاقتصادية، لكن الإجراءات الميدانية التي اتخذتها بغداد وأربيل لم تسفر عن أي تحسن.
وتسببت تلك الإجراءات بتراجع كبير في سعر الدينار العراقي أمام الدولار، خلال الأيام الأخيرة، حيث خسر الدينار أكثر من 30 بالمائة من قيمته أمام الدولار، وشهدت السوق العراقية أخيراً ارتفاعاً قياسياً في مستويات أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، عمّا كانت عليه قبل أقل من شهر، الأمر الذي نتج عنه انخفاض كبير في القوة الشرائية، وبات كثير من المواطنين عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق المحلية العراقية.
ومن المفترض أن يتوجه قريباً وفد عراقي حكومي، برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، وعضوية مسؤولين ماليين ومصرفيين، إلى واشنطن لبحث ملف سعر العملة، وآليات التنسيق بهذا الجانب.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن الوفد العراقي سيحمل تأكيدات للجانب الأميركي حيال الإجراءات العراقية الأخيرة في مزاد العملة، وسعيه لمنع وصولها إلى الدول المشمولة بالعقوبات الأميركية، مثل إيران وسورية.