اختطاف ممثلة عراقية يعيد الميليشيات الليبية للأضواء
عادت ممارسات #الميليشيات_المسلحة في العاصمة الليبية #طرابلس إلى دائرة الضوء، بعد اختطاف الناشطة والممثلة العراقية #داليا_فرهود من منزلها بمنطقة جنزور، وسط تبادل للتهم في شأن الجهة التي داهمت منزلها واقتادتها إلى جهة مجهولة.
وألقى قطاع واسع من سكان العاصمة الليبية باللوم على حكومة عبدالحميد الدبيبة بخصوص هذه الانتهاكات التي تمارسها المجموعات المسلحة في مدينتهم، متهمين إياها بإطلاق يد هذه الكتائب في طرابلس، بسبب مساعدتها لها في حسم النزاع على السلطة مع حكومة فتحي باشاغا، العام الماضي.
الفاعل مجهول
قالت مصادر صحافية ومحلية ونشطاء على مواقع التواصل في طرابلس إن مجموعة مسلحة اختطفت الممثلة والناشطة العراقية داليا فرهود من منزلها في ضاحية جنزور، غرب العاصمة الليبية.
وتوافقت غالبية الروايات على أن سبب اعتقال الممثلة العراقية كان نشرها صوراً وفيديوهات للإعلامية الليبية غالية بوزعكوك في حفل من دون حجاب.
وتعود الخلافات بين بوزعكوك والممثلة داليا فرهود إلى عام 2021، على خلفية حديث صانعة المحتوى العراقية عن تعرضها للعنصرية والتنمر خلال وجودها في ليبيا، الذي استنكرته الإعلامية الليبية وهاجمت فرهود بشدة بسبب هذه التصريحات.
من جانبها، نفت بوزعكوك في فيديو نشرته على مواقع التواصل وجود أي علاقة لها باعتقال الممثلة العراقية.
وتعيش العراقية داليا فرهود في طرابلس منذ عام 1998، وتعمل في مجال الأزياء، وهي صانعة محتوى مشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعملت لفترة مذيعة بإحدى القنوات الليبية.
رواية والدة فرهود
أكدت نهلة فائز عبدالله والدة الممثلة العراقية داليا فرهود القبض على ابنتها من قبل قوة مسلحة تابعة لجهاز الردع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت إن "داليا اتصلت بها وطمأنتها أنها بخير وتعامل معاملة ممتازة، وتم التحقيق معها، ولم يثبت عليها أي شيء يوم الأربعاء الماضي، لكن لم يتم إطلاق سراحها حتى اليوم".
وأضافت، "ابنتي أخبرتني أنها قدمت إفادتها، وستقوم بقراءتها للتوقيع عليها، حتى تعرض في اليوم التالي على النيابة، ولم أتواصل معها منذ يوم الأربعاء".
وتابعت، "ابنتي تم أخذها، مساء الثلاثاء الماضي، من قبل قوة مسلحة تابعة لجهاز الردع، من دون أمر نيابة أو إذن لإلقاء القبض عليها".
وأشارت إلى أن "القوة اقتحمت المنزل وفتشت غرفتها بالكامل، ولم يجدوا أي شيء يثير الشك، وأخذوا داليا وأخبرت والدها في هذه الأثناء بأنها تشعر بالخوف، فطلب والدها الذهاب معها، لكن القوة رفضت ذلك وطلبوا منه أن يلحق بهم بسيارته، وهذه المجموعة أخذت ابنتي بسيارات رباعية ولم يلحق بها والدها، وأخذوها إلى مطار معيتيقة بحسب ما فهمنا من القوة المسلحة".
وأكدت أن "وزارة الخارجية العراقية تواصلت معها وأرسلت برقية للخارجية الليبية تحتج فيها على واقعة الاختطاف"، مشيرة إلى أنه "لم يتصل بهم أي مسؤول ليبي ليعرض عليهم أي مساعدة في معرفة مصير ابنتها".
وبخصوص الأحاديث المتواترة عن علاقة خلاف ابنتها مع الإعلامية غالية بوزعكوك باعتقالها، قالت الوالدة، "تزامن ظهور الإعلامية غالية بوزعكوك بفيديو مع وقت أخذ داليا، وهناك مصادر ربطت الموضوع ببعضه، وأنا أرسلت رسالة لغالية، وهي بعيدة عن الموضوع تماماً، ونشرت فيديو كذبت من خلاله الخبر".
وطالبت الأم "رئيس وحكومة العراق بالتدخل السريع لإطلاق سراح ابنتها في أسرع وقت ممكن، كونها مواطنة عراقية".
اهتمام في بغداد
في المقابل، قالت وزارة الخارجية العراقية إنها "تتابع باهتمام مصير فتاة عراقية اختطفت في ليبيا قبل أيام".
وبحسب وكالة الأنباء العراقية (واع)، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف أن "الوزارة تتابع باهتمام مع السلطات الليبية للتعرف على مصير فتاة عراقية اختطفت في طرابلس يوم الأربعاء الماضي".
توقيف وليس اختطافاً
الناطق باسم جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أحمد بن سالم، نفى من جهته الأنباء المتداولة عبر بعض وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي في شأن اختطاف صانعة المحتوى وعارضة الأزياء العراقية داليا فرهود في العاصمة طرابلس.
وقال سالم إن "فرهود ليست مختطفة كما يروج البعض، بل موقوفة لدى الجهات المتخصصة بطريقة رسمية وبعلم من النيابة العامة، بسبب انتهاكها الخصوصية ونشرها محتوى لا يتناسب مع المجتمع الليبي".
وأوضح أن "فرهود تخضع للتحقيق، وستحال إلى النيابة مع التحفظ على اتهامها في قضية أخرى"، من دون أن يبين طبيعة هذه القضية وتفاصيلها.
وأكد الناطق باسم جهاز الردع أن "الأجهزة الأمنية اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بخصوص عملية الضبط".
ما هي قوة الردع؟
قوة الردع المسلحة هي الميليشيات الأكثر تسليحاً وعدداً بين المجموعات العسكرية في طرابلس، ويقودها عبدالرؤوف كارة، وهو شيخ سلفي، ومقرها داخل مجمع معيتيقة، حيث يوجد المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة.
وتتكون ميليشيات الردع من نحو 2000 عنصر، وتحل محل الشرطة في طرابلس، وتتنافس حالياً على النفوذ بالعاصمة مع ميليشيات "النواصي" التي تضم مقاتلين غالبيتهم من "الجماعة الليبية المقاتلة" التي يبلغ عددها نحو 1500 عنصر وتمتلك أسلحة متوسطة، ويقودها عبدالغني الككلي، الذي يشتهر في ليبيا باسم "غنيوة الككلي".
ولعبت الكتيبتان معاً دوراً بارزاً في طرد كتيبة ثوار طرابلس الموالية لحكومة فتحي باشاغا التي يقودها هيثم التاجوري من العاصمة بعد اشتباكات دامية العام الماضي.